الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

يوم بكت فيه بسنتواي.. كيف ودع أهالي البحيرة حمدي الطباخ بعد وفاته بـ كورونا

أهالي البحيرة يودعون
أهالي البحيرة يودعون الدكتور حمدي الطباخ

خيّم الحزن الشديد على قرية سنتواي التابعة لمركز أبو حمص بالبحيرة، والتي بكت فقيدها الدكتور حمدي الطباخ، وكيل وزارة الصحة بالقليوبية، والذي وافته المنية متأثرًا بإصابته بفيروس كورونا، وشُيّعت جنازته لمثواه الأخير في مشهدٍ مهيب، وتحوّلت القرية لسرادق عزاء.

"لسة مش قادرة أستوعب فراقك يا حبيبي، يا حلو يا جميل يا أخويا، يا حتة من قلبي يا أحمد، يا توأمي وكبير عقلي يا حبيبي، يجعلها ليلة خير عليك، في الجنة ونعيمها يا قلب أختك"، كلمات اختلطت بالدموع بدأت شقيقة الراحل الدكتور حمدي الطباخ تروي بها لحظات استقبالها نبأ وفاته، متابعة: "كان طيب القلب وأحن واحد في الدنيا، ابني قبل ما يكون أخويا، جدع وشهم ويخاف ربنا".

ولفتت إلى أن أخر مرة رأته كانت قبل شهرٍ من وفاته وأثناء حديثها معه تلقّى اتصالًا من مدير مستشفى أبو حمص العام وأغلق معها وذهب لمقابلته، مضيفة: "كان دائم التواصل معي ومع كل أشقائه للاطمئنان علينا، وكنت لما أقوله مش بلحق أشبع من وجودك معانا يطيّب خاطري ويقولي مصر محتاجة وجودي أكتر من أهلي، الأزمة كبيرة وواجب علينا نكون في أول الصفوف لمحاربة المرض والقضاء عليه".

وأبكت شقيقها، قائلة: "كبير اخواته كان كتلة حنية ماشية على الأرض، مش بيتأخر على حد.. الدنيا ضلّمت من بعده حبيب الكل كبير وصغير، كان يساعد الفقراء ويكشف عليهم مجانًا ويساهم في صرف العلاج لهم، كان ابن لكل أهالي القرية"، مستطردة: "أهل القرية كانوا ملقبينه بطبيب الغلابة، وطلبوا منه يترشح لمجلس النواب ولكنه رفض للاستمرار في ممارسة عمله كطبيب لمساعدة الدولة لمواجهة وباء كورونا".

وأشارت إلى أنه كان بصحة جيدة بعد إصابته بفيروس كورونا وتم عزله في مستشفى قها المركزي، وكان دائم التواصل مع كل أسرته لطمأنتهم على صحته حتى تم نقله إلى مستشفى العجوزة بسبب نقص الأكسجين في الدم وتدهورت حالته الصحية.

"كان سند لكل أهالي القرية، عمره ما اتأخر على خدمة كبير أو صغير، فراقه وجع قلوبنا كلنا" تقول إحدى جيران الراحل، متابعة والدموع تنهمر من عيناها: "أي حد كان يتعب وميقدرش على العلاج أو الكشف كان يذهب إليه.. مقفلش بابه في وش الغريب قبل القريب.. كان يفرح لما يفرّح اللي حواليه وكانت حنيّة الدنيا كلها فيه".

وأضافت وسط حالة من الحزن الشديد والبكاء، أنها تعرضت لوعكة صحية شديدة وكانت لا تستطيع تحمّل مصاريف العلاج والمستشفى ولجأ زوجها إليه وعلى الفور تواصل مع المستشفى وقام بتوفير العلاج اللازم، قائلة: "له مواقف إنسانية كثيرة مع كل أهالي القرية، كان سندًا لكل واحد ووجهة مشرفة وقدوة للأطفال، صغار القرية حلمهم تجسّد فيه والكل تمنى يكون طبيب مثله".

وكان الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة، وصلت إلى قرية بسنتواي التابعة لمركز أبو حمص بمحافظة البحيرة، لأداء واجب العزاء لأسرة الدكتور حمدي الطباخ، وكيل وزارة الصحة في القليوبية، والذي توفى متأثرًا بإصابته بفيروس كورونا المستجد.

وكان في انتظار الوزيرة في مركز شباب قرية بسنتواي اللواء هشام آمنة، محافظ البحيرة، واللواء عبد الحميد الهجان، محافظ القليوبية، والدكتور محمود طلحة، وكيل وزارة الصحة بالبحيرة، وعدد من القيادات التنفيذية والشعبية وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ.

وقدمت "زايد"، العزاء لزوجة وأبناء وشقيق الراحل الدكتور حمدي الطباخ، والذي توفى فى مستشفى العجوزة في القاهرة، مساء أمس، متأثرًا بإصابته بفيروس كورونا.

وكان قد أدّى المئات من أهالي قرية بسنتواي صلاة الجنازة على جثمان الراحل، عقب صلاة ظهر اليوم الأحد، في مركز شباب قرية بسنتواي، بحضور محافظي البحيرة والقليوبية، ثم قاموا بتشييع الجثمان لمثواه الأخير بمقابر العائلة بالقرية.

اقرأ أيضا :- عاشق الورد من ليبيا إلى مصر يروي أسرار الغربة و الزراعة في المنازل بالبحيرة


-