الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

علي جمعة: نابليون بونابرت قتل أكثر من ألف وخمسمائة عالم من رجال الأزهر الشريف

علي جمعة: نابليون
علي جمعة: نابليون بونابرت قتل أكثر من ألف وخمسمائة عالم

قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، إن المؤرخ  عبد الرحمن الجبرتي كتب في تأريخه للحملة الفرنسية اللعينة التي جاءت إلى مصر؛ إن بعضهم  ظن أنها بداية النور، وظنوا أنها البداية لدخول عصرٍ جديد، كما قال "جاءها بونابرت، وكان يقتل خمسةً من العلماء كل يوم"، ونص في مذكراته على هذا، وذكر الجبرتي ذلك في نصف سطر.


وأضاف أنه لم يتصور أن بشرًا يفعل هذه المجازر، وتلك المذابح، كيف ذلك وكيف يكون؟؛ فقال الجبرتي: كان يقتل خمسةً من علماء الأزهر كل يوم، ويمضى، كما يعترف نابليون في مذكراته أنه كان يفعل ذلك؛ لأن هؤلاء الناس لا يصلح لهم غير ذلك القتل، التصفية الجسدية.


وأوضح جمعة عبر الفيسبوك: ظل بونابرت يفعل هذا مدة بقائه في مصر فقتل أكثر من ألف وخمسمائة عالم من الأزهر الشريف من أبناء الشيخ المرتضى الزبيدي، ومن تلامذة الشيخ عبد القادر البغدادي، الذي ألف «خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب»، كانوا أصحاب نهضة بُنيت على تصحيح اللغة، حتى يصح الفكر، وبنيت على تصحيح الأخلاق والقيم؛ فألّف المرتضى «إتحاف المتقين بشرح إحياء علوم الدين» وبُنيت على إرجاع التوثيق، والتصحيح في هذا الكتاب، ويؤلف «تاج العروس في شرح القاموس» وهو «القاموس المحيط والقابوس الوسيط فيما ذهب من لغة العرب شماطيط» إحياءٌ للغة ليحيا الفكر، لتصح المسيرة".


وأضاف: تعجّب حسن العطار الذي أصبح شيخًا للإسلام وللأزهر بعد ذلك من العجائب والغرائب التي أتت مع الحملة الفرنسية، نعم لأنهم كانوا يدرسون الكون وتركناه، وقال: إن معهم سرًا يجب أن نعرفه، وأرسل رفاعة الطهطاوي مع البعثات التي أرسلها بعد ذلك محمد علي باشا من أجل أن يتعلموا كيف نُعمّر هذه الدنيا، وما السر الذي توصلوا إليه.


وتابع: "هؤلاء رجعوا وبنوا مصر الحديثة، وبدأنا في دراسة الأكوان، وكانت دراسة الطب بالعربية، وكان الشيخ محرم يلازم الطب في أبي زعبل من أجل أن نصحح الكتب، وكان الطبيب الرشيدي عندما يؤلف كتبه ويعرضها على الشيخ محرم لا يجد فيها غلطةً واحدة، علم، وبدأ العلم، وبدأت مصر لتشارك العالم، حتى أتينا إلى عصور استُهين فيها بالعلم، وتنحى العلم عن المسيرة، وتنحى العلماء عن القرار، وتنحى العلماء عن الصدارة، فما الذي يكون؟ لا يعرف العالم الفراغ، إذا تنحى العلماء، وفُرّغ المكان جاء أوباش الناس، واحتلوا مكانهم من كل جنسٍ، ومن كل صنف".


وتابع: الناقة هزلت، حتى ظهرت كُلْيتها، الكُلْية التي نسميها في العامية الكِلية، (من هزالها) ظهرت، فسامها يعني طلب شراءها من معه الفلس والفلسان، مليم ومليمان، (وسامها كل مفلس) حدث هذا في قراءة الأكوان، وحدث هذا في قراءة القرآن، وخلط الناس بين الدين وبين التدين؛ فكل من زادت لحيته، حتى وصلت إلى سرته حسب نفسه فقيها، وكل من سُجن ظلمًا أو عدلًا، ظن نفسه عالما؛ فإنا لله وإنا إليه راجعون، وحسبنا الله ونعم الوكيل، وخرجوا علينا من كل صوب يقرأون الأكوان قراءة مغلوطة، ويقرأون القرآن قراءةً ساذجةً سطحيةً بدون معلم، وبدون علومٍ مساعدة، وبدون منهج، وبدون قواعد، وبدون أي شيء، يقرأونه في بيوتهم، وعلى سرائرهم، ويظنون أنفسهم شيئا، وهم عند الله ممن وصفهم رسول الله ﷺ بقوله: «الخوارج كلاب النار» «أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من كلام سيد البرية لا يجاوز إيمانهم تراقيهم».


واختتم الدكتور علي جمعة: منّ الله علينا بمؤسسةٍ علميةٍ دعويةٍ تصحح العبادة للناس بعبادة الله، وعمارة الأكوان، وتزكية النفس، وهي الأزهر الشريف، يفتخر بها كل مصري؛ فنرجو أن نصلح شأن تعليمه، وأن نلتف حول رجاله، وعلمائه، ومنهجه، وأن نتبرأ من كل هذا الهتر، والهتر في القاموس الحمق الذي نعيش فيه، ونرفض كل ناعقٍ ومنافق.