الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أعداء الأمس حلفاء اليوم.. دور إريتريا في صراع إقليم تيجراي الإثيوبي

أسياس وأبي أحمد
أسياس وأبي أحمد

بدأت الاتهامات توجه إلى إريتريا، بمساعدة نظام رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد، في القتال الدائر بإقليم تيجراي، وذلك في أعقاب قرار "أبي أحمد" إعلان الحرب في الإقليم ضد الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي. 

جاء هذا التعاون بين رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد والرئيس الإريتري أسياس أفورقي، في أعقاب الاتفاق السياسي التاريخي الذي تم توقيعه برعاية الإمارات العربية المتحدة، ما تسبب في حصول رئيس الوزراء الإثيوبي على جائزة نوبل للسلام. 

وفي خطابه أمام البرلمان الإثيوبي، قال الحائز على جائزة نوبل للسلام، إن اريتريا رعت الجنود الإثيوبيين الهاربين من إقليم تيجراي إليها، عقب الهجوم عليهم، حيث وجه الشكر إليهم. مضيفا: "لقد أظهر لنا الشعب الإريتري.. أنهم أقارب يقفون إلى جانبنا في يوم صعب".

وتعد هذه التصريحات اعتراف واضح من أبي أحمد، على معاونة الجانب الاريتري له في القتال بإقليم تيجراي، إلا أنه لم يعترف بإرسال الجانب الإريتري لقوات للمساعدة في القتال. 

ويقول باولوس تيسفاجيورجيس، وهو ناشط اريتري في مجال حقوق الإنسان نفاه النظام: "يرسل أسياس الشباب الإريتري للموت في تيجراي. كما ستزيد الحرب من إضعاف الاقتصاد. لكن أسياس سيبقى في السلطة لفترة طويلة. يترك الناس يقاتلون من أجل بقائهم حتى لا يقاتلوا من أجل حريتهم"، وفق ما نقلته هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي. 

فيما أكد متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية أيضا أن هناك "تقارير موثوقة" عن وجود القوات الإريترية في تيجراي، ووصف ذلك بأنه "تطور خطير". إلا أن الحكومتين تنفي هذه التقارير ووصفها وزير الخارجية الإريتري عثمان صالح محمد بـ "الدعاية".

أما الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جيتيريس، فقال إن آبي أكد له عدم وجود قوات إريترية في تيجراي، باستثناء الأراضي التي وافقت إثيوبيا على تسليمها بعد اتفاق سلام تاريخي بين البلدين في عام 2018.  

كما أنه من الصعب للغاية التأكد من صحة هذه التقارير بسبب ما تفرضه السلطات الإثيوبية من تعتيم وقطع لوسائل التواصل والأنترنت والاتصالات عن الإقليم، بالإضافة إلى منع المنظمات الدولية من الوصول إلى هنا. 

ونقلت "بي بي سي" عن نشطاء إثيوبيين بأن القوات الاريترية متهمة بإرتكاب جرائم نهب وسلب في إقليم تيجراي، وقال النشطاء: "نسمع أنهم يسرقون حتى الأبواب وتجهيزات الحمامات". 

وذكرت مصادر أخرى في إريتريا إن القوات الإثيوبية شوهدت وهي تتجمع حول بلدة حجاز بوسط البلاد وتنقل الجرحى إلى مستشفى جيلاس العسكري القريب. 

كما أشار بعض النشطاء إلى رغبة الجانب الإريتري في تصفية الجبهة الشعبية لتحرير إقليم تيجراي، وذلك بسبب الثأر السابق في الحرب بين الدولتين بين عامي 1998 و2000. حيث كانت الجبهة في السلطة في تلك الأثناء. 

وحاولت وسائل الإعلام في اريتريا إخفاء ما يحدث عن الشعب، حتى عقب إطلاق الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي لصواريخ في اتجاه أراضي اريتريا، لم تكشف السلطات عن هذا الأمر. 

وفيما يخص اللاجئين من اريتريا في الإقليم والهاربين من النظام في بلادهم، كشفت تقارير عن نقل هؤلاء اللاجئين عبر سيارات إلى الأراضي الاريترية من جديد. 

حيث قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إنها تلقت "عددًا هائلًا من التقارير الموثوقة" عن مقتل واختطاف لاجئين وإعادتهم قسرًا إلى اريتريا خلال النزاع الحالي.

وعلى الرغم من عدم تحديد الجهة المسؤولة عن عمليات الاختطاف، قال لاجئ لبي بي سي إن الجنود الإريتريين هم من حملهم في شاحنات في بلدة أديجرات ونقلوهم عبر الحدود إلى بلدة أدي قوالا.

ولم تعلق إريتريا على تورطها المزعوم ، لكنها اتهمت في السابق وكالة الأمم المتحدة بارتكاب "حملات تشهير" ومحاولة إخلاء البلاد من السكان.