الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فى يومه العالمي.. الصحة العالمية توضح أعراضه وطرق الإصابة بـ الإيدز

صدى البلد



أعلنت منظمة الصحة العالمية في تقرير لها مكون من سؤال وجواب، في اليوم العالمي لفيروس الايدز، عن اسباب واعراض الفيروس.




 ما هو فيروس نقص المناعي البشري الإيدز؟

يصيب فيروس نقص المناعي البشري الإيدز خلايا الجهاز المناعي المسماة خلايا عنقود التمايز ‏‏4 التي تساعد الجسم على التصدي للعدوى‏. 

ويتناسخ الفيروس داخل خلايا عنقود التمايز 4 فيصيب الخلايا بالضرر ويدمرها.‏ 

وفي غياب العلاج الفعّال باستخدام توليفة من الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية، يصبح ‏الجهاز المناعي ضعيفًا إلى الحد الذي يجعله عاجزًا عن محاربة العدوى والمرض.‏

هل يختلف الأيدز عن فيروس العوز المناعي البشري؟

متلازمة العوز المناعي البشري المكتسب (الأيدز) مصطلح يشير إلى المراحل القصوى ‏للعدوى بفيروس العوز المناعي البشري.‏ وتُعرف تلك المراحل بظهور أي نوع من الأنواع العشرين للسرطانات و"حالات العدوى ‏الانتهازية" المهددة للحياة، التي يطلق عليها هذا الاسم لأنها تستغل ضعف النظام المناعي. وكان الأيدز من السمات المحددة للسنوات الأولى لوباء فيروس العوز المناعي البشري، ‏قبل أن يتوافر العلاج المضاد للفيروسات القهقرية.‏ والآن وقد أصبح هذا العلاج متاحًا لعدد أكبر من الناس، لا تتقدم مراحل المرض لدى معظم ‏الأشخاص المتعايشين مع الفيروس لتصل إلى إصابتهم بالأيدز.‏ ومع ذلك، فإن احتمالات الإصابة به تزداد لدى الأشخاص المصابين بالفيروس الذين لم ‏يخضعوا للاختبار، والأشخاص الذين لم تُشخّص حالتهم إلا في مرحلة متأخرة من ‏العدوى، والأشخاص الذين لا يتعاطون العلاج المضاد للفيروسات القهقرية.‏

كم تستغرق الفترة الفاصلة بين انتقال الفيروس إلى الشخص وإصابته بالمرض؟

قد تظهر علامات الاعتلال المتعلق بفيروس العوز المناعي البشري على الأشخاص ‏المتعايشين مع الفيروس الذين لا يتلقون العلاج المضاد للفيروسات القهقرية في غضون 5-‏‏10 سنوات، وقد تقل الفترة عن ذلك. وعادة ما تمتد الفترة الفاصلة بين انتقال الفيروس ‏وتشخيص الأيدز من 10 سنوات إلى 15 سنة، ولكنها قد تزيد على ذلك.‏

كيف ينتقل فيروس العوز المناعي البشري؟

يوجد الفيروس في بعض سوائل الجسم للأشخاص المتعايشين مع الفيروس، بما في ذلك ‏الدم والمني والسوائل المهبلية والسوائل الشرجية ولبن الأم.‏ ويمكن للفيروس أن ينتقل عن طريق ما يلي:‏

‏ممارسة الجنس بالولوج في المهبل أو الشرج دون حماية، وفي أحيان نادرة ‏ممارسة الجنس الفموي مع أحد الأشخاص المتعايشين مع الفيروس؛
وعمليات نقل الدم الملوث؛
وتبادل استخدام الإبر والمحاقن وسائر أدوات الحقن ومعدات الجراحة وسائر ‏الأدوات الحادة؛
ومن الأم المتعايشة مع الفيروس إلى رضيعها أثناء الحمل أو الولادة أو الرضاعة.‏
وإذا كان الشخص المتعايش مع الفيروس يتعاطى مضادات الفيروسات القهقرية التي تؤدي ‏إلى الكبت الفعّال للفيروس داخل الجسم، تتراجع فرص انتقال الفيروس إلى شخص آخر ‏بقدر كبير.‏

كيف تُعالج العدوى بفيروس العوز المناعي البشري؟

لا يمكن الشفاء من عدوى فيروس العوز المناعي البشري، ولكن يمكن علاجه باستخدام الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية التي تعمل على وقف تنسخ الفيروس. ويمكن للعلاج المضاد للفيروسات القهقرية أن يؤدي إلى تدني مستويات الفيروس في الجسم بحيث يمكن للجهاز المناعي أن يعمل بشكل طبيعي، فيتمتع الشخص المتعايش مع الفيروس بصحة جيدة، على أن يلتزم بالعلاج وأن يظل العلاج فعّالًا. كما تقل احتمالات انتقال الفيروس من الأشخاص المتعايشين مع الفيروس إلى الآخرين عندما يكون العلاج ناجعًا.

ما معنى "لا يمكن الكشف عنه"؟

تشير البيّنات المستمدة من عدة دراسات إلى أن الأشخاص المتعايشين مع فيروس العوز المناعي البشري الذين لا يمكن الكشف عن الحمل الفيروسي لديهم، لا يمكنهم نقل الفيروس إلى الآخرين. ويتعذر الكشف عن الفيروس لدى الشخص عندما ينخفض الحمل الفيروسي في جسمه إلى مستويات متدنية لا يمكن الكشف عنها باستخدام اختبارات الحمل الفيروسي العادي. وينبغي أن يُجرى رصد الحمل الفيروسي وتأكيد وجود الحمل الفيروسي الذي لا يمكن الكشف عنه على يد أحد المتخصصين في الرعاية الصحية، كجزء من الرعاية الطبية الروتينية للأشخاص المصابين بالفيروس. وفي العديد من البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، لا تتاح اختبارات الحمل الفيروسي على نحو مستمر أو روتيني، ولذا فإن العديد من الأشخاص لا يستفيدون من معرفة أنهم حققوا ذلك. ومع ذلك فيمكن لهؤلاء الأشخاص أن يطمئنوا إلى أن مخاطر انتقال الفيروس إلى الآخرين قد تراجعت بقدر كبير عندما يلتزمون بالعلاج، وعندما يبدأون العلاج دون تأخير.

ما هي الاعتلالات التي قد تصيب الأشخاص المتعايشين مع فيروس العوز المناعي البشري؟

يسمح العلاج المضاد للفيروسات القهقرية للأشخاص المتعايشين مع فيروس العوز المناعي البشري بأن يعيشوا حياة طويلة وأن يتمتعوا بالصحة بضمان الحفاظ على صحة جهازهم المناعي. ولكن في بعض الأماكن، لا يخضع العديد من الأشخاص المتعايشين مع الفيروس للتشخيص أو العلاج، أو لا يتعاطون العلاج على نحو مستمر، فيؤدي ذلك إلى تقدم المرض الناتج عن الفيروس.

ويشكل السل السبب الأول للوفاة بين الأشخاص المتعايشين مع الفيروس في أفريقيا، وأحد الأسباب الرئيسية للوفاة بين هؤلاء الأشخاص في شتى أنحاء العالم. ومن شأن الفحص الروتيني لتحري أعراض السل وبدء العلاج المضاد للفيروسات القهقرية مبكرًا أن يحسن بدرجة كبيرة من الحصائل الصحية لدى الأشخاص المتعايشين مع الفيروس. وتشمل حالات العدوى الأخرى الشائعة المصاحبة لفيروس العوز المناعي البشري التهاب الكبد B والتهاب الكبد C في بعض المجموعات السكانية.

وقد تؤدي العدوى بفيروس العوز المناعي البشري إلى طيف من المشكلات الصحية. ومع تقدم الأشخاص المتعايشين مع الفيروس في السن واستطالة أعمارهم، تصبح الاعتلالات التي لا تدل على الإصابة بالأيدز أكثر شيوعًا. وتشمل هذه الاعتلالات أمراض القلب والسرطان وداء السكري.

كيف يمكن الخضوع لاختبار الكشف عن فيروس العوز المناعي البشري؟

يُعد اختبار الكشف عن فيروس العوز المناعي البشري السبيل الوحيد لمعرفة إذا كان الشخص مصابًا به أم لا. ويمكن تشخيص الفيروس عن طريق اختبارات التشخيص السريعة التي تظهر نتائجها في غضون دقائق. ومع ذلك، فلا يمكن اعتبار هذه النتائج تشخيصًا تامًا إلا بعد استعراضها وتأكيدها من قِبل أحد العاملين الصحيين المؤهلين.

وتوصي المنظمة بإتاحة اختبارات الكشف عن فيروس العوز المناعي البشري في جميع المرافق الصحية في البيئات المجتمعية الرئيسية وفي المنازل عن طريق الاختبار الذاتي.

ويعود إدراك الشخص أنه مصاب بفيروس العوز المناعي البشري بفائدتين مهمتين، ألا وهما:

إذا علمت أنّك حامل لفيروس العوز المناعي البشري يمكنك اتخاذ الخطوات اللازمة قبل ظهور الأعراض للحصول على خدمات العلاج والرعاية والدعم والإسهام، واحتمال إطالة عمرك لعدة سنوات أخرى في نهاية المطاف.
إذا علمت أنّك مصاب بعدوى الفيروس يمكنك اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتوقي نقله إلى أشخاص آخرين.
وتوصي المنظمة بإتاحة اختبارات الكشف عن فيروس العوز المناعي البشري في جميع المرافق الصحية في البيئات المجتمعية الرئيسية وفي المنازل عن طريق الاختبار الذاتي.

من هم الأشخاص الأشد تعرضًا لفيروس العوز المناعي البشري؟

تشمل مسارات انتقال فيروس العوز المناعي البشري الرئيسية العلاقات الجنسية غير المأمونة في ظل عدم استخدام العوازل، وعمليات نقل الدم أو منتجات الدم الأخرى الملوثة بالفيروس، وتبادل استخدام الإبر والمحاقن وسائر أدوات الحقن، والتعرض للفيروس عن طريق المعدات الجراحية وسائر معدات ثقب الجلد الملوثة، والانتقال العمودي للفيروس من الأمهات إلى أطفالهن. ويمكن الوقاية التامة من فيروس العوز المناعي البشري حيث توجد تدخلات مختلفة لوقف سريانه.

ومع ذلك، فلا يحصل العديد من الأشخاص على المعلومات والمهارات اللازمة للوقاية منه. وفي بعض الأحيان، تحول العقبات القانونية والاجتماعية الكبيرة دون إمكانية حصول الأشخاص على الخدمات والتدابير الفعالة. وهناك مجموعات سكانية أشد تعرضًا للعدوى بالفيروس، وتشمل الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال، والأشخاص الذين يتعاطون المخدرات حقنًا، ونزلاء السجون وسائر الأماكن المغلقة، والعاملين في مجال الجنس وزبائنهم، والمتحولين جنسيًا. ويُشار إلى هذه المجموعات السكانية بمسمى "المجموعات السكانية الرئيسية"، وكثيرًا ما تكون مهمشة في المجتمعات المحلية وتواجه عقبات كبرى في الحصول على خدمات الوقاية والعلاج وسائر الخدمات الصحية المتعلقة بالفيروس. وفي بعض الأماكن، قد تكون بعض المجموعات السكانية الأخرى سريعة التأثر بصفة خاصة بالفيروس، مثل المراهقات في جنوب أفريقيا.

كيف يمكن الوقاية من انتقال فيروس العوز المناعي البشري جنسيًا؟

ينتقل فيروس العوز المناعي البشري في المقام الأول على الصعيد العالمي عن طريق ممارسة الجنس بالولوج في المهبل أو الشرج دون حماية. ويمكن استخدام عدة أساليب للوقاية من ذلك. ويوصى باستخدام توليفة من التدخلات الوقائية الفعّالة، تتضمن ما يلي:

استخدام العوازل الذكرية و/ أو العوازل الأنثوية على نحو مستمر وصحيح؛
وتعاطي الأشخاص غير المصابين بالفيروس للعلاج الوقائي قبل التعرض للفيروس للوقاية من انتقاله؛
وتعاطي الأشخاص المتعايشين مع فيروس العوز المناعي البشري للعلاج المضاد للفيروسات القهقرية لخفض الحمل الفيروسي إلى مستويات لا يمكن الكشف عنها، ليكونوا غير قادرين على نقل الفيروس إلى عشرائهم؛
إدراك الشخص لحالته فيما يتعلق بالفيروس لتعزيز السلوكيات الجنسية التي تنطوي على قدر أقل من المخاطر.
كيف يمكن الوقاية من الانتقال العمودي للفيروس؟

يمكن انتقال فيروس العوز المناعي البشري من الأم إلى الطفل أثناء الحمل أو المخاض أو الولادة أو الرضاعة. ولكن هذا الانتقال العمودي يمكن منعه عن طريق التدخلات الفعّالة، بما في ذلك استعمال الأم للعلاج المضاد للفيروسات القهقرية وإخضاع الرضيع لدورة قصيرة من الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية. وتشمل التدخلات الفعّالة الأخرى اتخاذ التدابير لمنع اكتساب النساء الحوامل للفيروس، ومنع الحمل غير المرغوب فيه لدى النساء المصابات بالفيروس، واتّباع ممارسات الرضاعة الملائمة. وينبغي دمج خدمات اختبار العدوى بفيروس العوز المناعي البشري في خدمات صحة الأمهات والأطفال، حتى يمكن للنساء المعرضات لمخاطر الفيروس أن يخضعن للاختبار. وينبغي للنساء الحوامل والأمهات التي شُخصت إصابتهن بالفيروس أن يخضعن للعلاج المضاد للفيروسات القهقرية في أقرب وقت ممكن، حتى يخلو أطفالهن من الفيروس عند الميلاد.

ما معنى العلاج الوقائي قبل التعرض؟

العلاج الوقائي قبل التعرض هو دورة علاجية بالأدوية المضادة للفيروسات القهقرية يمكن للأشخاص غير المصابين بالفيروس أن يخضعوا لها لوقايتهم من اكتساب الفيروس. وعندما يؤخذ هذا العلاج على النحو الذي يوصى به، يمكنه أن يقضي على أي احتمال لاكتساب الفيروس. ويوصى بالعلاج الوقائي السابق للتعرض للمجموعات السكانية الأشد تعرضًا لمخاطر الفيروس. وقد تشمل هذه المجموعات الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال، والعاملين في مجال الجنس، والأشخاص الذين يتعاطون المخدرات، والنساء الشابات في جنوب أفريقيا.

كيف يمكن لختان الذكور أن يقي من انتقال فيروس العوز المناعي البشري؟

يحد ختان الذكور من مخاطر انتقال الفيروس جنسيًا من المرأة إلى الرجل بنسبة 60٪ تقريبًا. ويوفر الختان الطبي للذكور بوصفه تدخلًا يُجرى مرة واحدة، حماية جزئية للفرد تستمر مدى الحياة من فيروس العوز المناعي البشري ومن سائر الأمراض المنقولة جنسيًا. وينبغي دومًا أن يُعد الختان جزءًا من حزمة شاملة للوقاية من الفيروس، وألا يحل أبدًا محل سائر أساليب الوقاية المعروفة، مثل العوازل الذكرية والأنثوية.

ما مدى فعّالية العوازل في الوقاية من فيروس العوز المناعي البشري؟

تُعد العوازل إذا ما استُخدمت على نحو صحيح ومستمر في كل مرة يمارس فيها الشخص الجنس، إحدى أشد الوسائل فعّالية في الوقاية من عدوى فيروس العوز المناعي البشري بين النساء والرجال.

هل هناك علاج لفيروس العوز المناعي البشري؟

كلا، لا يوجد حاليًا علاج لفيروس العوز المناعي البشري. ومع ذلك فإن الالتزام الجيد والمستمر بالعلاج المضاد للفيروسات القهقرية، يُمكِّن من احتواء عدوى فيروس العوز المناعي البشري ومن إخضاعه للتدبير العلاجي بوصفه حالة صحية مزمنة. وفي جميع أنحاء العالم، يظل الآن الأشخاص المتعايشون مع فيروس العوز المناعي البشري على قيد الحياة ويتقدمون في العمر.

ما هي أنواع خدمات الرعاية الأخرى التي يحتاج إليها الأشخاص المتعايشون مع فيروس العوز المناعي البشري؟

في حين أن العلاج المضاد للفيروسات القهقرية يساعد على احتفاظ الجهاز المناعي بقوته، فإن الأشخاص المتعايشين مع الفيروس يمكنهم الاستفادة من الدعم النفسي الاجتماعي لضمان أنهم يعيشون حقًا "حياة جيدة" رغم إصابتهم بالفيروس. ويمكن أن يخضع الفيروس للتدبير العلاجي، ولكنه اعتلال مزمن يستمر طوال الحياة، وقد يحتاج الأشخاص إلى تلقي دعم بشأن صحتهم النفسية والتغيرات التي تطرأ على أسلوب حياتهم، لدعم تمتعهم بالصحة طوال الحياة. كما أنّ إتاحة التغذية الجيّدة والمياه المأمونة والنظافة الأساسية من شأنها أيضًا أن تساعد الأشخاص المتعايشين مع الفيروس على الحفاظ على نوعية حياة جيدة. والأشخاص المتعايشون مع الفيروس مثلهم مثل الأشخاص في عموم المجتمع، قد يتعرضون لطيف واسع من الحالات الصحية الأخرى التي تحتاج إلى العلاج والرعاية. ويهدف النهج الذي يركز على الناس إزاء الرعاية الصحية، إلى تقديم خدمات صحية شاملة تتصدى لجميع المشكلات الصحية إلى الأشخاص المتعايشين مع الفيروس، ولاسيما من خلال الخدمات الصحية الأولية.






و شهدت الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان، اليوم، الثلاثاء، فعاليات الاحتفال باليوم العالمي للإيدز في نسخته الثانية والثلاثين، والموافق ١ ديسمبر من كل عام، تحت شعار  "نحو التضامن العالمي والتغطية المستدامة للخدمات"، خلال مؤتمر صحفي بمقر أكاديمية الأميرة فاطمة للتعليم الطبي المهني، وذلك بحضور كل من الدكتورة نعيمة القصير ممثل مكتب منظمة الصحة العالمية في مصر، وراندا أبو الحسن الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي مكتب مصر، و"كريستينا البيرتين" المدير الإقليمي لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات و الجريمة لمنطقة الشرق الأوسط و شمال أفريقيا، واللواء طبيب طارق النجدي نائب رئيس الخدمات الطبية بالقوات المسلحة، وعدد من قيادات وزارة الصحة والسكان وأعضاء اللجنة العلمية للبرنامج الوطني لمكافحة الإيدز.

وتقدمت الوزيرة بالشكر لجميع شركاء التنمية ممثلي هيئات الأمم المتحدة والقطاعات المختلفة بوزارة الصحة والسكان وهيئات المجتمع المدني، لما يبذلونه من جهد لدعم الاستجابة الوطنية لمكافحة الإيدز، لافتة إلى أن الظرف الوبائي الاستثنائي الذي يمر به العالم حاليًا، أدى إلى زيادة خطورة مشكلة انتشار الإيدز وجعلها واحدة من كبرى التحديات الصحية عالميًا، حيث إنه يصيب جميع الأعمار والأجناس، ولا يشكل مشكلة صحية فقط بل اجتماعية ونفسية وأخلاقية واقتصادية أيضًا، مؤكدة أنه يجب أن تكون حلول المشكلة نابعة من جهود جميع الوزارات والهيئات والمنظمات المعنية.

وأعربت الوزيرة عن تقديرها لكافة الجهود التي تهدف إلى مكافحة الإيدز وتقويض انتشاره ومنها جهود برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز UNAIDS، بالإضافة إلى الجهود الدولية والإقليمية لمنظمة الصحة العالمية والتي تهدف إلى الحفاظ على استمرارية الرعاية و تدفق العلاج اللازم للمصابين بفيروس نقص المناعة البشري المكتسب وخاصة خلال جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد_١٩).

وأوضحت الوزيرة أن مصر بدأت منذ ما يقارب 25 عامًا جهودها لمكافحة انتشار الإيدز، حيث تم تأسيس البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز بوزارة الصحة والسكان مع ظهور أول حالات إصابة بفيروس نقص المناعة البشرى" الإيدز" بنهاية عام 1986 بهدف التخطيط والتنسيق والإشراف على جميع أنشطة مكافحة الإيدز بمصر من خلال وزارة الصحة والسكان والقطاعات الحكومية المختلفة وكذلك الهيئات الدولية والمجتمع المدني بما يضمن تقليل فرص العدوى وتوفير الدعم والرعاية والعلاج للمصابين، لافتة إلى أن ذلك يحافظ على ترتيب مصر كدولة ذات معدل انتشار منخفض لفيروس نقص المناعة البشري، مؤكدة أن مصر تلتزم التزاما تاما ودقيقًا بتحقيق الأهداف الاستراتيجية العالمية لمكافحة الإيدز كجزء من الهدف الثالث ضمن أهداف التنمية المستدامة، حيث يسعى العالم إلى القضاء علي الإيدز كمشكلة تهدد الصحة العامة بحلول عام 2030 وذلك من خلال تكييف الخطط والموارد لتسريع مسار الاستجابات الوطنية والوصول لتحقيق إستراتيجية  90 - 90 - 90.

ولفتت الوزيرة إلى أن تلك الاستراتيجية تهدف إلى الوصول لأكبر عدد من المصابين طبقًا للإحصائيات التقديرية وتقديم المشورة للمتعايشين والدعم النفسي والاجتماعي لهم ولذويهم، وسرعة تقديم خدمات الرعاية الصحية والعلاج للمكتشفين من المصابين، ورفع كفاءة الخدمات الصحية للتشجيع على الالتزام العلاجي للمرضى للوصول للتحكم في الحمل الفيروسي.

وأشارت الوزيرة إلى أن الاحتفال باليوم العالمى للإيدز يأتي هذا العام في ظرف استثنائي، حيث يواجه العالم تحديًا إنسانيًا و صحيًا كبيرًا لمواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد، لافتة إلى أن الوزارة حرصت منذ بداية الجائحة على العمل لضمان استمرارية و مأمونية توفير الخدمات الصحية لكافة المرضى وخاصة المصابين بالأمراض المزمنة ومن ضمنهم المصابين بفيروس نقص المناعة البشري، حيث تم الحفاظ على توفير الرعاية الإكلينيكية واستمرارية العلاج مدى الحياة للحفاظ على جودة حياة المصابين و تقليل فرص انتقال العدوى والحفاظ على الصحة العامة.

 وتابعت أنه رغم الآثار الكبيرة والمتفاوتة التي خلفتها جائحة كورونا المستجد بين دول العالم، فقد نجحت وزارة الصحة و السكان خلال عام 2020 في دعم الاستجابة الوطنية لمكافحة الإيدز ومن ضمنها توسيع مظلة الرعاية العلاجية وتوفير الأدوية من خلال افتتاح 13 مركزًا جديدًا لعلاج الإيدز للتغطية العلاجية بجميع محافظات الجمهورية، بالإضافة إلى افتتاح عيادات الفيروسات بمستشفيات الأمانة العامة للصحة النفسية والتي توفر خدمات الفحص والعلاج الخاص بالفيروسات المنتقلة عن طريق الدم (فيروس نقص المناعة البشري (الإيدز) والالتهاب الكبدي بي والالتهاب الكبدي سى)، حيث تأتي هذه الخطوة استجابة للارتفاع الملحوظ لمعدلات الإصابة بهذه الفيروسات بين متعاطى المخدرات عن طريق الحقن و الذين يخضعون للعلاج من الإدمان بتلك المستشفيات.

وأضافت أن الوزارة مستمرة فى توفير كافة الخطوط العلاجية بتغطية كاملة من التمويل الحكومي لضمان استمرار توفير العلاج للمصابين مع صرف جرعات الأدوية لمدة ٣ شهور مقدمًا لتقليل احتمالية التعرض لعدوى الكورونا، بالإضافة إلى تسجيل جميع أدوية الخط العلاجي الأول والتي يعتمد عليها 97% من المتعايشين مع الفيروس، وتحديث البروتوكول الوطني للفحص و الرعاية و العلاج والذي يتماشى مع أحدث توصيات منظمة الصحة العالمية، ودعم اللامركزية فيما يخص الفحوصات التأكيدية وفحوصات المتابعة الخاصة بالفيروس وذلك لضمان سرعة ربط المصابين بخدمات العلاج والمتابعة الفاعلة للمصابين، كما تم إطلاق البرنامج الإلكترونى الخاص بقواعد بيانات الإيدز.

وذكرت أنه تم توقيع مذكرة تفاهم مع منظمات المجتمع المدني لتفعيل تدخلات خفض الضرر مثل توفير السرنجات ذاتية التدمير والحقن الآمن لمنع انتشار الأمراض المنتقلة عن طريق الدم حفاظًا على مكتسبات مبادرة رئيس الجمهورية للقضاء على فيروس سي والكشف عن الأمراض غير السارية، كما تم تفعيل نظام إحالة للمتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشري لضمان توفير خدمات طبية وتدخلات جراحية ذات جودة وخالية من الوصم و التمييز، بالإضافة إلى توفير برنامج تدريبي مستمر للأطباء من أجل بناء كوادر فى جميع أنحاء الجمهورية قادرة على تقديم الخدمات الصحية للمصابين وفقًا لأحدث الأدلة العلمية. 

 وأكدت الوزيرة أن دور مصر لم يقتصر على رفع مستويات الاستجابة الوطنية لمكافحة الايدز في ظل الجائحة وحسب، بل سارعت الدولة المصرية وفقًا لتوجيهات القيادة السياسية، لممارسة دورها الإقليمي في هذا الصدد، حيث قامت وزارة الصحة و السكان بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية لدعم بعض الدول الشقيقة و الصديقة مثل الجمهورية اللبنانية والجمهورية العربية السورية بكميات من الأدوية المضادة للفيروس للمساهمة في مواجهة العجز في هذه الدول نتيجة تأثرها بالأحداث السياسية أو بجائحة كورونا. 

وتابعت الوزيرة أن شعار هذا العام في اليوم العالمي لمكافحة الايدز "نحو التضامن العالمى و التغطية المستدامة للخدمات" و هو ما يعكس الضرورة الملحة في الوقت الراهن و تحدياته للعمل سويًا على ابتكار نهج   يتخطى التحديات التى يواجهها العالم فى ظل مكافحة جائحة الكورونا، و يضمن استدامة توفير الخدمات الخاصة بالوقاية من العدوى ودعم المصابين صحيًا ونفسيًا وتوفير الأدوية بشكل دائم في كافة أنحاء العالم دون التفرقة على أساس الجنس أو اللون أو الدين أو العرق، كما تقدمت بالشكر لكل من يساهم في مكافحة هذا المرض الخطير، وكافة الشركاء العرب والأفارقة والأصدقاء الدوليين المتعاونين مع مصر فى الأنشطة الصحية، مؤكدة أن النجاح في تحقيق الأهداف المرجوة يعتمد بشكل كبير على تبني رؤية جادة وصائبة تترجم إلى خارطة طريق فعالة تلبي طموحات الشعوب المختلفة.

وأكدت الدكتورة نعيمة القصير، ممثل منظمة الصحة العالمية بمصر، أن جمهورية مصر العربية من الدول المنخفضة في نسب الإصابة ب "الإيدز"، وتتخذ خطوات جادة نحو سرعة الكشف عن الحالات نتيجة تحديث استراتيجيات الكشف عن المرض واستخدام طرق اختبار حديثة في مختلف المرافق الصحية، وزيادة الوعي بخطر الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري، حيث تشير  الادلة إلى أن "الاكتشاف المبكر والعلاج المبكر يساوي حياة صحية دون مضاعفات وفرص أقل لنقل العدوى"، مضيفة أن الحكومة المصرية خطوة تاريخية منذ عام 2014 لتأمين العلاج لأفراد من خلال برنامج العلاج المضاد للفيروسات (ART)، كما أشارت إلى أن هناك ما يقدر بنحو 38 مليون شخص مصاب بفيروس نقص المناعة البشري(الإيذز) على الصعيد العالمي في عام 2019.

وأكدت أن اليوم العالمي للإيدز منصة مهمة لتسليط الضوء على دور المؤسسات المعنية ومنظمات الأمم المتحدة والمجتمع المدني لدعم خدمات الوقاية والعلاج لمرضى فيروس نقص المناعة البشري و الفئات الأكثر عرضة للإصابة به،   مشيرة إلى الدعم والتعاون المستمر بين منظمة الصحة العالمية والحكومة المصرية في الاستجابة الوطنية لمكافحة مرض الإيدز منذ اكتشاف الحالة الأولى في مصر في عام 1986، كما تقوم المنظمة بتوجيه الاستجابة المصرية لتكون في سياق الأولويات العالمية في مكافحة فيروس نقص المناعة البشري، بما يتماشى مع الاستجابة الوطنية واستراتيجية وأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، بالإضافة إلى التعاون المستمر مع الحكومة المصرية لتعزيز أنظمتها الصحية ومساعدتها على التقدم نحو التغطية الصحية الشاملة.

ومن جانبها، أشادت راندا أبو الحسن، ممثل مكتب منظمة الأمم المتحدة الإنمائي لمصر، بالجهود المبذولة من جانب الحكومة المصرية ووزارة الصحة والسكان، من أجل التصدي لفيروس نقص المناعة البشري (الإيدز)،  كما أشادت بجهود الدولة للتصدي لجائحة فيروس كورونا المستجد، فضلًا عن  تعزيز الصحة العامة لجميع المصريين من خلال حملة "100 مليون صحة" التي ألهمت العالم كإحدى أكبر الحملات الصحية التي تقودها الدول، مشيرة إلى تعاون برنامج الأمم المتحدة الإنمائي مع منظمات الأمم المتحدة الشريكة وبالتنسيق مع وزارة الصحة والسكان، لضمان استمرارية واستدامة خدمات الرعاية الصحية خلال مواجهة جائحة كورونا، بما في ذلك خدمات تقديم الرعاية الصحية للأشخاص المتعايشين مع (الإيدز).

ولفتت إلى جهود  وزارة الصحة والسكان لتعزيز خدمات الرعاية الصحية لمكافحة الإيدز، خلال مواجهة جائحة فيروس كورونا، بما ساهم في ضمان قدرة الأشخاص المصابين بالإيدز على الاستمرار في الحصول على العلاج من خلال صرف مخزون لمضادات الفيروسات يكفي لعدة أشهر، فضلًا عن تخصيص ممرات آمنة لهم لصرف العلاج بالمستشفيات والمراكز الطبية لحمايتهم من التعرض للإصابة بفيروس كورونا المستجد، مضيفة أن وزارة الصحة والسكان اعتمدت نموذجًا مبتكرًا لضمان استدامة خدمات مكافحة (الإيدز) ولتحقيق التغطية الشاملة فيما بين الأشخاص المصابين من خلال البرامج العلاجية التي تعمل على تقليل الضرر، بالإضافة إلى ربط خدمات مكافحة "الإيدز" ببعض القضايا الصحية الأخرى مثل الإلتهاب (فيروس سى) وغيره من الأمراض السارية والمنقولة عن طريق الدم، بما يساهم في القضاء على الوصمة المجتمعية المرتبطة بمرض (الإيدز) و التوسع في ربط الأشخاص المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشري والمتآثرين به بالخدمات الصحية ذات الصلة بالوقاية والعلاج من الناحية الأخرى.

وأكدت "أبو الحسن" استمرار التعاون بين برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ووزارة الصحة والسكان ومنظمات الأمم المتحدة الشريكة وشركاء التنمية من أجل تعزيز الاستجابة الوطنية لمصر في مكافحة الإيدز ضمن استراتيجية مصر نحو القضاء على الإيدز بحلول عام 2030، لافتة إلى أن المواطنين الأصحاء من أهم ركائز تحقيق التنمية المستدامة حيث تشير الخطة الاستراتيجية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي للفترة  من 2018-2021 إلى أن الصحة نتيجة ومؤشر ومحرك أساسي للمضي قدمًا نحو تحقيق رؤية عام 2030 وأهداف التنمية المستدامة.


كما تقدمت"كريستينا ألبيرتين"، الممثل الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، بالشكر للدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان والدكتورة هبة السيد مدير البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز، ومديري البرنامج الوطني لمكافحة السل، والبرنامج الوطني لالتهاب الكبد، والبرنامج الوطني للصحة النفسية وفريق العمل في وزارة الصحة والسكان على مجهوداتهم للاهتمام بالصحة العامة للمواطنين، كما أعربت عن تضامنها مع 38 مليون شخص مصاب بفيروس نقص المناعة البشري في جميع أنحاء العالم، مؤكدة أهمية التركيز على الحلول المشتركة التي تؤدي إلى تحقيق هدف رئيسي من أهداف التنمية المستدامة وهو إنهاء الإيدز باعتباره تهديدًا للصحة العامة بحلول عام 2030.

وأوضحت أنه لضمان استمرارية واستدامة تقديم خدمات فيروس نقص المناعي البشري خلال أزمة فيروس كورونا المستجد، قام مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية وبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشري (الإيدز) والمجتمع المدني، بالعمل على بناء قدرات العاملين في المجال الصحي، كما أعربت عن تقديرها لقرار الحكومة المصرية ووزارة الصحة والسكان بالموافقة على العلاج ببدائل الأفيون، التي يمكن أن تنقذ الأرواح وتعطي فرصة للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات تعاطي المخدرات الأفيونية لبدء حياة جديدة والعيش حياة طبيعية، مؤكدة أهمية التضامن العالمي والمسئولية المشتركة في التغلب على فيروس كورونا المستجد، والقضاء على وباء الإيدز، وضمان الحق في الصحة للجميع.