الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بتمسح السلالم في الـ 90 من عمرها.. حكاية سيدة الكفاح بعد تعاطف الملايين

صدى البلد

لقمة العيش لا تعرف السن أو الفرق بين الرجل والمرأة، يجري عليها الكثير من ذوي المعيشة الصعبة، الذين يرضون بأي عمل ويتقبلوا أي جهد مهما كان، حتي يستطيعوا أن يحصلوا علي بعض المال لعيش يوم من أيامهم، ويبقي السؤال والتفكير لليوم الثاني، ماذا سيفعلون وكيف سيجلبون المال مرة أخري حتي يعيشوا اليوم الثاني. 

في غرفة صغيرة ملحقة بسرير صغير، وبعض الكراكيب مع علب مجمعة من القمامة، تعيش الحاجة فريدة محمد حياتها، تستيقظ حتي الفجر، داعية الله وتسبح بحمده، حتي ميعاد أذان الفجر، فتتوجه إلي الوضوء والذهاب إلي الصلاة، ثم تتجه إلي النوم. 

الحاجة فريدة محمد، سيدة مكافحة في الـ ٩٠  من عمرها، تكسب لقمة عيشها من خلال كنس السلالم وتنظيف البيوت، لديها ابنتين، واحدة متزوجة، والأخرى من ذوي الاحتياجات الخاصة، تعيش مع أختها لعدم قدرة الحاجة فريدة علي رعايتها، بسبب مرضها وضيق المكان، الغير مجهز للعيش سويًا.

تحكي الحاجة فريدة قصتها في البداية كانت تنظف وتمسح الشقق، مع مسح إحدي المدارس في يومي الإجازة الجمعة والسبت، وكانت تكسب ٦٥ جنيهًا انذاك، ثم زاد أجرها إلي ١٠٠ جنيه، ولكن لم تكفها تلك المبالغ الضئيلة التي لا تصلح لعيش يوم واحد من أكل وشرب ودواء.

تحتاج الحاجة فريدة الي ٣٥٠ جنيهًا لشراء علاجها بسبب مرضها المُزمن، بالإضافة إلي مصاريف الحياة اليومية، التي تتطلب منها، و مع مرور الزمن و تقدم الحاجة فريدة في السن، لا تقدر الآن سوي تنظيف منزل واحد فقط، ثم الرجوع إلي غرفتها لتكمل يومها بسبب مرض رجلها.

وأوضحت الحاجة فاطمة بأن بنت ما قامت بإلتقاط صورتها أثناء العمل، قائلة لها: "بصورك علشان ولاد الحلال يجولك و يساعدوكي"، و علقت الحاجة فاطمة إنها لا تعلم بأن تلك الصورة سوف توضع علي الإنترنت، ويشاهدها الكثير من مستخدمي الإنترنت، حتي إنها لا تعلم ما هو الإنترنت الذي يتحدث عنه الجميع و يعلموا منه الأخبار.

الحاجة فاطمة لا تطلب سوي شقة صغيرة، مآوي لها هي وبنتها من ذوي الاحتياجات الخاصة، حتي يتمكنوا بالعيش سويًا في مكان واحد، يسعهم معًا، داعية الله بالكرم الواسع، طالبة منه أن لا ينساها برحمته، معقبة: "ربنا يا ابني مبينساش حد".