الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تعال إلى هنا أنا بحاجة إليك.. من جملتين.. تعرف على قصة اختراع الهاتف

هاتف- صورة ارشيفية
هاتف- صورة ارشيفية

في القرن التاسع عشر، قام اثنان من المخترعين المعروفين بتصميم أجهزة يمكنها نقل الصوت عبر الكابلات الكهربائية، وهما ألكسندر جراهام بيل وإليشا جراي، وقد تمّ تسجيل كلا الجهازين في مكتب براءات الاختراع في غضون ساعات من بعضهما البعض، وقد تبع ذلك معركة قانونية مريرة حول اختراع الهاتف، فاز بها بيل فيما بعد. 





إنّ التلغراف والهاتف متشابهان للغاية من حيث المفهوم، ومن خلال محاولات بيل لتحسين التلغراف وجد نجاحًا مع الهاتف.


كان التلغراف نظام اتصالات ناجحًا للغاية لمدة 30 عامًا تقريبًا قبل أن يبدأ بيل في التجريب، وكانت المشكلة الرئيسية في التلغراف أنّها تستخدم شفرة مورس، وكانت تقتصر على إرسال واستقبال رسالة واحدة في كل مرة، كان لدى بيل فهم جيد لطبيعة الصوت والموسيقى.


وقد مكنه هذا من إدراك إمكانية إرسال أكثر من رسالة على نفس السلك في وقت واحد، لم تكن فكرة بيل جديدة، فقد تصور آخرون قبله تليغرافا متعددا، عرض بيل الحل الخاص به، الهارمونيك تلغراف، واستند هذا على مبدأ أنّه يمكن إرسال النوتات الموسيقية في نفس الوقت على نفس السلك، إذا اختلفت تلك النغمات في درجة الصوت.


وبحلول الجزء الأخير من عام 1874، كانت تجربة بيل قد تقدمت بما يكفي لإخبار أفراد الأسرة المقربين بإمكانية وجود تلغراف متعدد، رأى والد زوجته، المحامي غاردينر جرين هوبارد، أنّ الفرصة سانحة لكسر الاحتكار الذي تمارسه شركة ويسترن يونيون تلغراف، أعطى بيل الدعم المالي المطلوب لمواصلة عمله في تطوير التلغراف المتعدد، ومع ذلك، فشل بيل في الإشارة إلى أنّه وشريكه، وهو كهربائي شاب لامع اسمه توماس واتسون، كانا يطوران فكرة خطرت له خلال الصيف.


وكانت هذه الفكرة هي إنشاء جهاز يمكنه نقل صوت الإنسان كهربائيًا، واصل بيل وواتسون العمل على التلغراف التوافقي بناءً على إصرار هوبارد وعدد قليل من الداعمين الماليين الآخرين، في مارس 1875 التقى بيل برجل يدعى جوزيف هنري دون علم هوبارد، كان جوزيف هنري المدير المحترم لمؤسسة سميثسونيان، لقد استمع باهتمام لأفكار بيل وقدّم كلمات لتشجيعه.


فكان كل من بيل وواتسون مدفوعين بآراء هنري واستمرا في عملهما بحماس وتصميم أكبر، وبحلول يونيو 1875، أدركا أنّ هدفهما المتمثل في إنشاء جهاز يمكنه نقل الكلام كهربائيًا سيتحقق قريبًا، أثبتت تجاربهم أنّ النغمات المختلفة ستختلف من قوة التيار الكهربائي في السلك، الآن كل ما كان عليهم فعله هو بناء جهاز بغشاء مناسب قادر على تحويل تلك النغمات إلى تيارات إلكترونية مختلفة، وجهاز استقبال لإعادة إنتاج الاختلافات وتحويلها مرة أخرى إلى تنسيق مسموع في الطرف الآخر، في أوائل يونيو، اكتشف بيل أنّه أثناء عمله على التلغراف التوافقي، يمكنه سماع صوت عبر السلك، قد كان صوت رنين ربيع الساعة.


 في العاشر من مارس عام 1876، أدرك بيل أخيرًا النجاح وإمكانية الاتصال لجهازه الجديد، تفوق احتمالات القدرة على التحدث عبر سلك كهربائي إلى حد بعيد تلك الموجودة في نظام التلغراف المعدل، والذي كان يعتمد أساسًا على النقاط والشرطات فقط، وفقًا لإدخال دفتر ملاحظات بيل في ذلك التاريخ، فإنّه يصف تجربته الأكثر نجاحًا باستخدام جهازه الجديد "الهاتف" تحدث بيل إلى مساعده واتسون، الذي كان في الغرفة المجاورة، من خلال الآلة الموسيقية وقال له: "السيد واتسون، تعال إلى هنا، أريد التحدث إليك".


حياة جراهام بيل 
اشتهر ألكسندر جراهام بيل باختراع الهاتف، جاء إلى الولايات المتحدة كمدرس للصم، وتوصل إلى فكرة الكلام الإلكتروني أثناء زيارته لوالدته التي تعاني من ضعف السمع في كندا، وقاده إلى اختراع الميكروفون ولاحقًا آلة الكلام الكهربائية.


وُلِد بيل في إدنبرة، اسكتلندا في 3 مارس 1847، التحق بجامعة لندن لدراسة علم التشريح وعلم وظائف الأعضاء، لكن وقت دراسته الجامعية انقطع عندما انتقلت عائلته إلى كندا في عام 1870.


فقد والداه طفلين بسبب مرض السل، وأصرّا على أنّ أفضل طريقة لإنقاذ طفلهما الأخير هي مغادرة إنجلترا.


عندما كان في الحادية عشرة من عمره، اخترع بيل آلة يمكنها تنظيف القمح، قال لاحقًا إنّه إذا كان قد فهم الكهرباء، لكان مثبطًا للغاية لاختراع الهاتف.


 عرف الجميع أنَه من المستحيل أن يتم إرسال إشارات صوتية عبر الأسلاك، أثناء محاولته إتقان طريقة لنقل رسائل متعددة على سلك واحد، سمع صوت زنبرك مقطوع بطول 60 قدمًا من الأسلاك في متجر كهربائي في بوسطن، كان توماس إيه واتسون أحد مساعدي بيل، يحاول إعادة تنشيط جهاز إرسال التلغراف.

 وعند سماعه الصوت، اعتقد بيل أنّه يستطيع حل مشكلة إرسال صوت بشري عبر سلك، اكتشف كيفية إرسال تيار بسيط أولًا، وحصل على براءة اختراع لهذا الاختراع في 7 مارس 1876، بعد خمسة أيام، أرسل خطابًا حقيقيًا، عندما كان جالسًا في إحدى الغرف، تحدث في الهاتف إلى مساعده السيد واتسون قائلًا كلماته الشهيرة: "تعالى إلى هنا، أنا بحاجة إليك"، فبراءة اختراع الهاتف واحدة من أكثر براءات الاختراع قيمة على الإطلاق.


وكان لدى بيل اختراعات أخرى أيضًا، فقد كان لمنزله مقدمة لتكييف الهواء في العصر الحديث، وساهم في تكنولوجيا الطيران، وكانت براءة اختراعه الأخيرة، في سن 75، لأسرع قارب محلق تمّ اختراعه حتى الآن.


وكان بيل ملتزمًا بتقدم العلوم والتكنولوجيا، على هذا النحو تولى رئاسة جمعية علمية صغيرة لم يسمع بها من قبل في عام 1898، سميّت الجمعية الجغرافية الوطنية، أخذ بيل وصهره، جيلبرت جروسفينور، المجلة الجافة للمجتمع وأضافوا صورًا جميلة وكتابات ممتعة ممّا حوّل ناشيونال جيوغرافيك إلى واحدة من أشهر المجلات في العالم.


كان بيل أيضًا أحد مؤسسي مجلة العلوم، حيث ساعدت معرفته الشاملة بالصوت والصوت بشكل كبير أثناء تطوير هاتفه، ومنحته ميزة على الآخرين الذين يعملون في مشاريع مماثلة في ذلك الوقت، وكان بيل مثقفًا ذا جودة نادرة منذ ولد حتى وفاته، لقد كان رجلًا يسعى دائمًا لتحقيق النجاح ويبحث عن أفكار جديدة لرعايتها وتطويرها.


توفي بيل في الثاني من أغسطس عام 1922، وفي يوم دفنه، توقفت جميع الخدمات الهاتفية في الولايات المتحدة لمدة دقيقة واحدة تكريمًا له.