الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أحمد سمير.. قصة شاب يحصد الميداليات الذهبية والفضية على أطراف صناعية.. شاهد

 قصة شاب يحصد الميداليات
قصة شاب يحصد الميداليات الذهبية والفضية على أطراف صناعية

الحياة لا تتطلب مثالية، والنجاح أمر حتمي لمواصلتها، والحب الحافز الأعظم للراحة فيها، كما أن أحلامنا تستحق المخاطرة .. هذا ما يؤمن به الشاب العشريني، أحمد سمير، بطل رفع الأثقال المصرية، على أطراف صناعية، وابن محافظة الشرقية.

فقد " أحمد" أطرافة في حادث أليم، وهو في الخامسة من عمره، أثناء لعبه مع أبناء عمومته ثم قيام سائق سيارة نقل بالمرو على قدمه والعودة عليها مسرعًا بمجرد تنبيه الناس، ليأخذه أقاربه بعدها على الفور إلى المستشفي، و يقررالأطباء أن البتر هو الحل الوحيد لحالة الطفل. 

لم يكن هناك حل آخر لإنقاذ قدم أحمد، كما لم يكن الأمر سهلًا على طفل في بدايات زهرة عمره الأولى، التي لا يعرف فيها سوى الحركة، واللعب، خاصة أنه الابن الأكبر في عائلته، وكبير أخوين يصغرناه في العمر، ووقعت له الحادثة في عدم حضور الأب لظروف سفر.

التأقلم على المشي على أطراف صناعية أمرا ليس بالهين، فما بال طفل يفرض عليه مقتضيات القدر ذلك، وسط رضا كبير من عائلة ووالده الذي فؤجي بالأمر بعد عودته من السفر، ليجد العائلة بالكامل في حزن واضح، كوجود ميت كما وصفه، محاولين ألا يعلموه بالحقيقة، لكنه استقبل قضاء الله بمنتهي الرضا والتقبل والإيمان.

استعياب الوضع كان صعبًا، فلم يستطع الطفل سمير المشي على أطرافه في البداية، ثم أجري عملية أخرى، وغير الطرف بآخر غالي الثمن، وكان يمشي عليه قليلًا لعدم التعود، إلى أن أتي وقت دخول المدرسة، والتي كانت مرحلة نفسية صعبة ومؤلمة لطفل، يبقى في فصله وقت فسحته، ولا يلعب مع أصدقائه، إلا أن بعض أصدقائه كانوا يلعبون معه في فصله بالكرة وغيرها، وهو في مكانه.

تعود سمير على المشي على أطراف صناعية في البداية بكاز، لكن الآن يستطيع المشي أوقات كثيرة بدونه، ومن ثم فكر في ممارسة الرياضة بشكل جادي منذ مرحلة الثانوية بجانب تفوقه دراسيًا والتحاقه مؤخراً بكلية حقوق، جامعة الزقازيق، حيث يدرس بالسنة الثانية بها.

أحمد لا يغطي الطرف الصناعي الذي يبدأ من ركبه، وعن ذلك يقول: " الحمد لله ربنا اختارني أكون جزء ولو صغير من نشر الوعي في مجتمعنا لتقبل أصحاب الهمم اللي بيمشوا على أطراف صناعية، وربما اكون سبب في إعطاء أم او أب أمل إنه ابنهم اللي عندو بتر في يوم من الأيام هيكون بخير، خاصة لما يشوفو بعيونهم مثال قدامهم لشخص لابس طرف اصطناعي وبيمارس حياته، ودائمًا بيقول ربنا بيحب يشوف نعمته على عباده، والطرف  نعمة ربنا ليا وأنا فخور بيه جدًا". 

اختار أحمد ممارسة رفع الأثقال وسط عشرة من أصدقاؤه من ذوي القدرات الخاصة، وفي عام 2016 لعب الشاب لمدة 7 شهور متتالية، ثم أجري عملية جراحية في قدمه عام 2017 ظل على إثرها جالس في البيت لمدة سنة كاملة، ثم عاد بكل روح للتحدي في عام 2018 ليدخل عدد من البطولات ويحصد خلالها جوائز وشهادات عدة.

حصد البطل الرياضي في أول بطولتين له مركز أول جمهورية، وثاني كأس مصر، وفي العام التالي 2019 حصد 3 بطولات: بطولة الجمهورية مركز أول، وكأس مصر مركز أول، كما حقق مركز ثالث على مستوى الجامعات باسم جامعة المنصورة، كما لعب في عام 2020 بطولة الجمهورية للناشئين تحت سن الـ 23 سنة، وحقق  مركز أول جمهورية.

المشكلة التي تواجه أحمد سمير هو عدم توافر بنش مخصص لذوي القدرات الخاصة في مركز الشباب بمدينته أبو كبير بمحافظة الشرقية، موجهًا نداء لوزير الشباب والرياضة بتوفيرها كي يستطيع أحمد و10 من زملائه من ذوي القدرات الخاصة بالمدينة اللعب وتحقيق بطولات على المستوى المحلي والدولي، إضافة إلى أن الأطراف الحديثة حاليًا غالية الثمن بشكل مبالغ فيه، وكذلك صيناتها، وهو عبأ مالي كبير علي الشاب. 

يفرح أحمد بكل مشاركة رياضية له في بطولة جمهورية أو كأس مصر، لكن حلمه أن يكون بين صفوف المنتخب المصري، ويمثل مصر في أولمبيات الفترة القادمة، ناويا زيادة مدة تمرينه، والمقدرة حاليًا بـ ساعتين يوميا إلى أكثر من ذلك بمجرد انتهائه من دراسته الجامعية، مختتمًا: " قاوم حتى لو وصلت ممزقاً، فـ لذة الوصول ستُرممك".