قالت دار الإفتاء، إن الدعاء للمتوفى بجملة: «اللهم اجعل مثواه الجنة» أمر جائز شرعًا، فالتعبير بكلمة «المثوى» مقترنة بالجنة في الدعاء لا حرج فيها لا من جانب الشرع ولا من جانب اللغة.
وأضافت الإفتاء في إجابتها عن سؤال: «ما حكمالدعاء للمتوفى بجملة "اللهم اجعل مثواه الجنة»؟»، أنهلا عبرة بقول من يدعي أنَّ التعبير بـ«المأوى» أو «المستقر» هو الذي يصح استعماله مع الجنة دون «المثوى»؛ فهذا كلام غير صحيح ومخالف لاستعمال القرآن الكريم لتلك الكلمات؛ حيث وردت في عدة مواضع مقترنة بالجنة والنار.
جدير بالذكر أنهتنتشر عبر صفحات التواصل الاجتماعي معلومات يفسرها البعض خطأ، ومنها الزعم أنه لا يصح أن ندعو للميت بقول: «اللهم اجعل مثواه الجنة»، والصواب أن نقول: «اللهم اجعل مأواه الجنة»، لأنكلمةمثوىتُطلَق على مكان في النار، وليس الجنة.
الرد على هذه القول:
وقالالشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية،إن كلمة «مثوى» ليست مختصة بالعذاب فقط، بل بالتكريم أيضًا، كما في سورة «يوسُف»: «أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَىٰ أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا»وقوله «إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ».
مؤيدون لرأي خالد الجندي
وأكد علماء لغة عربية،أن المعلومة خاطئة، لأن الحقيقة أن كلمة «مثوى» ليست مكانًا في النار، بل هي اسم مكان من الفعل ثوى، ومعناه «موضع الإقامة»، و«المنزل»، وغير ذلك من المعاني التي تدل على موضع الإقامة والمستقَرّ، دون ارتباط بجنة ولا بنار.
وأضاف علماء اللغة، أن المأوى فهو الملجأ، أي المكان الذي يُلجأ إليه، ومن ذلك قول ابن النبي نوح: «سآوِي إلى جبل»، أي «سألجأ إلى جبل»، منوهين بأنهبالبحث في نصوص القرآن الكريم نجد كلمة «المأوى» واردة في موضع الجنة وموضع النار. قال تعالى: «عندها جنة المأوى» و«فإن الجنة هي المأوى» وقال تعالى: «فإن الجحيم هي المأوى»، و«ومأواكم النار».
ولفت العلماء إلى أن المعاجم العربية، والقرآن الكريم، تثبت أن المأوى والمثوى كلمتان تدلّان على مكان اللجوء ومكان الإقامة، ولا علاقة لأي منهما في ذاتها بالجنة والنار.