الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إيهاب كاسب يكتب: على هامش عام قضيناه في منازلنا

صدى البلد

في الحقيقة أن عام 2020 كان عام الألم والندم لأنه أوجعنا كثيرًا على أشخاص فقدناهم وظروف تعرضنا لها على كافة المستويات المادية والمعنوية وحالة الهلع والخوف التي عشناها على مدار العام، لكنه العام الذي أجبرنا على الاقتراب أكثر من الله ومن العبادات، من الأسرة والأصدقاء الحقيقيين والعادات الإيجابية والأنشطة الأسرية التي اندثرت وابتعدنا عنها في زحمة الحياة، وذلك هو الندم على وقت ضاع في بُعدنا عن الأشياء والعادات الحقيقية تائهون في دروب الحياة وزحامها.

حتى أن هذه المقالات التي عُدت أنا لتدوينها كانت بفضل بقائي في المنزل التزامًا وانصياعًا لتعليمات وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية ودعواتهم الكثيرة للبقاء في المنازل والابتعاد عن مناطق الازدحام تجنبًا للإصابة. 

لم تكن الإصابة بعيدة عني وعن كثيرين، لكن عناية الله وستره كانتا الأقرب، فرغم الأعراض التي ظهرت ولا يمكن غض الطرف عنها خلال ما يُسمى بالموجة الأولى، لكن الستار سترنا بعفوه ورحمته، فَحفظنا الله من السقوط وكثيرون، رغم الأعراض الكبيرة التي ظهرت على أشخاص كُثر في مُحيطنا الضيق، فمن سقطوا أمام قوة الفيروس وطرحوا فراشًا أعانهم الله عليه في الأخير بينما لا يزال الطب والعلم حائرًا عن التوصل إلى مصل أو علاج نهائي، وأما من رحلوا فذلك لأن أجلهم قد حان، وما كان للفيروس إلا أنه أحد الأسباب التي تؤدي للموت كما قال الشاعر العباسي ابن نباتة السعدي «من لم يمت بالسيف مات بغيره، تعددت الأسباب والموت واحد».

هذا الفيروس، جاء كقلم مُباغت رطم وجه العالم فطرح البشرية جمعاء أرضًا، هي ضربة قاسمة، أفقدتنا الإتزان وأوضحت لنا هشاشة قوتنا، هشاشة النظام العالمي، هذا العالم بعِلمه وبهذه المُعدات والإمكانات الضخمة، لم تكن قادرة حتى على مواجهة شيء لا يرى بالعين المجردة مثل كوفيد-19 والمعروف إعلاميًا بفيروس كورونا . 

ولذا، واستنادًا لهذه التجربة القوية والكبيرة والمؤثرة، فإننا علينا جميعًا أن ندخل العام الجديد مُتفائلين واثقين في عطايا الله ورحمته، واثقين في قدرته الكبيرة على تغيير الأوضاع بين النظرة ومثيلتها.

لنبدأ عامًا جديدًا من التخطيط الإيجابي والجيد، والتركيز على مواطن القوة والضعف لتطويرها ومُعالجتها أو استثمارها، فهذا العام في حاجة إلى مُضاعفة حجم العمل لتعزيز وتعظيم النتائج ولتعويض  ما مضى وضاع خلال عامنا المنصرم، لقد انتهى العام 2020 لكن الحياة لم تنتهي ومجد الله وعظمته وستره وقوته وإرادته لم ولن تنتهي. 

إننا على أعتاب عام جديد، لا نعلم إن كان حاملًا لنهايتنا أم أنه حاملًا لنهاية هذا الفيروس الذي بث الخوف في نفوسنا جميعًا، لكننا على يقين بقدرة الله وعظمته على أن يُحسن أحوالنا ويُجمل حياتنا ويرفع بلطفه عنا هذا الوباء والبلاء فينهي خوفنا، قادر على أن يبث الطمأنينة في نفوسنا ويُنهي مُعاناتنا مع الشبح المجهول أو الجندي الشرس فيُعيدنا إلى حياتنا الطبيعية، علينا أن نتسلح بالإرادة والعزيمة والثقة في قدرة الخالق الأعظم مُستعدين لعام نأمل أن يكون حاملًا للخير والحُب والسعادة والسلام على قدر ما تحمل نفوسنا من خير لذاتها وللآخرين.