قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

كم عدد الأنبياء؟.. علي جمعة: المرسلون 313 فقط من أصل 124 ألفا

كم عدد الأنبياء
كم عدد الأنبياء

لاشك أن الاستفهام عن كم عدد الأنبياء ؟، يعبر عن أحد الأمور التي لا يعرفها كثيرون، خاصة وأنه لم يرد في القرآن الكريم كل الأنبياء ، وإنما قص القرآن قصص عدد من الأنبياء والرسل ، وهم من نعرفهم بأسمائهم ، وقد ورد بالقرآن قصص بعض الأنبياء دون ذكر أسمائهم ، وحيث إنه ينبغي على المسلمين الإيمان بكل الرسل - عليهم السلام- من هنا يطرح السؤال عن كم عدد الأنبياء عموما؟.

كم عدد الأنبياء

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن المسلمين يعظمون جميع أنبياء الله من ذكر منهم في القرآن ومن لم يذكر في القرآن يؤمنون به إجمالا.

ونوه بأنه قد ورد في القرآن ذكر خمسة وعشرين رسولاً ونبيًا، منهم ثمانية عشر ذكروا في سورة الأنعام في قوله تعالى : ﴿وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ * وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِى المُحْسِنِينَ * وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ * وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًا فَضَّلْنَا عَلَى العَالَمِينَ﴾ [الأنعام :83 : 86].

أوضح «جمعة» في إجابته عن سؤال : كم عدد الأنبياء ؟، أن السبعة الباقون هم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وآدم عليه السلام، وهود عليه السلام، وصالح عليه السلام، وذو الكفل عليه السلام، وشعيب عليه السلام، وإدريس عليه السلام، وقد ذكروا في مواضع متفرقة في القرآن الكريم، منوهًا بأن من الأنبياء من ذكر الله قصتهم بغير تعين اسم لهم .

واستشهد بما جاء في قول الله تعالى : ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى المَلأِ مِنْ بَنِى إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ القِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِى سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ القِتَالُ تَوَلَّوْا إِلاَّ قَلِيلًا مِّنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بَالظَّالِمِينَ﴾ الآية 246 من سورة البقرة .

وأشار إلى أن هناك من الأنبياء لم يقصهم ربنا في كتابه ولم يقصهم نبيه صلى الله عليه وسلم في سنته، وذلك لأن ربنا لم يقصهم على نبيه، فقال تعالى : ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ المُبْطِلُونَ﴾ الآية 78 من سورة غافر .

و أشار إلى أنه يؤكد ذلك ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال : « إني خاتم ألف نبي أو أكثر ما بعث نبي يتبع إلا قد حذر أمته الدجال» [أخرجه أحمد في مسنده والحاكم في المستدرك].

ودلل بما روى أبو ذر رضي الله عنه أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال له : « يا رسول الله، كم النبيون ؟ قال: مائة ألف نبي وأربعة وعشرون ألف نبي. قلت : كم المرسلون منهم ؟ قال: ثلاثمائة وثلاثة عشر» [الحاكم في المستدرك والبيهقي في السنن الكبرى وشعب الإيمان].

الأنبياء والرسل

ورد في كتاب فتاوى دار الإفتاء المصرية، أن هناك فرقًا بين الأنبياء والرسل، فالنبي إنسان أوحى إليه بشرع يعمل به ولم يؤمر بتبليغه، أما الرسول إنسان أوحى إليه بشرع يعمل به وأمر بتبليغه، فكل رسول نبي، وليس كل نبي رسولا، وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم نبي ورسول.

و قال تعالى {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا} الأحزاب:٤٥، وقال تعالى {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} الأحزاب: ٤٠، فجمعت الآيتان بين وصفه بالنبوة والرسالة.

وجاء أنه قد يحل كل لفظ محل الآخر، كما قال تعالى {وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِن نَّبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ (6) وَمَا يَأْتِيهِم مِّن نَّبِيٍّ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (7)} سورة الزخرف، وهذا أحسن ما قيل في الفرق بين النبي والرسول، أما عدد الأنبياء والمرسلين فكثير.

و قال تعالى {وإن من أمة إلا خلا فيها نذير} فاطر: ٢٤، وقال تعالى {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ ۗ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِىَ بِـَٔايَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ ٱللَّهِ ۚ فَإِذَا جَآءَ أَمْرُ ٱللَّهِ قُضِىَ بِٱلْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ ٱلْمُبْطِلُونَ} غافر: ٧٨.

كم عدد الرسل

وقد ورد حديث رواه ابن حبان في صحيحه عن أبى ذر الغفاري أنه قال: قلت لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كم عدد الأنبياء؟ فقال "مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا (١٢٤٠٠٠) فقلت: وكم عدد الرسل؟ فقال "ثلثمائة وثلاثة عشر جمًّا غفيرا" (٣١٣) " ولكن الحديث ليس متواترا حتى على فرض صحته، فلا يفيد إلا الظن والعقائد لا تؤخذ إلا باليقين.

وورد أن هناك أقوالاً كثيرة لا داعى لذكرها ونحن لا نكلف إلا بمعرفة الرسل الذين ذكروا فى القرآن الكريم، وهم خمسة وعشرون، وأكثرهم في الآيات: من ٨٣ - ٨٦ من سورة الأنعام، وأولها {وتلك حجتنا ... } وهم فيها ثمانية عشر، يضاف إليهم سبعة ذكروا في مواضع أخرى.

 نظمها بعضهم في قوله: في تلك حجتنا منهم ثمانية من بعد عشر ويبقى سبعة وهم إدريس هود شعيب صالح وكذا ذو الكفل آدم بالمختار قد ختموا وجاء في كتاب "الحاوي للفتاوى" للسيوطي ص ٢٤٩ ".

و أخرج الطبراني عن أبى أمامة أن رجلا قال: يا رسول اللَّه، أنبى كان آدم؟ قال "نعم "قال: كم بينه وبين نوح؟ قال "عشرة قرون "قال: كم بين نوح وإبراهيم؟ قال "عشرة قرون " قال: يا رسول اللَّه كم كانت الرسل؟ قال: " ثلثمائة وخمسة عشر "ورجاله رجال الصحيح.

وجاء في الكتاب أن بين موسى وعيسى ألفا وتسعمائة ونيفا، وبين عيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم نحو ستمائة، وترتيب الرسل هكذا: آدم، إدريس، نوح، هود، صالح، إبرا هيم، لوط، إسماعيل، إسحاق، يعقوب، يوسف، أيوب، شعيب، موسى، هارون، ذو الكفل، داود، سليمان، إلياس، اليسع، يونس، زكريا، يحيى، عيسى، محمد عليهم الصلاة والسلام.

وصحح ابن حبان حديث أبى ذر ، ذكره ابن مردويه في تفسيره وقال: إن ابن الجوزي خالف ابن حبان في تصحيح الحديث وذكره في الموضوعات واتهم به إبراهيم بن هشام، قال الحافظ ابن كثير: ولا شك أنه قد تكلم فيه غير واحد من أئمة الجرح والتعديل من أجل هذا الحديث "المواهب اللدنية للقسطلانى"ج ٢ ص ٤٦.

تواريخ الرسل

وجاء عن تواريخ الرسل أنه قد ألفت فيهم عدة كتب، والقرآن الكريم اقتصر على ما يهم من هذه التواريخ، وهو صادق فيما قاله، فقصصه أحسن القصص، ما كان حديثا يفترى، وما عدا ذلك من الأخبار فهو محل نظر.

 وكتب التفسير محشوة بكثير منها، ونحن لا نكلف إلا بمعرفة الصادق الذى لا يتعارض مع ما أخبر به القرآن والحديث الصحيح، والمرحوم الشيخ عبد الوهاب النجار حاول في كتابه عن الأنبياء أن يستخلص ما هو أقرب إلى الصحة إن لم يكن مقطوعا بها، والحذر من قراءة الكتب القديمة المحشوة بالإسرائيليات وبما لا يتناسب مع مقام الأنبياء من التكريم والتشريف