طارق شوقي: إصلاح التعليم ضروري لتحويله إلى المعرفة والعلم وبناء الشخصية.. نحتاج 130 مليار جنيه لحل أزمة الكثافات في الفصول.. و6 مليارات جنيه تكلفة زيادة مرتبات المعلمين من يناير

قال الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، إن التعليم في مصر كان قد وصل لمرحلة من الضروري إصلاحه ولا يمكن استمراره بالوضع القديم.

وأضاف الدكتور طارق شوقي، خلال بيانه أمام مجلس النواب اليوم، الأربعاء، أن التعليم في مصر كان يعتمد على ثقافة الدرجات والورق والشهادات، بدلا من ثقافة المعرفة والعلم.

وأشار إلى أن فلسفة الإصلاح تقوم على خلق الشخصية الإبداعية والنقدية، من هنا انطلقت المناهج الجديدة لبناء الشخصية المصرية.

ولفت إلى أن مشروع التطوير والإصلاح انطلق في 2016، وتم إتاحة وتوصيل التكنولوجيا والمعرفة من خلال شرائها وتوفيرها ل 100 مليون مصري.

وأكد أن بناء أي نظام تعليمي يحتاج إلى 10 سنوات، مشيرا إلى أنه تم تطوير المناهج وتعليم اللغة الإنجليزية من مرحلة رياض الأطفال.

واستعرض وزير التربية والتعليم تجربة المدارس اليابانية، قائلا: "مصر لديها 41 مدرسة في 21 محافظة تسير وفق النظم اليابانية، وهناك 5 مدارس في الطريق يتم بناؤها".

وأضاف أنه في نظام التعليم في اليابان عدد شهور الدراسة 11 شهرا وشهر واحد فقط إجازة، وهو مختلف عن مصر ولا يطالبون بإجازات على غرار ما تطالب به الأسرة المصرية.

وتطرق إلى أنه تم تدريب المعلم المصري على المناهج الجديدة والفلسفة الجديدة التي تقوم على الفهم وليس الحفظ.

وأكد الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، أن الفكر الجديد في إصلاح وتطوير التعليم كان يحتاج إلى بنية تحتية وأساسية، فتم توفير 1.8 مليون جهاز تابلت، وتم تركيب 36.000 شاشة ذكية.

وأوضح أنه تم توصيل شبكات لتوفير خدمات النت لكبر للمدارس لمواكبة المنهج والأدوات الجديدة في المعرفة والتعلم.

وألقى شوقي الضوء على الفصول الذكية سريعة التجهيز والتركيب مجهزة على أعلى مستوى.

وكشف وزير التربية والتعليم أن كثافة الفصول تبدأ من 42 طالبا وتصل إلى 80 طالبا وأحيانا أكثر من ذلك في بعض المناطق، وهذا لا يجب استمراره.

وتابع: "لذلك كان هناك تفكير في مشروع الفصول الذكية كحل من الحلول لمواجهة إشكالية الكثافات، لأننا نحتاج إلى 130 مليار جنيه لحل أزمة الكثافات".

وقال وزير التربية والتعليم إننا نحتاج 250 ألف فصل ولكن نبني 15 ألفا فقط، "بيتاكلوا" في الزيادة السكانية، مشيرا إلى أنه ينضم سنويا لمنظومة التعليم 800 ألف طفل، فالزيادة السكانية تسبب عملية ضغط كبيرة، لذلك وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي بضرورة توفير الحضانات.

واستطرد وزير التربية والتعليم الحديث عن نظام الثانوية العامة، منتقدا فكرة الامتحان الموحد، مؤكدا أنه لا يوجد على مستوى العالم فكرة الامتحان الموحد سوى في مصر.

وأوضح أن فكرة الامتحان الموحد هي التي خلقت عمليات التسريب، وأن المراحل السابقة على الثانوية العامة ليس فيها نظام الامتحان الموحد.

وكشف الدكتور طارق شوقي عن نظام الامتحانات للثانوية العامة 2020/2021، وأنه يعتمد علي النظام الإلكتروني بشكل متكامل بدون تدخل للعنصر البشري، ويقضي على ظاهرة "شاومينج" بتسريب الامتحانات، بقوله: "لن يكون هناك أي عنصر بشري على الإطلاق، حيث سيقوم الكومبيوتر بإعداد الامتحان في 5 ثوانٍ، وذلك قبل الامتحان مباشرة ولن يستطيع أحد معرفته، لا أنا شخصيا أو أي من زملائي، ولن يكون هناك شيء اسمه شاومينج".

وأشار إلى أنه سيكون هناك 4 نماذج لامتحانات الثانوية العامة، وأن النموذج يعد في 30 سؤالا، ويقوم الكومبيوتر بتفنيطه، على حد وصفه، أي أن السؤال رقم 5 قد يكون لدى آخر رقم 19 وهكذا، وذلك لضمان توازن الأسئلة بين الجميع، قائلًا: "الغش والتسريب سيكون مستحيلا وفقا لهذا النظام، لا سيما وأن العدالة في الثانوية العامة أساسية".

وأضاف أن فرص التحسين أصبحت متوفرة في نظام امتحان الثانوية العامة، معقبا على انتقادات الرأي العام بأنها بمقابل مادي، وتابع: "إنها خدمة سيتم تقديمها للطالب ومنحه عدة فرص، فهي خدمة بمقابل، ومن لا يريد أمامه عدم دخول فكرة التحسين".

وعن مرتبات المعلمين، قال شوقى إن زيادة مرتبات المعلمين، والتي ستصرف مع مرتبات يناير تكلف الدولة 6 مليارات جنيه، مؤكدا أنها بداية الطريق في تحسين مرتبات المعلمين الذين يستحقون أكثر من ذلك.

وأضاف أنه تمت إعادة هيكلة الوزارة وتم دمج إدارات من 27 إدارة إلى 13 إدارة، مؤكدا أن أن هناك اهتماما كبيرا بمدارس ذوي الاحتياجات الخاصة، واتباع أحدث السبل والمناهج.

وعن المدارس الفنية، قال وزير التربية والتعليم إن هناك تخصصات جديدة ومدارس على أعلى مستوى تؤهل لسوق العمل بشكل مباشر.

وأوضح أن هناك شراكة مع الجانب الألماني في أكاديمية مدربي التعليم الفني، وهيئة جودة التعليم الفني مع الألمان لاعتماد مدارسنا، مؤكدا أن هناك 2000 مدرسة في التعليم الفني ويتم إعادة النظر في جميع المناهج.