الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رمضان البيه يكتب: انتبهوا يا عباد الله

صدى البلد

في زمن إختلت فيه الموازين وغابت القيم وإنحدرت الأخلاق الفاضلة الكريمة بشكل فظيع بعدما تحكمت الغرائز والشهوات و أتبعت الأهواء وتفشت الرزيلة وغابت الفضيلة وخلت  المساجد من المصلين وكاد أن يسقط عماد الدين  وإمتلات الملاعب ودور اللهو والفسق والمجون وشربت الخمور  وساد العري وكثرت الكاسيات العاريات وساد الفجر والعهر والمجون والخلاعة وظهر الشذوذ في أقبح صوره وأشكاله  حتى اكتفي والعياذ بالله  الرجل بالرجل واكتفت المرأة بالمرأة وتم تقنين ذلك الوباء والفحش وحمايته بقانون . 

وعم الفساد والظلم والفسق في بقاع الأرض وضاعت الأمانة وإنتشرت الخيانة وكثر زنى المحارم وغاب الحياء وتوارى خجلا من صنيع البشر . وتقطعت الأرحام وتمزقت الأمة .. وصدق قول الحق عز وجل فيهم ( فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة وأتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا ) . هذا بالإضافة إلى إنعدام الذوق العام وتأذي العيون والمسامع  مما يشاهد ويسمع  ..

 هذا ومن الكذب والإفتراء إدعاء محبة الله تعالى ومخالفة امره تعالى وعدم خشيته بالغيب والإستحياء منه سبحانه مع علمهم بأنه تعالى مطلع عليهم ويراهم .. ونبذوا كتابه الكريم  وألقوه من وراء ظهورهم  فلم يلتزموا بأوامره ونواهيه ولم يحلوا حلاله ويحرموا حرامه ولم يقيموا حدوده وأحكامه ولم يهتدوا بهديه ويتأدبوا بآدابه ويتخلقوا بأخلاقه ..

وإدعوا محبة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله ولم يتبعوا هديه القويم وسنته الرشيدة  ونسوا قوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله  ( لا يؤمن أحدكم حتى يكن هواه تبعا لما جئت به ) .وقوله ( تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي كتاب الله وسنتي ) .وإدعوا تعظيم كتاب الله تعالى ولم  يتلوه ويعملوا به . وإدعوا عداوة الشيطان وأتبعوه وإنقادوا خلفه كما ينقاد قطيع الغنم أمام الراعي .. وإدعوا طلب الجنة ولم يعملوا لها . وأدعوا الخوف من النار ورهنوا أنفسهم بها ..

 ونسى الكثير والكثير من الناس الموت والقبر وظلمته  وعذابه وطيلة المقام فيه ونسوا البعث والحساب والجنة والنار وغاب عنهم قول الله تعالى  ( اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون )  .ونسوا وعد الله تعالى ووعيده . وفوق ذلك كله دفنوا موتاهم ولم يعتبروا ويتعظوا ..والأدهى والأمر أن الله تعالى من رحمته بهم يرسل إليهم  من حين إلى آخر رسائل وإنذارات من أوبئة وأسقام لم تكن في أسلافهم ومن جدب وقحط وأخذ بالسنين العجاف وجور الحكام وتسليط الأعداء عليهم  ولم يعتبروا ولم يرتدعوا ويتوبوا إليه سبحانه وينيبوا . من هنا عم البلاء وتفشت الأوباء وظهرت الأمراض والأسقام التي لم تكن في السلف  .

وهاهي الموجة الثانية من وباء كورونا الذي ما زال يحير العالم والذي حصد وقتل ملايين من البشر والناس حالها  كما هو لا مبالاة ولا أعتبار ولا إتعاظ بل أصبح أسوء فمتى يفيق البشر ويعودوا إلى رشدهم ويعتذروا لربهم ويتوبوا وينيبوا إليه ويعودوا إلى هدي الهادي البشير السراج المنير  رحمة رب العالمين صلى الله عليه وسلم وعلى آله  و كم خاطبهم الله تعالى في قرآنه منذرا لهم ومذكرا لهم بعاقبة الأمور ومجازاته لعباده الصالحين بالجزاء الحسن ومعاقبته للعاصين .وكم لفت سبحانه وتعالى أنظارهم ودعاهم للنظر والتأمل والتدبر والتذكر .وللأسف لم يستجيب إلا القلة القليلة من البشر وهم المؤمنون حقا وأعتقد أنهم أشد الناس معاناة في هذا الزمان وأعتقد أن حال عامة البشر يزيد سوءا يوما بعد يوم . واعتقد أننا في آخر الزمان وأقتراب الساعة وقد أشرفت الدنيا على الرحيل . فهل من عودة ألى الله تعالى قبل فوات الأوان بنهاية الآجال؟