الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بمناسبة إنشاء ميدان باسمه.. محمود فهمي باشا ابن بني سويف ومهندس الثورة العرابية

. محمود فهمي باشا
. محمود فهمي باشا ابن بني سويف ومهندس الثورة العرابية

قرر الدكتور محمد هاني غنيم، محافظ بنى سويف،  إنشاء ميدان جديد في مدينة سمسطا، في المدخل القبلي لها يحمل اسم محمود باشا فهمى، فمن هو محمود فهمي باشا والذي يطلق عليه  مهندس الثورة العرابية ؟

إنه محمود فهمي باشا  مولود في قرية الشنطور بمركز سمسطا وتلقى تعليمه في كتاب القرية قبل انتقاله إلى القاهرة ، ولد في قرية الشنطور بمركز سمسطا، وتوفى في جزيرة "سيلان" سيرلانكا " حاليا، بعد نفيه مع زعيم الثورة العرابية أحمد عرابي.

ويعد  محمود باشا فهمي، مهندس الثورة العرابية، أحد أبناء محافظة بنى سويف والذي ولد في أسرة بسيطة بقرية "الشنطور" والتي أنجبت غيره من العلماء والمشاهير حتي وقتنا الراهن  وهي تابعة لمركز  سمسطا عام 1839، وتلقى تعليمه الأول في قريته، داخل الكُتّاب، ومنها إلى التعليم الأساسي بمدرسة موش الابتدائية، التي أهلته للالتحاق بمدرسة المهندس شحاته بالأزبكية، التي أنشأها رفاعة الطهطاوي، وينتقل منها إلى مدرسة المهندسخانة ببولاق، ليصبح أهم مهندسي الثورة العرابية.

اقرأ ايضا : 

وكان المؤرخ عبدالرحمن الرافعي قال عن محمود فهمي أنه يعد من أكفأ العرابيين قاطبة، مهر في فنون الهندسة والحربية، فقبل الثورة العرابية التحق المهندس محمود باشا بالجيش، حتى أصبح أستاذًا لعلم الاستحكامات والفنون العسكرية في المدارس الحربية بعهدي سعيد وإسماعيل.
وكان  الخديوي إسماعيل عهد إلى محمود باشا بتحصين شواطيء مصر الشمالية من أبي قير إلى البرلس، فكان جديرًا بالمهة، وقام بتجديد الحصون، وأقام أخرى جديدة، وظل يترقى في المناصب العسكرية، حتى أنه اشترك بحرب البلقان بجانب الجيش التركي في مواجهة روسيا عام 1876، وكان رئيس أركان الفرقة المصرية، حينها، وبعد عودته قام بالإشراف على تنفيذ كوبري قصر النيل، الذي ما زال يشهد على تفانيه وتميزه حتى الآن، ومنحه الخديوي إسماعيل بسببه لقب الباشوي.

وكان محمود باشا مؤيدًا لتحرك الجيش، الذي سُمي، وقتها، بالحركة العرابية، وكان عضوًا بحكومة محمود سامي البارودي، التي جاءت بعد تحرك عرابي وزملائه أمام الخديوي توفيق، فكان وزيرًا للأشغال، ولكن لم يستمر بمنصبه طويلًا، فقد استقال منه هو ومجموعة أخرى احتجاجًا على قبول الخديوي توفيق مطالب فرنسا وبريطانيا، التي عُرفت بـ «الإنذار المشهور».

وأشار إلى أن محمود باشا تولى رئاسة الجيش في أثناء الهجوم الإنجليزي، في 11 يوليو 1882، على شواطيء الإسكندرية، التي حاول عرابي وزملاؤه التصدي لها في موقعة التل الكبير، وأقام محمود باشا، حينها، التحصينات في كفر الدوار، وأشار على عرابي أن يقوم بردم قناة السويس حتى لا يهاجمهم الإنجليز من خلالها، ولكن عرابي لم يستمع إلى نصيحته، ووثق في رأي صديقه الفرنسي ديلسبس الذي أكد له أن إدارة القناة محايدة، ليحدث ما توقعه محمود باشا، ويتم الهجوم على القوات المتمركزة في كفر الدوار من خلال القناة، ويخسر عرابي وتخسر معه مصر سنوات طويلة من تاريخها تحت نير الاحتلال.

وبعد هزيمة عرابي وقع محمود باشا فهمي في الأسر، ثم تمت محاكمته في 10 يناير 1883، وحُكم عليه بالإعدام هو وعرابي ومحمود سامي البارودي، وعبدالعال حلمي، وعلي فهمي، ويعقوب سامي، وتم تخفيف الحكم بعد ذلك إلى النفي بجزيرة سيلان، "سيرلانكا"  التي توفي بها في 17 يوليو 1894، ويترك قبل رحيله كتابًا حول الأسرار العسكرية التي أدت إلى إخفاق ثورة عرابي، وأسماه "البحر الزاخر في تاريخ العالم وأخبار الأوائل والأواخر”، والكتاب ما زال محفوظًا بدار الكتب حتى اليوم.