الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أحمد الغنام يكتب: أولويات قمة العشرين في ظل كورونا

صدى البلد


  

هل تضع قمة العشرين حدا للحروب المندلعة سياسيا واقتصاديا للبلدان المتناحرة، وما هو القادم وما هي السياسات والافكار المطروحة من قادة العالم لمستقبل قادم؟.


هذه القمة التي تجتمع فيها أهم وأكبر وأقوى عشرين دولة، سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا وثقافيًا، تضم أعضاء المجموعة "الاتحاد الأوروبي،الأرجنتين، أستراليا، البرازيل، كندا، الصين، فرنسا، ألمانيا، الهند، وإندونيسيا، إيطاليا، اليابان، المكسيك، روسيا، السعودية، جنوب أفريقيا، كوريا الجنوبية، تركيا، بريطانيا، الولايات المتحدة".


وتتناوب الدول الأعضاء على رئاسة مجموعة العشرين كل عام، وتؤدي دولة الرئاسة دورا قياديا في إعداد برنامج الرئاسة وفي تنظيم قمّة القادة التي يحضرها قادة الدول أو الحكومات، وفي القمة يصدر القادة بيانا ختاميا بناء على الاجتماعات التي تعقد طوال العام.


المنظمات والهيئات الدولية التي تحضر القمة
صندوق النقد الدولي، البنك الدولي، منظمة التجارة الدولية، مجلس الاستقرار المالي، منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي، منظمة العمل الدولية، الأمم المتحدة، كما يحق لرؤساء الدول المشاركة في القمة دعوة زعماء من خارج المجموعة.


 تستحق وبجدارة أن تكون «قمة العالم»؛ لأنها المسؤولة عن واقعه الحاضر ومستقبله، عن استقراره واستمراره، عن تنميته وتقدمه وتطوره، بالإضافة إلى أنها المسؤولة عن مواجهة التحديات الكبرى التي تعيق مسيرته ونجاحه أيًا كان حجمها ونوعها ووحدّتها وتأثيرها.


حدثٌ تاريخيٌ، وقمة للعالم، واستضافة لأقوى مجموعة سياسية واقتصادية تقود العالم بأسره، والحدث هو «قمة العشرين» التي تنعقد في العاصمة السعودية الرياض بحضور زعماء أقوى عشرين دولة في العالم، وهي المرة الأولى التي تنعقد فيها قمة بهذا المستوى على مستوى منطقة الشرق الأوسط ومستوى العالم العربي.


هذه القمة تنعقد في الرياض حيث يولد الطموح وتنهض الرؤى ويرسم المستقبل ويعتكف المجد، حيث التاريخ القديم والحديث بات يشكل مشعلًا ينير طريق «رؤية 2030» السعودية عربيًا وإسلاميًا، إقليميًا ودوليًا، رؤية ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الفذة، وهي قمة تمثل حلقة في سلسلة الإنجازات المبهرة التي تحققت في السنوات الثلاث الماضية للسعودية الجديدة، والتي ستستمر في السنوات تباعًا؛ فالخطط مُعلَنة، والنتائج تتحدَّث عن نفسها.


والاقتصاد هو عصب الحياة، والدول الأقوى اقتصاديًا هي المؤهلة للقيادة والريادة في الواقع والمستقبل، و«قمة العشرين» تمتلك دولها أكثر من 80 في المائة من اقتصاد العالم، وأمام هذه القمة في الرياض تحديات كبرى لا تكمن في مواجهة فيروس «كورونا» فحسب، فهذا فيروسٌ تجاوز العالم ذروته وفتك به، وأصبح البحث حاليًا في خطط واستراتيجيات القضاء عليه نهائيًا، والمسألة مسألة وقتٍ لا أكثر، غير أن التحدي الأهم اليوم هو كيف يمكن للعالم أن يستعيد عافيته الاقتصادية من جديد؟ وكيف يمكن لدول «العشرين» ضمان استعادة هذه العافية في وقتٍ قصيرٍ وبطرقٍ ناجحة وفعالة؟ وهذا هو أكبر التحديات التي تواجهها هذه القمة.


انهيارات الاقتصاد تُسقِط الدول وتنشر الفوضى والإرهاب وتخلق الحروب وتشكل مصيرًا أسود للبشرية جمعاء، ومن هنا فأهمية القمة تكمن في صناعة المستقبل وضمان نجاعة الحلول التي سيتم اعتمادها فيها، واستيعاب حجم المخاطر التي يهدد بها فشل الاقتصاد مما يحفز الجميع على العمل بدأبٍ وجدٍ لتجنب تلك المخاطر قدر المستطاع.


مستقبل كوكب الأرض ومستقبل الإنسان عليها يعتمدان بشكل كبيرٍ على مخرجات قمة بهذا الحجم وهذا التأثير، فإن لم تستطع «مجموعة العشرين» فعل ذلك فلا أحد سيفعل في هذا العالم، ولذلك فمهمة صنع القضبان التي يسير عليها قطار الأمل نحو المستقبل هي مهمة هذه المجموعة الكبرى.


من أجل ما سبق وغيره فالجميع سيحضر هذه القمة؛ المنظمات الدولية والإقليمية الكبرى في كل مكان، مؤسسات المجتمع المدني، وسائل الإعلام، كما جرت العادة بدعوة عدد من الدول من خارج «مجموعة العشرين» لحضور القمة، تختلف وتتغير تلك الدول من قمة إلى أخرى.


تأتي هذه القمة بالغة الأهمية والعالم يشهد تغيراتٍ ذات أثرٍ يستحق الرصد والاستباق، فالولايات المتحدة الحليف الأقوى للسعودية حول العالم تدخل مرحلة جديدة من حكم الديمقراطيين، يُرجى أن تكون خيرًا من سابقتها القريبة، وأن يعود التاريخ إلى مساره الطبيعي، ويستمر التحالف القائم منذ عقودٍ طويلة إلى طبيعته بعيدًا عن المغامرات غير المحسوبة، وعن أي خلل يؤثر على قوة هذا التحالف السعودي، الأمريكي التاريخي.