ترامب:
إذا احتسبنا الأصوات القانونية فأنا أفوز بسهولة
ترامب يناقض نفسه ويحتفي بنتائج الولايات التي فاز فيها
مستشارون من حملة ترامب الانتخابية يعترفون بتضاؤل فرص فوزه
المحكمة العليا تضم أغلبية محافظة أكثر ميلا لترامب
شن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هجومًا حادًا وعنيفًا على إجراءات عملية الانتخابات الرئاسية وفرز الأصوات، مشككًا في نزاهتها ومتهمًا خصومه الديمقراطيين بسرقتها، مع توالي ظهور النتائج الأولية من مراكز الاقتراع، والتي تشير بوضوح إلى اقتراب منافسه الديمقراطي جو بايدن من حسم السباق لصالحه.
وأصدر ترامب بيانًا أوضح فيه موقفه من الانتخابات الرئاسية وتطوراتها المتلاحقة، مع توالي ظهور المؤشرات على تقدم منافسه الديمقراطي جو بايدن في عدد من الولايات الحاسمة.
وقال ترامب في البيان "إذا احتسبنا الأصوات القانونية فأنا أفوز بسهولة. وإذا احتسبنا الأصوات غير القانونية فيمكنهم محاولة سرقة الانتخابات منا".
وأضاف ترامب "لقد فزت بالفعل بشكل حاسم بالعديد من الولايات الحاسمة، وحققت انتصارات هائلة في فلوريدا وأيوا وإنديانا وأوهايو، على سبيل المثال لا الحصر. لقد حققنا هذه الانتصارات والعديد من الانتصارات الأخرى على الرغم من التدخل التاريخي في الانتخابات من قبل وسائل الإعلام الكبرى والمال السياسي والحيل التكنولوجية".
وتابع ترامب "كما رأى الجميع، فزنا بأرقام تاريخية. وقد أخطأ منظمو الاستطلاعات عن قصد. لقد فهموها بشكل خاطئ عن قصد. كان لدينا استطلاعات للرأي سخيفة للغاية، وكان الجميع يعرف ذلك في حينه".
واستطرد ترامب "كما يدرك الجميع الآن، كانت استطلاعات وسائل الإعلام تدخلًا في الانتخابات بالمعنى الحقيقي لهذه الكلمة من قبل المصالح الخاصة القوية".
وقال ترامب "لقد كنا فزنا في جميع المواقع الرئيسية في الواقع. ثم بدأ عدد أصواتنا في التقلص بأعجوبة، ولم يسمحوا للمراقبين المعتمدين قانونًا بممارسة الرقابة".
وأضاف ترامب "ذهبنا إلى المحكمة في بضع حالات، وتمكنا من إحضار المراقبين. وعندما وصل المراقبون إلى هناك أرادوهم أن يكونوا على بعد 60 أو 70 قدمًا أو 80 قدمًا أو 100 قدم أو الوقوف خارج المبنى لمراقبة ما يجري داخل المبنى".
وتابع ترامب "إنه نظام فاسد ويجعل الناس فاسدين حتى لو لم يكونوا كذلك بطبيعتهم؛ هذا سهل جدا".
وأكد ترامب أن "هدفنا هو الدفاع عن نزاهة الانتخابات. لن نسمح للفساد بسرقة مثل هذه الانتخابات المهمة أو أي انتخابات. ولا يمكننا أن نسمح لأي شخص بأن يسكت ناخبينا ويصنع النتائج".
وتابع ترامب في بيانه "لن أستسلم أبدا عن القتال من أجلك ومن أجل أمتنا".
وأوضح ترامب أن الشعب الأمريكي يستحق أن يتم فرز الأصوات بكل شفافية، مضيفا أنه يطالب منذ بداية الاقتراع باحتساب جميع الأصوات المشروعة، مع إلغاء أصوات جميع البطاقات غير المشروعة.
وأطل ترامب مساء أمس الخميس في مؤتمر صحفي ليزعم أن احتساب الأصوات الصحيحة قانونيًا وحدها كفيل بضمان الفوز له، وأن عددًا كبيرًا من الأصوات غير الصحيحة احتُسب لصالح بايدن، في اتهام صريح بتزوير الانتخابات ضده.
وبحسب قناة "سي إن إن" الأمريكية، كان استخدام ترامب لقاعة المؤتمرات الصحفية في البيت الأبيض للإدلاء بمزاعمه واتهاماته أمرًا ينطوي على إساءة استغلال للسلطة، ويثير الشكوك حول نيته الالتزام بالانتقال السلمي والديمقراطي للسلطة في حال خسارته.
وقال ترامب "إنهم يحاولون سرقة الانتخابات والتلاعب بها ولا يمكن أن نسمح لأمر كهذا بالحدوث"، وتوعد بالطعن على نتيجة كل مركز اقتراع يشتبه بحدوث وقائع تزوير فيه.
وأضافت الصحيفة أن هذه اللهجة الصدامية والهجومية تكشف بوضوح نية ترامب عدم الاستسلام بسهولة للخسارة في حالة هزيمته، واستعداده لخوض معركة حامية، في ساحات القضاء على الأقل، دفاعًا عن بقائه في المنصب.
وفي تناقض صارخ مع نفسه، احتفى ترامب بتقدمه في عدد من الولايات التي صوت أغلب ناخبيها لصالحه، دون أن يأتي على ذكر أي عمليات تزوير أو احتيال في تلك الولايات.
وأضافت القناة أن بعض كبار مستشاري حملة ترامب اعترفوا في أحاديث خاصة بأن المؤشرات ليست في صالح ترامب بالفعل وأن فرصه في الفوز تتضاءل.
ورفعت حملة ترامب دعاوى قضائية في ولايتي بنسلفانيا وميشيجان، تشكو فيها من أن مراكز الاقتراع في هاتين الولايتين بدأت فرز الأصوات في غياب المراقبين المفوضين من الحملة، وتطالب بتعليق فرز الأصوات إلى حين السماح لمراقبيها بمتابعة عملية الفرز.
كما رفعت دعاوى في ولايتي جورجيا ونيفادا، أبلغت فيها عن عمليات احتيال وقعت أثناء التصويت وفرز الأصوات، ورفعت دعوى أيضًا أمام المحكمة العليا تطعن فيها على حكم محكمة ولاية بنسلفانيا بالسماح ببدء فرز الأصوات بعد يوم التصويت.
ورفعت حملة ترامب كذلك دعوى قضائية في ولاية ويسكونسن تطالب فيها بإعادة فرز أصوات الولاية، رغم أنه لا يجوز طلب إعادة الفرز سوى بعد انتهاء عد الأصوات، وموعده المحدد 17 نوفمبر.
ويمكن أن تصل القضايا المرفوعة في ولايات بشكل منفرد إلى المحكمة العليا في نهاية المطاف، كما حدث في انتخابات فلوريدا في عام 2000، عندما فاز الجمهوري جورج دبليو بوش على الديمقراطي آل جور بفارق 537 صوتا فحسب في فلوريدا بعد أن أوقفت المحكمة العليا عملية إعادة الفرز.
وعيّن ترامب القاضية إيمي كوني باريت في المحكمة العليا قبل أيام من الانتخابات، الأمر الذي من شأنه أن يحقق أغلبية محافظة بواقع 6 إلى 3، يمكن أن تكون في صالح الرئيس إذا نظرت المحاكم نزاعات بشأن الانتخابات.
وقال ترامب، الأربعاء "نود استخدام القانون بطريقة سليمة. لذا سنذهب إلى المحكمة العليا". وتنص قوانين الانتخابات في الولايات الأمريكية على فرز كل الأصوات وعادة ما تقضي ولايات كثيرة أياما لاستكمال فرز الأصوات.
ولا يُنتخب رئيس الولايات المتحدة بأغلبية الأصوات الشعبية. وبموجب الدستور، يصبح المرشح الذي يفوز بأغلبية أصوات المجمع الانتخابي البالغ عددها 538 صوتا، الرئيس المقبل للبلاد.
وفي عام 2016، خسر ترامب التصويت الشعبي أمام الديمقراطية هيلاري كلينتون لكنه حصل على 304 أصوات في المجمع الانتخابي مقابل 227 لها.