يعتبر نبات الزعتر من أنواع الأعشاب العطرية والنباتات الطبية التي تمتاز برائحتها الذكية، ويطلق عليه "ملك الطب الشعبي" لكثرة فوائده ومنافعه، كما يطلق عليه "ترياق السموم"، حيث يعمل على طرد السموم والأملاح المتراكمة والزائدة في الجسم، كما يطلق عليه "معطر الجبال"، حيث تنتشر رائحته النفاذة في المناطق التي يزرع فيها، فهو يشتهر برائحته الزكية وطعمه الحار.
ويعد الزعتر أحد النباتات والأعشاب الطبية الهامة والتي لها فوائد كبيرة على الصحة، حيث ينمو في الجبال وبين الصخور كنبات بري في مناطق شمال سيناء، ويمكن إكثاره وزراعته في المنازل، كما تكثر زراعة الزعتر في دول البحر الأبيض المتوسط.
ويعتبر أبناء سيناء أنفسهم خبراء في معرفة فوائدالنباتات الطبية والعطرية، وطرق استخدامها إلى جانب العلاج الشعبي، حيث تتمتع المجتمعات البدوية في سيناء بخبرة كبيرة في مجال الطب الشعبي والعلاج بالأعشاب، وتنمو على أرض سيناء مئات الأنواع من الأعشاب الطبية المفيدة.
ولأول مرة في سيناء، تكسو أوراق الزعتر الخضراء مساحة شاسعة من أراضي سيناء، والتي قام بزراعتها الشاب موسى برهوم (32 عامًا)، وهيتزيد مساحتها على 40 فدانا.
وتمثل تلك المزرعة الطريق نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي من الزعتر، وهو كثيف الاستهلاك نظرا لاستخداماته المتعددة، سواء الطبية أو الغذائية، إلى جانب تصديره إلى الدول العربية.
موسى قال في تصريح لـ "صدى البلد": "موسم حصاد الزعتر بدأ قبل أيام، وهذا العام زرعنا نحو ١٥ فدان بالزعتر، إلى جانب نبات المرمرية، حيث يعمل حاليا 40 عاملا على حصاد إنتاجنا لهذا الموسم، والذي سيبلغ نحو 11 طنا من الزعترالمجفف،وقد اعتمد في الزراعة على خبرات مهندسين متخصصين في وزارة الزراعة".
وأضاف أنه واجه مشاكل عديدة في زراعة الزعتر، من أهمها ملوحة المياه، وصعوبة الحصول على الأسمدة العضوية، وسيتم توسيع مساحة أرضه المزروعة بنبات الزعتر في المواسم المقبلة، ليتمكن من تحقيق الاكتفاء الذاتي، ثم يبدأ التصدير إلى الأسواق الخارجية.
وقال سيد حجازي، صاحب محل عطارة بالعريش: "يطحن الزعتر مع أنواع من البهارات، ويضاف إليه حبيبات "السمسم"، ليصبح طبق فطور أو عشاء رئيسيا، بجانب زيت الزيتون، حيث يبلغ سعر الكيلو جرام الواحد من الزعتر المجفف نحو 100 جنيه، فيما يبلغ سعر الكيلو جرام من الزعتر المطحون 150 جنيها".
وقال المهندس عبد الله الحجاوي، رئيس جمعية حماية البيئة بشمال سيناء، إنه تم حصر أنواع النباتات الموجودة والمعارف المرتبطة بها، من خلال إجراء مسح نباتي، إلى جانب دراسة النباتات البرية والتعرف على استخداماتها بصورتها الطبيعية، وإجراء التجارب الضرورية لاحقًا، إلى جانب جهود التوعية والتدريب في المجتمع المحلي.
وأضاف أن عملية الحصر تضمنت التعريف بأنواع النباتات وأهميتها الاقتصادية، وتفعيل جهود المرأة البدوية، التي تمثل العدد الأكبر من جامعي النباتات الطبية البرية. وتتولى النساء إدارة وتشغيلالعديد منمزارع منزلية للنباتات الطبية، ويحصلن على دخل مادي شهري من عائد بيع هذه النباتات. ويمكن تحضير مغلي الزعتر من خلال وضع عددٍ من أوراقه في كوب من الماء المغلي وتغطيته لمدة دقائق ثم شرب المنقوع مرتين إلى ثلاث مرات يوميًا مع إضافة ملعقة من العسل الطبيعي لتحلية مذاقه الحار.
ويساعد مغلي الزعتر على تطهير الأمعاء من الجراثيم والطفيليات والفطريات التي تسبّب الإسهال، ويساعد على تحسين عملية الهضم ويمنع تكوّن الغازات ، ويزيد من امتصاص المواد الغذائية الأخرى في الأمعاء.
كما أنه يساعد في تخفيض نسبة الكولسترول الضار في الدم، ويحمي القلب من أمراضه الخطيرة كالجلطات وتصلب الشرايين، كما أنّه يخفّض من ضغط الدم المرتفع، ويعتبر مخفضًا لدرجات الحرارة العالية في الجسم والتي ترافق الحمى والأمراض لأنه يساعد على التعرق، ويطهّر المجاري البولية ويساعد على تفتيت الحصى في الكلى، كما أنّه يسكّن المغص الكلوي ويدرّ البول ويطرد الأملاح والترسبات والسموم من الجسم.
ويحسن الزعتر كفاءة الجهاز التنفسي، فهو معالج فعال للسعال ويعالج التهاب القصبات الهوائية والربو التحسسي كما يطرد البلغم، ويحفّز أداء الجهاز المناعي ويساعده على مقاومة الأمراض، كما يعدّ مسكنًا قويًا للآلام ومنشّطًا للدورة الدموية، ويفيد في علاج التهابات المفاصل الروماتزمية.