الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بوادر خلاف جديد بين فرنسا وتركيا.. اعتقال تلاميذ أتراك في باريس يثير غضب نظام أردوغان.. وأزمة الرسوم المسيئة تمتد لمجال الرياضة

ماكرون وأردوغان
ماكرون وأردوغان

- فرنسا تحتجز تلاميذ أتراكا لدعمهم ذبح مدرس التاريخ صاموئيل باتي.. وأنقرة ترد: بلطجة دولة 

- خلافات أيديولوجية وسياسية تعمق الأزمة بين نظامي ماكرون وأردوغان


بوادر أزمة جديدة بين تركيا وفرنسا، تلوح في الأفق، بعد إقدام الأخيرة على اعتقال 4 طفال بينهم أتراك على خلفية آرائهم في الهجوم الذي قتل خلاله مدرس التاريخ الفرنسي صاموئيل باتي الشهر الماضي، بعد أن عرض على تلاميذه صورا مسيئة للنبي محمد. 

وذكرت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية، أن الشرطة ألقت القبض يوم الخميس الماضي على 4 تلاميذ بينهم 3 أتراك، بتهمة "تمجيد الإرهاب" على مواقع التواصل الاجتماعي.

وبحسب التقارير، فإن التلاميذ لا تتجاوز أعمارهم 10 سنوات، وهم 3 أولاد وفتاة، أدلوا بتعليقات "عنيفة ومقلقة" بشأن حادث ذبح مدرس التاريخ الفرنسي صاموئيل باتي.

وأوضح المحققون أن الأطفال أشادوا بعمل الإرهابي وأنه "كان جيدا"، وبرروا الاغتيال بحجة الاعتراض على الإساءة للرسول، وأنهم سيقتلون معلمهم لو عرض أي رسوم للنبي محمد.

ورصدت  السلطات الفرنسية منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي وتهديدات بالقتل من قبل الأطفال، ما دفعها لمداهمة منزلهم وتفتيشه واحتجازهم.

وأضافت الصحيفة أنه تم تبرئة الفتاة بعد استجوابها، لكن الأطفال الثلاثة اعترفوا بأنهم أدلوا بتلك التعليقات، تقليدا لما سمعوه بوسائل الإعلام.

ومن المقرر أن تتخذ الجهات المعنية إجراءات تأديبية بحق الأطفال، مثل تقديم اعتذار كتابي أو خطوات مشابهة، كما تبين أن عائلاتهم مسلمة وليس لها أي شبهة تطرف.

من جهته، اعتبر رئيس البرلمان التركي مصطفى شنطوب واقعة احتجاز التلاميذ "بلطجة دولة".

وأضاف المسؤول التركي أن المسلمين قلقون مما يحدث هناك، موضحا أن هناك تطورات في فرنسا تثير قلق جميع المسلمين حول العالم منذ مدة طويلة، مؤكدا ضرورة محاسبة الشرطة الفرنسية على توقيفها أطفالا واستجوابهم.

ووصلت الأزمة بين أنقرة وباريس إلى المجال الرياضي، حيث أعلن المنتخب الفرنسي للجمباز انسحابه من بطولة أوروبا المقبلة، والمقرر لها في فرنسا حرصا على "ضمان سلامة الوفد الفرنسي بشكل كامل"

وأرجع المنتخب الفرنسي سبب انسحابه من البطولة؛ إلى التوترات الجيوسياسية بين البلدين، بخلاف الأزمة الصحية العالمية لوباء كورونا.

وبحسب التقارير، قد يؤثر القرار على المنتخب فيما بعد، عند بدء أولمبياد طوكيو العام المقبل.

ودخلت تركيا وفرنسا في حالة من التوتر الدبلوماسي لخلافات حول قضايا عدة، بينها ملف سوريا وليبيا وأزمة شرق البحر المتوسط، وزادت حالة الصراع بعد دعوة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان صراحة لمقاطعة المنتجات الفرنسية، وشنه هجوما شخصيا على نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، بل شكك في صحته العقلية.

وفي وقت سابق، ندد وزير الخارجية الفرنسي، جان لودريان، تصريحات الرئيس التركي، مشيرا إلى أنها تصريحات "عنيفة" و"تحض على الكراهية"، حسب ما ذكرته وكالة فرانس برس.

وأوضح أن  تصريحات الرئيس التركي صارت متكررة وغير مقبولة، في إشارة إلى حملة إردوغان على فرنسا ولا سيما على رئيسها إيمانويل ماكرون على خلفية موقفه المدافع عن نشر رسوم الكاريكاتور.

وقال لودريان، في كلمة أمام مجلس الشيوخ الفرنسي: "وصلنا لمرحلة من العلاقات مع تركيا ما كان ينبغي أن تصل إليها العلاقة بين بلدين حليفين. ولم نكن نتوقع أن تنحدر العلاقات مع تركيا إلى هذا المستوى من الشتائم والشائعات والتهديدات"، داعيا اردوغان وحكومته لوضع حد لهذه التصرفات بأسرع وقت.

جاء ذلك بعدما أدرجت الحكومة الفرنسية تنظيم "الذئاب الرمادية" اليميني المتطرف التركي، على قائمة الجماعات المحظورة في أراضيها. وردا على ذلك، تعهدت أنقرة بالرد "بأشد الطرق" على قرار باريس حظر جمعية "الذئاب الرمادية"، التي وصفتها أنقرة بـ"الخيالية والمختلقة"، معتبرة أن سلطات فرنسا أصبحت "أسيرة" لدى الأوساط الأرمنية.

وسبق أن ررت فرنسا إعادة سفيرها لدى تركيا، للحصول على "إيضاحات" وذلك بعد أيام من التوتر بين البلدين على خلفية تصريحات مهينة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضد نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وأعلن وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان أن باريس ستعيد سفيرة لدى تركيا إلى أنقرة مرة أخرى، لطلب إيضاحات، وذلك بعد استدعائه بعد تطاول أردوغان على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وأكد الوزير الفرنسي أن تركيا تعمدت استغلال حادث ذبح مدرس التاريخ صاموئيل باتي لتشن حملة دعاية بغيضة ضد باريس.

وقال لودريان "طلبنا من سفيرنا العودة إلى أنقرة لمتابعة طلب الإيضاح  مع السلطات التركية بشأن التصريحات المشينة الأخيرة وأيضا بشأن عمل أنقرة المزعزع للاستقرار منذ أشهر عدة في ليبيا، وفي شرق المتوسط، وفي منطقة ناجورني كاراباخ".

وأوضح أن كل هذه الأنشطة التركية تطلب توضيحات قوية طلبها الاتحاد الأوروبي.

وكان الرئيس الفرنسي قد اتهم نظيره التركي أردوغان بتبني موقف "عدواني" تجاه حلفائه في الناتو، مستنكرا السلوك التركي في ليبيا وسوريا وشرق الموسط.