الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الريفي المثقف.. قصة أب لازم أبناءه الخمسة لتحقيق أحلامهم.. 2 منهم حراس مرمى.. صور

الأب أشرف مرعي وابنه
الأب أشرف مرعي وابنه عبدالله

ما يزيد عن أربعة أعوام خاضها أب لرعاية موهبة ابنه الأكبر، يجوب معه في مكان كل مباراة، من حلون لشبرا الخيمة وبنها غيرها من الأماكن، تكون عدسة الأب فيها هي بديل البث التليفزيوني، يقف طوال مدة المباراة موثقا بكاميرا الهاتف كل حركة يقوم بها عبدالله حارس المرمى، مؤخرا تصدرت صورة الأب وهو يصور ابنه مواقع التواصل الإجتماعي.

حارس مرمى أسمنت حلوان
تواصل «صدى البلد» مع الأب أشرف مرعي، الذي يتبع مبدأ ثابت مع ابنائه الخمسة (هات المجموع اللي يرضيني وهساعدك تعمل اللي انت عاوزه)، هذه القاعدة اتبعها كل منهم، الابن الاول أكبرهم عبدالله أشرف، نجح في الشهادة الإعدادية بمجموع 268 من 280، وهو ما يؤهله للالتحاق بالثانوية العامة وبعدها الدراسة الجامعية، ولكن كان السؤال من الأب: "عاوز تكمل ثانوية عامة ولا في الكورة ؟".

كانت إجابة عبدالله تفضيل كرة القدم، خاصة أنه يرى في نفسه موهبة ممارستها منذ صغر سنه، وبالفعل دعمه الأب لتحقيق حلمه، من نادي إلى آخر بدأ رحلته، يخطو كل خطوة برفقة مرافقه داعمه الوحيد وهو والده. 

يقول عبدالله أشرف عبدالله مرعي، حارس المرمى في فريق أسمنت حلون للناشئين، لـ «صدى البلد»، أنه يمارس كرة القدم منذ صغر سنه، أما بداية عمله مع الأندية ترجع إلى عام 2015، وأول انضمام في دوري كان في المنوفية ثم انتقل إلى نادي السلام في المنوفية لمدة 3 سنوات، وحقق مركز ثالث في القطاعات.

الجمهور الوحيد للابن
وبعدها انتقل اللاعب الشاب صاحب الـ20 عاما، إلى فريق أسمنت حلوان للناشئين، بحكم دراسته أيضا في معهد في حلوان، "قدمت في النادي ومع اول تمرين وافقوا عليا.. وبدأنا الدوري ناشئين وكنت أول على مستوى المنطقة" كما قال.

تعيش عائلة مرعي في إحدى قرى المنوفية، أما عبدالله فيعيش بين حلوان محل دراسته والمنوفية مع أسرته ويأتي إليهم يوم واحد بالأسبوع، أما باقي الأيام تنقسم بين الدراسة وأوقات التمارين أو المشاركة في مباريات، أما أوقات الفراغ فلا يقضيها إلا في المذاكرة، أملا في مشاهدة نظرة الفخر والسعادة المعتادة في أعين والده: "الحاجة الوحيدة اللي بعملها عشان أفرحه، هو جمهوري الوحيد" كما قال عبدالله لـ «صدى البلد».

الريفي المثقف
أما الأب المثقف فلم يعتاد التصوير إلا لابنه، على مدار 5 أعوام كان هو الداعم الأول له وجمهوره الوحيد، استتنكر الأب الاهتمام به نظرا لتشجيعه ابنه، مفسرا ذلك بأن عبدالله ليس ابنه الحيد الذي يحقق حلمه، حيث حقق لابنه الثاني حلمه أيضا في كتابة الشعر طبع له ديوانه الأول بعد نجاحه في الثانوية العامة بدرجات مرتفعة، والتحق بكلية التمريض برغبته الشخصية، وابنه الثالث أيضا في المرحلة الإعدادية وحارس مرمى، "هو دور الأب ايه في الحياة غير إنه يساند ابنائه.. دعم الأب بيغير حياتهم".

التحق مرعي بكلية دار العلوم حبا في دراسة اللغة العربية، رافضا العمل بالشهادة نفسها في التدريس، وفي نفس عام التخرج 1999 تزوج واستقل بحياته، ليتخذ على نفسه عهدا بتحقيق أحلامهم منذ اليوم الأول في الزواج، جد في الحياة في أحضان الريف الفرصة الملائمة لإثراء ثقافته العامة، وذلك عبر المكتبة الضخمة الخاصة به، والتي تتضمن كتاب ترجع إلى بداية الشعر الجاهلي، والدراسات القديمة، كتب السياسة، كتب خاصة باللغة العربية والتاريخ الإسلامي، وكليلة ودمنة وسلسلة ألف ليلة وليلة وغيرها من الكتب.

للأب طقوس خاصة يتبعها في أيام المباريات التي سيشارك بها عبدالله، أولها التفرغ التام بشكل مسبق من خلال الحصول على إجازة، "ولو أقدر أحضر التمرين هحضره"، يتواجد أشرف مرعي مع ابنه في كل مباراة، موجها هاتفه إلى عبدالله فقط لتصويره: "ماملكش غير الأولاد بس في الدنيا"، موضحا أن ما يقوم به مع ابنائه، الأمر نفسه اتبعه معه والده برغم أنه كان رجل بسيط، على حد وصفه.