الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الفرق بين الإيمان والإسلام.. وأيهما أعلى منزلة؟

الفرق بين الإيمان
الفرق بين الإيمان والإسلام

الفرق بين الإسلام والإيمان .. الدين ثلاث مراتب،‏ المرتبة الأولى‏:‏ الإسلام،‏‏‏ وأعلى منها‏:‏ الإيمان، وأعلى من الإيمان الإحسان‏، كما جاء ذلك في حديث جبريل - عليه الصلاة والسلام - حين سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن هذه المراتب، وأجابه النبي - صلى الله عليه وسلم - عن كل مرتبة‏.‏‏ وفي النهاية قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه‏:‏ ‏هذا جبريل أتاكم يعلمكم أمور دينكم‏.

‏وذكرها سيدنا جبريل -عليه السلام- مرتبة مبتدئًا بالأدنى ثم ما هو أعلى منه ثم ما هو أعلى منه‏.‏‏‏ فالأعراب لما جاءوا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - في أول دخولهم في الإسلام ادعوا لأنفسهم مرتبة لم يبلغوها‏.‏ جاءوا مسلمين، وادعوا الإيمان وهي مرتبة لم يبلغوها بعد‏.‏ ولهذا رد الله عليهم بقوله‏:‏ «‏قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ‏» ‏(رواه الإمام مسلم في‏ ‏صحيحه‏).‏ من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه‏.‏ وهو جزء من حديث جبريل الطويل.

فهم في أول إسلامهم لم يتمكن الإيمان في قلوبهم وإن كان عندهم إيمان ولكن إيمانهم ضعيف أو إيمان قليل‏.‏ ويستفاد من قوله‏:‏ ‏«وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ» أنه سيدخل في المستقبل، وليسوا كفارًا أو منافقين ولكنهم مسلمون ومعهم شيء من الإيمان لكنه قليل لم يستحقوا أن يسموا مؤمنين‏.‏ لكنهم سيتمكن الإيمان في قلوبهم فيما بعد في قوله‏:‏ ‏«‏وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ»‏ (‏سورة الحجرات‏:‏ آية 14).

 ‏والإسلام والإيمان إذا ذكرا معًا افترقا،‏ فصار للإسلام معنى خاص وللإيمان معنى خاص‏.‏ كما في حديث جبريل فإنه سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الإسلام فقال‏:‏ «‏الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلًا‏» ‏‏.‏ وسأله عن الإيمان فقال‏:‏ ‏«الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره‏» (‏رواه الإمام مسلم في ‏‏صحيحه‏) من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه‏.‏ وهو جزء من حديث جبريل الطويل‏‏‏.‏

 فعلى هذا يكون الإسلام هو الانقياد الظاهري، والإيمان هو الانقياد الباطني هذا إذا ذكرا جميعًا‏.‏ أما إذا ذكر الإسلام وحده أو الإيمان وحده فإنه يدخل أحدهما في الآخر، إذا ذكر الإسلام وحده أو الإيمان وحده فإن أحدهما داخل في الآخر‏،‏ إذا ذكر الإسلام فقط دخل فيه الإيمان‏.‏ وإذا ذكر الإيمان فقط دخل فيه الإسلام،‏ لهذا يقول أهل العلم‏:‏ إنهما إذا اجتمعا افترقا، وإذا افترقا اجتمعا‏، فالإيمان عند أهل السنة والجماعة‏:‏ هو عمل بالأركان وقول باللسان وتصديق بالجنان‏.‏‏ ويدخل فيه الإسلام، يكون قولًا باللسان وعملًا بالأركان وتصديقًا بالجنان‏. إذا ذكر وحده.  

الفرق بين الإسلام والإيمان
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن الله عز وجل أسس الدين الإسلامي في أمره الظاهر على خمسة أركان هي: الشهادتان، والصلاة، والزكاة، والصيام، وحج البيت.

وأضاف جمعة في فتوى له، وأسس الله في عقائد الدين الباطنة الإيمانية على ستة أركان هي: الإيمان بالله، وملائكته، ورسله، وكتبه، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره، ثم تتفرع من ذلك الإيمان شعب كثيرة نستدل عليها من جملة الأوامر والنواهي في الشريعة الإسلامية التي قد تصل في جملتها إلى بضع وسبعين شعبة كما أخبر بذلك الصادق المصدوق.

واستشهد بحديث جبريل عليه السلام الذي يرويه سيدنا عمر رضي الله عنه حيث قال: «بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحد حتى جلس إلى النبى صلى الله عليه وسلم ، فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه، وقال: يا محمد، أخبرنى عن الإسلام،فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتى الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا».

قال: صدقت. قال: فعجبنا له يسأله ويصدقه. قال: فأخبرنى عن الإيمان. قال: «أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره». قال: صدقت. قال: فأخبرني عن الإحسان. قال: «أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك». قال: فأخبرني عن الساعة. قال: «ما المسئول عنها بأعلم من السائل». قال: فأخبرني عن أماراتها. قال: «أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان». قال: ثم انطلق فلبثت مليا ثم قال لي: «يا عمر أتدرى من السائل». قلت: الله ورسوله أعلم. قال: «فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم».

ويخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن شعب الإيمان فيقول: «الإيمان بضع وسبعون شعبة والحياء شعبة من الإيمان»(أخرجه البخاري في صحيحه).