الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل يوجد فرق بين الذكر والدعاء؟ .. علي جمعة يوضح

الفرق بين الذكر والدعاء
الفرق بين الذكر والدعاء

قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف في رده على سؤال هل هناك فرق بين الدعاء والذكر ؟ . إن هناك فرقا فعلا والدليل هو أصل المادة: [ذ كـ ر] .. [د عـ و] .. إذن هذا شئ وهذا شيء آخر ، {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} وقال {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ} إذن تكون هذه غير هذه ، الدليل اللغة العربية التى نزل بها القرآن جعل لهذه مادة وهذه مادة.

وأضاف جمعة عبر صفحته الرسمية أن الذكر مَحْض: يا الله .. لا إله إلا الله .. لا حول ولا قوة إلا بالله .. سبحان الله .. الحمد لله .. الله أكبر .. أستغفر الله .. ما شاء الله كان .. حسبنا الله ونعم الوكيل .... إلى آخره، ليس فيها دعاء وليس فيها طلب؛ فالذكر إخْبَارٌ بما يليق بجلاله تنزيها وحمدا .. هذا هو الذكر ، إنما الدعاء فيه طلب: اللهم اغفر لي وارحمني وسامحني وارزقني ... فالطلب إنشاء والإخبار خبر.

وتابع: إذن هناك فرق بين الذكر وبين الدعاء. "ومن شغله ذكرى عن مسألتي أعطيته أحسن ما أعطى السائلين" قلبك انشغل بتسبيح الله وبالثناء عليه وبذكره، وإذ بك حينئذ انشغلت عن نفسك، فإذ به يرزقك أحسن ما يرزق المرزوقين ويفغر لك أحسن ما يغفر للمستغفرين، وهكذا .. إذن هناك فرق وهذا هو الدليل.

{ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ } وضع هنا مقياسًا ومعيارًا للحب, الحب قد يكون دعوى مجردة عن دليل ولابد من كل قضية أن يكون لها دليل حتى تكون صادقة برهان , فعندما تقول إني أحب الله .. هذه قضية، بتخبر عن نفسك بحب الله .. الحب هذا ما شكله ؟ ميل في القلب, عطف في القلب, وهذا الحب ما مقياسه ؟ تحب تنظر إليه { لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ }..تحب أن تكون في معيته ؟ ما هو - سبحانه وتعالى - وضع شروطًا حتى تكون في معيته, ووضحها في القرآن بإن الله يحب ..إن الله لا يحب .. { وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ } فلا تكون مفسد وتقول إنك بتحب ربنا ،{ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } يجب أن تكون محسن ، { إنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ } يجب أن تتوكل على الله وهكذا.

واستطرد جمعة : إذًا عندما تمسك القرآن من أوله إلى آخره تجد فيه إن الله يحب أو لا يحب { وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ } فلا تكون مسرف, ولو كنت مسرف فأنت لا تحب ربنا، إذًا الحب وعدم الحب الذى نسبه الله - سبحانه وتعالى - في القرآن إنما نسبه لك أنت حتى تبتعد عن ما لا يحب وتقترب عن ما يحب, جماع هذا كله أى المفتاح { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي } فقط { يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ } إذًا إذا أردت أن تكون محبوبا لله وأن تظهر حبك لله فعليك أن تتبع رسول الله - ﷺ - { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا }, { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا }, امتثال أسوة اتباع .. { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ } , إذًا دعوى الحب دليلها الاتباع.