قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

هل الكلام في الحمام حرام حتى إذا أغلقت الغطاء؟.. رد علي جمعة مفاجأة

الكلام في الحمام حرام
الكلام في الحمام حرام

لاشك أن الاستفهام عن هل الكلام في الحمام حرام مع غلق الغطاء أم لا؟، يعد من الأمور التي تحير الكثير من الناس، حيث يرون أن الحمامات من الأماكن النجسة باعتبارها موضعًا لقضاء حاجة الإنسان ، وحيث إن الكلام في الحمام من العادات الشائع والمنتشرة، لذا يظل السؤال عن هل الكلام في الحمام حرام مع غلق الغطاء أم أن الحرمة مرتبطة بكشف غطاء الحمام؟، مهمًا ومطروحًا باستمرار.

هل الكلام في الحمام حرام

قال الدكتور علي جمعة ، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن حمامات الشام ومصر لم تكن هي الخلاء الأول التي حُرم فيه تنزيها أو كره فيه تنزيهًا الكلام.

وأوضح «جمعة» في إجابته عن سؤال: « هل الكلام في الحمام حرام ؟ ، وهل غلق غطاء الحمام يمكن الشخص من التحدث فيه أم لا تزال الحرمة قائمة ؟»، أنه أولاً أثناء قضاء الحاجة الإنسان لا يرد السلام، رغم أن رد السلام واجب إلا أن قضاء الحاجة هي مانع، ومن هنا فهموا أنه لا يجوز الكلام أثناء قضاء الحاجة.

وأشار إلى أن رد السلام واجب إلا على من بصلاة أو بأكل شغل أو ذكر أو دعاء أو تلبية أو في قضاء حاجة الإنسان أو في الإقامة أو الأذان أو سلم الطفل أو السكران، منوهًا بأن حمامات اليوم فهي مترفة جدًا ، فهي طاهرة ظاهر باطن.

وتابع: ويتكلم سيدنا الشيخ الخطيب في مغني المحتاج ، على أنه لا يجوز قضاء الحاجة عندما لا يكون لها ثقب – تصريف الصرف الصحي – فتكون حينئذ نجاسة ، طالما الصرف الصحي موجود فهو طاهر.

وأردف: فليس كل خلاء على ما هو موجود في الصحراء أو في بيوت الأقدمين ، فلم يكن لديهم حمامات ، فلما دخل الصحابة الشام عرفوا بيتًا اسمه الحمام، وأيضًا لم يكن كما هو الآن.

وأضاف: إذن الحمامات الآن يجوز فيها الكلام سواء أغلقت الغطاء أو لا ، مشيرًا إلى أن الحديث في الخلاء غير جائز قديما لأن "الحمام" ليس على الهيئة التي هو عليها الآن فكان قديمًا بدون تصريف.

واستطرد: فقال العلماء إنه لا يجوز لمن يقضي حاجته أن يرد السلام مع أنه واجب، ومن هنا كان المنع عن الكلام بالحمام حيث أن الواجب وهو رد السلام ممنوع فقرروا عدم الكلام نهائيا.

ولفت إلى أن الآن فالحمامات فارهة وطاهرة وبها تصريف فما دام بها تصريف فالكلام فيها جائز ليس لها علاقة بغلق الغطاء أو عدم غلقه ، فوجود " السيفون" يكفي لطهارة مكان الحدث فبالتالي يجوز الكلام في الحمام .

النَّهي عن الكلام أثناء قضاء الحاجة

ونوهت بأنه أمر الإسلام بستر العورة، والتواري عن الأعين عند كشفها لقضاء حاجة؛ فقال تعالى: ﴿يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ﴾ [الأعراف: 31]؛ فدلَّت الآية بعمومها على وجوب ستر المكلَّف عورته عن الأعين، ولو كان خاليًا في ظُلْمة. ينظر: "تفسير الطبري" (12/ 391، ط. مؤسسة الرسالة)، و"مغني المحتاج" للخطيب الشربيني (1/ 396، ط. دار الكتب العلمية).

وبينت أن الحمامات اليوم هي ما كانت تعرف سابقًا بالخلاء؛ والخلاء: هو المكان الذي يُختلى فيه لقضاء الحاجة؛ قال العلامة الحطاب المالكي في "مواهب الجليل" (1/ 271، ط. دار الفكر): [(والخلاء) بفتح الخاء والمد: المكان الذي ليس فيه أحد، ثمَّ نقل إلى موضع قضاء الحاجة] اهـ، وقد ورد من الأخبار ما يدلُّ على النَّهي عن الكلام أثناء قضاء الحاجة؛.

واستشهد بما أخرجه أبو داود في "سننه" عن المهاجر بن قنفذ رضي الله عنه أنَّه أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو يبول، فسلَّم عليه، فلم يرد عليه حتَّى توضَّأ، ثم اعتذر إليه؛ فقال: «إِنِّي كَرِهْتُ أَنْ أَذْكُرَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا عَلَى طُهْرٍ. أَوْ قَالَ: عَلَى طَهَارَةٍ»،.

وأشارت إلى أنه قال العلامة الشوكاني في "نيل الأوطار" (1/ 100، ط. دار الحديث): [وهو يدلُّ على كراهية ذكر الله حال قضاء الحاجة، ولو كان واجبًا؛ كردِّ السلام، ولا يستحقُّ المسلم في تلك الحال جوابًا] اهـ.

واستند لما رواه أبو داود -واللفظ له- وابن ماجه في "سننيهما" والحاكم في "مستدركه" عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «لَا يَخْرُجُ الرَّجُلَانِ يَضْرِبَانِ الْغَائِطَ كَاشِفَيْنِ عَنْ عَوْرَتِهِمَا يَتَحَدَّثَانِ، فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَمْقُتُ عَلَى ذَلِكَ».

وأكمل: وقال العلامة المباركفوري في "مرعاة المفاتيح" (2/ 63، ط. إدارة البحوث العلمية بالهند): [والحديث دليلٌ على وجوب ستر العورة، والنَّهي عن التَّحدُّث حال قضاء الحاجة] اهـ.

حكم الكلام في الحمام أثناء قضاء الحاجة

وأفادت دار الإفتاء المصرية، بأن يُكره الكلام مطلقًا لمَن في الحمَّام حال قضاء الحاجة، إلَّا لضرورة؛ كتحذيرٍ من حريقٍ، ونحو ذلك؛ وذلك لمخالفته الآداب التي ينبغي أن يتحلَّى بها المسلم في مثل هذه الأحوال، ولما يجب أن يكون عليه حاله من التَّستُّر والتَّخفِّي في هذا المكان، والكلام ينافي ذلك.

وأشارت إلى أنه استدلالًا بهذه الأحاديث نصَّ الفقهاء على كراهة التَّحدُّث أثناء قضاء الحاجة إلَّا لضرورة؛ لما يقتضيه حال قاضي الحاجة من التَّستُّر والتَّخفِّي، وقال العلامة ابن عابدين الحنفي في "حاشيته المسماة رد المحتار" (1/ 343، ط. دار الفكر): [(قوله: ويُكره.. التَّكلُّم عليهما)؛ أي: على البول والغائط] اهـ.

ولفتت إلى أنه جاء في "شرح مختصر خليل" للعلامة الخرشي المالكي (1/ 144، ط. دار الفكر) في آداب قاضي الحاجة: [ومن الآداب: السكوت عند قضاء الحاجة، وما يتعلق بها من الاستنجاء والاستجمار إلَّا لأمرٍ مهم.

وأكدت أنه لا يندب السكوت حينئذٍ، فيجوز لتعوُّذٍ قد يجب؛ كتحذيرٍ من حرقٍ، أو أعمى يقع، أو دابَّة، ومن المهمِّ طلب ما يزيل به الأذى؛ ولذلك طُلِب منه إعداد المزيل كما مرَّ، وإنَّما طلب السكوت وهو على قضاء الحاجة؛ لأنَّ ذلك المحل ممَّا يطلب ستره وإخفاؤه، والمحادثة تقتضي عدم ذلك] اهـ.

وأردفت: وقال الإمام النووي الشافعي في "روضة الطالبين" (1/ 65، ط. المكتب الإسلامي) عند حديثه عن آداب قضاء الحاجة: [ويُكره أن يذكر الله تعالى، أو يتكلَّم بشيءٍ قبل خروجه، إلَّا لضرورة] اهـ.

وواصل: وقال العلامة البهوتي الحنبلي في "كشاف القناع" (1/ 63، ط. دار الكتب العلمية): [(و) يكره (كلامه في الخلاء، ولو سلامًا أو رد سلام).. (ويجب) الكلام على مَن في الخلاء كغيره؛ (لتحذير معصوم عن هلكة كأعمى وغافل) يُحذِّره عن بئر أو حية أو نحوها؛ لأنَّ مراعاة حفظ المعصوم أهم] اهـ.