الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من الفراعنة إلى كارلو ميراتى.. كيف تطورت مكاتب البريد في مصر

كيف تطورت مكاتب البريد
كيف تطورت مكاتب البريد في مصر

يعد البريد المصرى من أقدم مؤسسات الدولة وأعرقها، تأسس عام 1865، وعلى مدار ما يزيد على 150 عاما مر البريد المصرى بالعديد من التغيرات والتطورات المتلاحقة، وبحسب الكتالوج الصادر عن مكتبة الإسكندرية الذي يوثق تاريخ البريد في مصر "البريد في بر مصر".

وبحسب الهيئة العامة للاستعلامات فيأتي هذا الكتاب ضمن سلسلة الكتب الوثائقية التي يصدرها مشروع ذاكرة مصر المعاصرة، حينما أعدت استطلاعًا لإحدى المجلات عن متحف البريد، ثم جاء المشروع ليرصد وثائق وصور وطوابع البريد في مصر كخدمة حرصت الدولة على تقديمها للجمهور، في إطار تحديث الدولة المصرية .

يتناول الكتالوج نشأة وتطور البريد حتى القرن الثامن عشر، والبريد في عصر أسرة محمد علي ، وطوابع البريد المصرية وأختامه، والتنظيم الإداري لمصلحة البريد ، ويمكن إيجاز أهم مراحل تطور البريد المصرى كما تناولها الكتالوج على النحو التالى:

اقرأ ايضا:

فى عهد الفراعنة:
عرفت مصر البريد منذ عهد الفراعنة، حيث قاموا بتنظيم نقل البريد خارجيًا وداخليًا، وكانوا يستخدمون سعاة يسيرون على الأقدام يتبعون ضفتي النيل في ذهابهم وإيابهم في داخل البلاد، ويسلكون إلى الخارج الطرق التي تسلكها القوافل والجيوش ، وأول وثيقة جاء بها ذكر البريد يرجع تاريخها إلى عهد الأسرة الثانية عشر (حوالى 2000ق.م.)، وهي وصية كاتب لوالده يطلعه فيها على أهمية صناعة الكتابة والمستقبل المجيد الذى ينتظره فى وظائف الحكومة، وقال فى رسالته: «أما ساعى البريد فإنه يحمل أثقالا فادحة ويكتب وصيته قبل أن ينطلق فى مهمته توقعا لما قد يصيبه من الوحوش والآسيويين».

في عهد البطالمة:
انقسم البريد إلى قسمين؛ البريد السريع لنقل بريد الملك ووزيره وموظفي الدولة وكان يستخدم في نقله الجياد السريعة، والبريد البطيء لنقل البريد بين الموظفين في داخل البلاد .

في العصر العربي :
اهتم العرب بالبريد واستخدموه في نقل أخبار الدولة والتجسس على الولاة ونقل الأخبار إلى الخليفة، وساروا على نفس النظام الذي وضعه الفرس والبطالمة من قبل، ويقال إن معاوية بن أبى سفيان أول من نظم البريد في الإسلام. وفي ولاية "عبد العزيز بن مروان" على مصر وصل البريد المصري إلى درجة عظيمة، فلم يكن مقصورًا على النواحى السياسية فحسب، بل كان إلى جانب تلك الأغراض يخدم النواحى العلمية أيضًا .

فى عهد المماليك:
وقد عرف نظام البريد في عهد المماليك أنواعًا؛ منها البريد بواسطة الخيل؛ وهو ما عرف بخيل البريد، وكان موجودًا في عهد الفاطميين بين مصر والشام، ولكن في عهد بيبرس وخلفائه نظم تنظيمًا دقيقًا .

في عهد محمد علي باشا:
لم يكن للبريد في مصر وجود بالمعنى الصحيح قبل ظهور محمد علي باشا الذي لاحظ عند قيامه بوضع الأسس والنظم الحديثة في جميع فروع الدولة وجود خلل في الاتصال بين مختلف المؤسسات الحكومية بعضها ببعض، ومن هنا نشأت فكرة البريد الحكومي للاتصال بين الجهاز الإداري المركزي الموجود وقتئذ بالقلعة في  القاهرة  وجميع الجهات في الصعيد والوجه البحري ، وأصبح ذلك نواة نظام البريد الحكومي في مصر.

وكانت العمليات الحربية التي قامت بها مصر في الشام سببًا رئيسيًا في أن تقوم الحكومة بإنشاء خطوط بريدية تربط بين  القاهرة  وبلاد الشام حتى يستطيع الباشا متابعة أخبار المعارك الدائرة هناك .

ظهور مؤسسة البريد الحديثة :
بدأت مؤسسة البريد المصرى الحديثة عندما قام إيطالي في الإسكندرية يدعى "كارلو ميراتى" بإنشاء إدارة بريدية على ذمته لتصدير واستلام الخطابات المتبادلة مع البلدان الأجنبية، وكان يتولى تصدير وتوزيع الرسائل نظير أجر كما قام بنقل الرسائل بين القاهرة والإسكندرية تحت مسمى البوستة الأوربية . 

أدرك الخديوي إسماعيل أهمية البوستة الأوربية وقام بشرائها من " كارلو ميراتى" بعد وفاة شريكه "تيتو كينى " وكان ذلك في 29 أكتوبر 1864 وقد عرضت الحكومة المصرية على " كارلو ميراتى" وظيفة مدير عام البريد وفى 2 يناير 1865 نقلت ملكية البوستة الأوربية إلى الحكومة المصرية ويعتبر هذا اليوم يومًا تاريخيًا للبريد المصري وعيدًا للبريد يحتفل به كل عام. وقد ألحقت مصلحة البريد في أول أمرها بوزارة الأشغال ثم نقلت تبعيتها بعد ذلك لعدة وزارات وفى ديسمبر 1865 تم إلحاقها بديوان عام المالية . 

وفى عام 1966 صدر قرار رئيس الجمهورية بإنشاء الهيئة العامة للبريد لكي تحل محل هيئة البريد؛ وصدر القانون رقم 16 لسنة 1970 بنظام البريد المصري، كما صدر القانون رقم 19 لسنة 1982 بإنشاء الهيئة القومية للبريد كي تحل محل الهيئة العامة للبريد على أن تتبع وزارة المواصلات، وفى عام 1999 أنشئت وزارة الاتصالات والمعلومات لتتولى الإشراف على الهيئة القومية للبريد والشركة المصرية للاتصالات والمعهد القومى للاتصالات، وقد أسهمت تبعية هيئة البريد إلى وزارة الاتصالات والمعلومات فى تحديث خدماتها وتقديمها بصورة أكثر كفاءة وفاعلية .

وتعتبر مصر من بين 22 دولة ساهمت فى تأسيس الاتحاد البريدى العالمى عقب مؤتمر  1874 واختيرت عضوًا فى هذا الاتحاد، كما أسهمت بدور فاعل أيضًا فى تأسيس كل من الاتحاد البريدى العربى والاتحاد البريدى الافريقى .