دعاء يقال بعد الانتهاء من الطعام.. علمنا النبي صلى الله عليه وسلم، أدابا كثيرة في حياتنا اليومية دعاء دخول المنزل ودعاء الخروج من المنزل، ودعاء النوم وغيره من الأدعية وسنذكر منها دعاء يقال عند الانتهاء من الطعام ، روي في صحيح البخاري عن ابي أمامة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رفع مائدته قال : ( الحمد لله كثيرًا طيبًا مباركًا فيه غير مكفي ولا مودع ولا مستغنى عن ربنا ).
ثبت عن هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- في تناول الطعام والشراب العديد من الروايات الصحيحة، وقد أخذ منها العلماء بعض آداب الطعام، ومنها ما يأتي:
-عدم الإكثار من تناول الطعام: وعدم تتبع أنواعه وأصنافه، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه نهى عن الإكثار من الطعام، فقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «ما ملأَ آدمي وعاء شرًّا من بطن، حسب الآدمي لقيمات يُقِمن صلبه فإن غلبت الآدمي نفسه فثلث للطعام وثلث للشراب وثلث للنفس».
- غسل اليدين: قبل تناول الطعام وبعد تناوله، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا نام أحدكم وفي يده ريح غمر فلم يغسل يده فأصابه شيء فلا يلومنَّ إلَّا نفسه»، والغمر: بَعضُ آثارِ اللَّحمِ مِن دسَمٍ وغَيرِه.
- ثبت أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- كان عند جلوسه للطعام يجلس على ركبتيه، أو أنّه ينصب رجله اليمنى ويجلس على رجله اليسرى.
-من هدي الرسول -صلى الله عليه وسلم- في تناول الطعام أنّه لا يتناول الطعام وهو متكئ، ولا وهو منبطح.
- التسمية بالله -سبحانه وتعالى- في أول الطعام وحمده في آخر الطعام، وهذا من هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- في ابتداء تناوله للطعام وفي نهايته، شكرًا لله على ما رزق من نعمة الطعام.
- كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يجيب دعوة الطعام ويدعو لصاحب الطعام فيقول: «أفطر عندكم الصائمون، وصلت عليكم الملائكة، وأكل طعامكم الأبرار».
-كان عليه الصلاة والسلام يأكل ما يُقرّب إليه من الطعام إلّا أن تعافه نفسه، وحينها لا يأكله من غيرِ أن يحرِّمه، أو ينهى عنه، أو يَذمّه، ومن الأطعمة التي ثبت أنّ النبي –صلى الله عليه وسلم– كانت نفسه تعافها لحم الضبّ، والثوم، غير أنّه أقرَّ لأصحابه -رضي الله عنهم- بجواز أكلهما من غيرِ تحريم لذلك.
- الْمَضْمَضَةُ بَعْدَ الطَّعَامِ: الْمَضْمَضَةُ بَعْدَ الْفَرَاغِ مِنْ الطَّعَامِ مُسْتَحَبَّةٌ، لِمَا رَوَى بَشِيرُ بْنُ يَسَارٍ عَنْ سُوَيْد بْنِ النُّعْمَانِ «أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّهُمْ كَانُوا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِالصَّهْبَاءِ - وَهِيَ عَلَى رَوْحَةٍ مِنْ خَيْبَرَ - فَحَضَرَتْ الصَّلاةُ، فَدَعَا بِطَعَامٍ فَلَمْ يَجِدْهُ إلا سَوِيقًا فَلَاكَ مِنْهُ، فَلُكْنَا مَعَهُ ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ فَمَضْمَضَ، ثُمَّ صَلَّى وَصَلَّيْنَا وَلَمْ يَتَوَضَّأْ» رواه البخاري ( 5390 ) .
ثبت عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- العديد من الأدعية بعد الانتهاء من الطعام، وأقلها كلمتان «الحمد لله»، ومن الأدعية المستحبة بعد الفراغ من الطعام ما روي عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَكَلَ أَوْ شَرِبَ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنَا وَسَقَانَا وَجَعَلَنَا مُسْلِمِينَ» رواه أبو داود (3850)، والترمذي (3457).
ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أن هناك 12 كلمة من قالها بعد تناول طعامه، غفر الله سبحانه وتعالى له ما تقدم من ذنبه، وأورد الترمذي، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «مَنْ أَكَلَ طَعَامًا فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنِي هَذَا وَرَزَقَنِيهِ مِنْ غَيْرِ حَوْلٍ مِنِّي وَلَا قُوَّةٍ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ».
وفي هذا السياق قال الدكتور يسري جبر، أحد علماء الأزهر الشريف، إن النبي صلى الله عليه وسلم كان مواظبا على حمد الله وشكره قبل الطعام، مستشهدًا بما روي عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَكَلَ أَوْ شَرِبَ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنَا وَسَقَانَا وَجَعَلَنَا مُسْلِمِينَ.
وأوضح «جبر»، ، أن النبي قرن «السقيا بعد الطعام» في الحديث السابق، لأن الإنسان غالبًا يحتاج إلى الماء بعد الطعام مباشرة، منوهًا بأن الحمد لله شكر لنعمة الطعام والشراب، والله عز وجل يقول: «لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ».
وأضاف أن قول النبي في الحديث «أطعمنا وسقنا وجعلنا مسلمين»، دليل على أن الطعام والشراب يكون سببًا لقوة صحة الإنسان في الدنيا، وكون الإنسان مسلمًا يكون سببًا في نجاته في الآخرة، موضحًا فأراد النبي أن يذكرنا ونحن نتنعم في الدنيا بالعافية بأن الله سيدومها علينا في الآخرة إذا حمدناه بعد الانتهاء من الأكل.