الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ريهام الزيني تكتب: معركة الوعي.. التحدي الأكبر والأهم

صدى البلد


 

في ظل واقعنا المعاصر،أزمة سياسية فكرية تربوية أخلاقية مأساوية طاحنة،أمور عظام وتحديات عالمية جسام ومستجدات طارئة،تعاني منها الإنسانية قاطبة،ناتجة عن ظروف إستثنائية طبقت في شتي المجالات.

مخططات ومؤامرات لا تتوقف عبر وكلاء ينفذون أجندات ماسونية شيطانية دجالة،الهدف منها كان ومازال حصار الدول التي تسعي للسلام،ومحاولة إسقاطها وتفكيك مؤسساتها الوطنية.

ولعل قضايا الساعة هي خير دليل على ذلك،حيث يواجه العالم اليوم الكثير من المعارك التي انعكست سلبا على البعد الأخلاقي والقيمي للشعوب،بخروج صريح عن المألوف في التعامل مع قضايا الواقع ومستجداته،والسبب حالة اللغط الحاصل من بعض المنصات الإعلامية المختلفة،وتجاوزهم حدود المطلوب في تصويرهم لحقيقية هذه القضايا أو وصفهم لها۔

وما يؤلمني كثيرا هو الجهل او التجاهل او الغباء او التآمر بعدم الاطلاع على مخططات العدو ونواياه في وقت يتم تخصص خبراء في أجهزة الدول الكبرى لوضع خطط لتجهيل الشعوب لابقائها في حالة"غيبوبة"،وذلك لان تلك النوايا والاهداف للتحكم بيهم لم تكن سرا او خرافة او تدليس كما يروج البعض بل حقيقية ممنهجة۔

وهنا تبرز خطورة غياب الوعي الكامل لدي الشعوب،حيث يمكن أن نكون نحن أنفسنا بيئة خصبة لخدمة أهداف منظمات الدم والإرهاب،ومن يريدون هدم الاوطان،وأن نكون انفسنا أدوات فى تنفيذ ذلك۔

وما يمكن الاشارة اليه،ما صدر في ظل المستجدات العالمية من منتوج متعدد الزوايا،حيث يعتبر مرآة عاكسة لمنهجية تدبير الدول لتداعيات الأزمات الفجائية،ومعرفة ما لديهم من خبرات فكرية،ومستوى ما يمتلكونه من حس وطني يمنعهم من المجازفة بوطنيتهم۔

ويبقى أن نٶكد إلى اهمية دور كل دولة في قدرتها على استيعاب مثل هذه القضايا،وضرورة تعزيز جانب الوعي والحس الوطني،

فقد أثبت الحقيقية،بأن تلك الأزمات الإنسانية المأساوية العالمية تتطلب من كل دولة إعادة إنتاج الواقع وتصحيحه،وإضافة بعض النكهات لتطويره،بما يحافظ على حماية السيادة الكاملة لكل شعب علي مقدراته وحق تقرير مصيره.

ولقد ثبت للعالم كله،أنه عندما تأتي هذة التحديات الفجاٸية،من المستحيل على أي دولة أن تسلم منها الإ بالتنسيق والتعاون بين مؤسسات الدولة۔

نعم اصبح الرهان الأكبر امام كل دولة في تنمية قدرات المواطن على استيعاب هذه القضايا وتحويلها إلى مواقف وطنية،لتتكون لديه حصانة ذاتية،وقناعة فكرية وسلوك راقي،ويمتلك أدوات قراءتها وتحليلها،ومعرفة الحدود التي ينبغي أن يضعها امامه عند التعامل مع مثل هذه القضايا،مقدما المصلحة العليا للوطن على كل المصالح الشخصية،تجنبا الشطط والاندفاعية،دون الاستعجال بإصدار الأحكام حتي يتضح المسار۔

وليس ذلك فحسب،ولكن تطوير العقل الجمعي أصبح في الوقت الراهن قضية مفصلية،ويحتاج للكثير من تطوير وتغيير طريقة التفكير وليس الأفكار ذاتها،حيث أن طريقة التفكير هي الماكينة للتحول من عصر لعصر.

وبناء على ما تمت الإشارة إليه من اعتبارات،تعد قضايا الساعة حدثا وطنيا مهما،وتمثل في مجملها أجندة عمل وطني تتطلب ضرورة تهيئة المواطن لمرحلة جديدة،وذلك بإعادة هندسة قناعاته،وتصحيح أفكاره،وتأصيل هويته الوطنية لترقية وتقييم أخلاقه.

ولكن للاسف الكل مازال يحلم بعيدا عن الواقع
وعليه،فهذة روشتة علاج وحلول ومطالب لا مفر منها:-

١)البحث عن آليات للتعامل مع التطورات الناتجة عن مستجدات الاحداث۔

٢)تشكيل لجان عليا مكلفة بتفعيل خطوط التأثير الوطنية والقطاعات العسكرية والأمنية والمدنية۔

٣)تشكيل منصات وطنية خاصة بالمتابعة والتقييم لإحتواء كافة أشكال التأثير،باتخاذ التدابير المناسبة للتعامل معها۔

٤)البحث عن منصات إعلامية جديدة لإعادة هيكلة الأوضاع بداية من إعداد المواطن وتأهيله لكيفية قراءة الأحداث لتقوية روح المسؤلية الوطنية لديه والتكيف مع المستجدات والمتغيرات المعاصرة.

٥)إرساء ثقافة سياسية ومجتمعية خاصة بالتعامل مع الأزمات والنكبات والمخاطر،تجعل الشعوب تواجه المخاطر والتحديات برصانة وتبصر۔

٦)تجديد الآليات التي نقدم بها المناهج في الفكر والثقافة وغيرها من المعارف،علي مستوي كل القطاعات،وضرورة تهيئة المواطن بأعلي درجة من الجاهزية والإستعداد للتكييف مع هذة المرحلة من التغيير،ليتفاعل مع نواتجها،ويتعايش مع ظروفها.

٧)أهمية وضع المواطن في صورة الحدث الوطني لتحقيق الوعي وتقريب الصورة الفعلية،ليشارك بدوره في رسم ملامح المستقبل والوصول إلى لغة مشتركة يتقاسم الجميع فيها مسؤولية،للتعامل الواعي مع مثل هذه القضايا۔

٨)فتح مساحات أوسع في التواصل بين الحكومة والمواطنين ووضع هذه القضايا كمحطة تجريب ومنصة للمراجعة۔

٩)إعداد جيل جديد من الكوادر العلمية للمشاركة في ملحمة البقاء التي تخوضها البشرية الان۔

 ١٠)بناء تشريعات جديدة لصناعة الإنسان الواعي القادر في العيش مع الظروف الصعبة والتعامل مع الأحداث والمعطيات أيا كان مصدرها أو اتجاهها۔

وإجمالا،يمكن القول،ان معركة الوعى والتنوير دائما هي النقطة الفارقة فى التعامل مع مختلف الاحداث والقضايا ومتغيرات العالم۔

نعم أننا نعيش في أتون معركة شمولية تفرض علينا اليقظة التامة والحذر في جميع الإتجاهات،خاصة وأننا نقف أمام إستهداف خطير لعقول شعوبنا وخاصة شبابنا.

والمٶكد انه لم يعد من مجال اليوم في الهروب من هذا الواقع الذي فرضته الاحداث العالمية،ومدي تأثيره علي الوعي الجمعي،وهو الأمر الذي يفرض علي كل دولة ضرورة التصدي عبر استراتيجيات رصد جديدة،وحده الذي يمكن ان يعيدنا للمسار الصحيح۔

واخيرا،لقد تحدثت مرارا وتكرارا عن معركة الوعى واهمية الدور المتكاتف في مواجهة استهداف شعوبنا بالزيف والتضليل،ولكن يبقي السٶال الاهم وهو عن كتيبة الوعي التي يجرى تفكيكها قبل تأسيسها:-

هل بالفعل بدأت معركة الوعي؟
ام خسرنا هذة المعركة ولماذا؟

وهل نستطيع ان نستعيد هذة المعركة الشمولية 
فى ظل معركة شرسة تأخرنا كثيرا فى الاستعداد لها؟

 ومن أين تكون البداية،ومع من نبدأ معركتنا؟
 وكيف تكون الوسيلة،وما النتيجة المتوقعة؟

هذا السٶال اطرحه الان إعلاميا و ثقافيا و دينيا و علميا وكم اتمنى ان اجد من يجيب عليه اجابة مقنعة۔

وفي هذا السياق أختم بالقول،يبقي أن ندرك أن معركة الوعي والتنوير ستظل التحدي الأكبر والاهم امام اي دولة خوضها،لاننا باختصار نواجه الان تحديات غير مسبوقة،والوعي بمثابة"جهاز المناعة"الذي يعد سلاح الشعوب في مواجهة الازمات الفجاٸية،والرهان المفصلي هنا يقوم على أساس الوعي لدى الشعوب وترجمتها على المستوى الميداني،وهذا المكسب كفيل بتحقيق..النصر۔ 

تلك هي رسالتى للرٸيس السيسي والجهات المعنية في مصر ولكل دولة تسعي لتحقيق السلام الحقيقي لبلادها،أكتب إليكم ولا أدرى إن كانت ستصلكم رسالتى أم لا،وهل ستقرٶا ما بين سطورها ام لا۔

ومن خلال التركيز على تلك”الروشتة”التي وضتعها بين أيديكم نستطيع مبدايا أن نقضي على أي أفكار مسمومة هدفها هدم الاوطان،وإخضاع شعوبنا ليس فقط في المنطقة بل في العالم بأسره.