لاشك أن السؤال عن هل الشيطان يعيش في الحمام ويسكنه خاصة في الليل ؟، يفتح إحدى بوابات المخاوف المنتشرة في عقول وقلوب الكثير من الكبار والأطفال، حيث هناك اعتقاد شائع بين الكثيرين بأن الحمام بيت الشيطان ، وأنه يخرج في الليل إلى حجرات المنزل، ليؤذي أهل البيت، وهو ما يبين أهمية الوقوف على حقيقة هل الشيطان يعيش في الحمام ويسكنه في الليل ؟.
هل الشيطان يعيش في الحمام
قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، إنه لا علاقة بآداب دخول الحمام بالواقع الحاضر، لأنه في الماضي كان اسمه “خلاء”.
وأردف: أما الآن فالحمام ليس مكانًا للشيطان لأنه أصبح نظيفًا، مشددًا على ضرورة عرض الفقه بمنظور الواقع لأن الحمام الآن ليس موطن نجاسة، قائلا: "نحن لا ندخل الخلاء، والحمام أصبح أنظف مكان في البيت ده لو دخل فيه الشيطان سيُصرع".
وأوضح “الجندي” ، في إجابته عن سؤال هل الشيطان يعيش في الحمام ويسكنه في الليل؟، أن الحمامات الآن ليست أماكن نجاسة أو أماكن شياطين، لأن الشيطان في الجامع وذلك لأن وظيفته أن يكون في مكان الطاعة ويلهى العباد.
ونوه بأنه لهذا كل أحكام فقهية لا تتناسب مع واقعنا علينا أن نقول لها "شكرًا" ثم يتم الحديث فيها ومناقشة الأدلة لأنها قد لا تتناسب مع الوضع الآن، قائلا: "لازم نعرض الفقه بمنظور الواقع، بالتالي الحمامات التي عندنا ليست أماكن نجاسة أو شياطين عفاريت، الشيطان قاعد عند مكان الطاعة الجامع وليس الحمام".
هل الجن تعيش في الحمام
وأفاد بأن الجن والشيطان ليسوا موجودين في الحمامات ، وإنما مكانهم المساجد، مستدلًا على ذلك بقول الله سبحانه وتعالى على لسان إبليس: «قالَ فَبِما أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِراطَكَ الْمُسْتَقِيمَ».
ولفت إلى أنه تحدث مرارًا وتكرارًا عن الجن والعفاريت، وكان هناك صراع أخذ أكثر من وقته، «أنا صرخت وقولت مفيش جن يحرق البيوت، دي خطة من عصابة للتنقيب عن الآثار، يقوموا بإخلاء البيوت للتنقيب عن الآثار فيه».
هل الشيطان يسكن الحمام ليلا
تابع: «فيه ناس يساهمون في هذا الأمر وهم القطيع، وشيوخ منتصف العصا، يقولون الجن يطير في الهواء ويغوص في المياه، ويعمل كذا وكذا، ولو قولت لهم لا، يقولوا أنت بتنكر وجود الجن.
وواصل: عندما قلت إن الطلاق الشفوي لا يقع قالوا هذا تلاعب في الأنكحة، ولما قلنا الشيطان والجن مكانه في المسجد وليس الحمامات سيعترضون، لماذا سيذهب الشيطان للكباريهات ، ما الدنيا هناك بالنسبة له زي الفل».
هل الحمام بيت الشياطين
وأضاف عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن الحمامات ليست بيوت الشياطين، ولكن المقصود ببيت الشياطين هي بيوت الخلاء، وهذا أصبح غير موجود حاليا..
وبين أن «الشيطان لو دخل الحمامات الحالية سيُصرع من تجهيزها وإحنا لازم نسأل هل الحمامات أماكن نجسة؟ وأعتقد أنها ليست أماكن نجسة ولا أماكن شياطين والشيطان مش ساكن جوه».
وأشار «الجندي»، إلى أن جزاءه كان الشتم والقذف واللعن، «أنا أخدت على كدة، بس لم ألقي سلاح التوعية والنصح والإرشاد، والدين نصيحة»، موضحًا أنه يجب أخذ من المذاهب الأربعة والنصوص ما يتناسب مع العصر الحالي وترك ما لا يناسبه، ولا إيقاع الحياة الذي يعيش فيه الأشخاص في الزمن المعاصر.
من جهته نبه الشيخ رمضان عبد الرازق، إلى أنه ليس كل النصوص تتناسب مع العصر الحالي، مؤكدا أنه يجب التعامل مع التراث بمبدأ الانتقاء بأخذ ما يتناسب مع العصر الحالي وترك ما لا يتناسب معنا.
وأكد أن الاجتهاد ليس سلطة تشريعية وغير ملزم، مبينًا أنه على الشخص الذي يتبع الإفتاء أن يختار ما يناسبه من رأي الأئمة الأربعة ويمكن أيضا اتباع آراء جديدة إذا كانت في صالح المسلم والمجتمع لأن المسلم عليه أن يختار ما يناسب ظروفه وحياته.