بحث ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، مع رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان، تطورات الأوضاع المتسارعة في السودان، والجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى دعم الأمن والاستقرار، في ظل استمرار الحرب وتفاقم تداعياتها الإنسانية.
السعودية تسعى لإنهاء الحرب في السودان:
وجاء ذلك خلال لقاء جمع الجانبين، يوم الاثنين، في قصر اليمامة بالعاصمة الرياض، بحسب ما أفادت به وكالة الأنباء السعودية «واس»، وذلك بالتزامن مع زيارة يجريها البرهان إلى المملكة، لم يُعلن عن مدتها، في وقت تشهد فيه الساحة السودانية تصعيداً عسكرياً متواصلاً بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني والدعم السريع:
وتتواصل الاشتباكات العنيفة منذ أسابيع في ولايات إقليم كردفان الثلاث (شمال، غرب، جنوب)، مخلفة موجات نزوح جديدة طالت عشرات الآلاف من المدنيين، وسط تدهور حاد في الأوضاع المعيشية والأمنية. وعلى مستوى خريطة السيطرة، تبسط قوات الدعم السريع نفوذها على ولايات دارفور الخمس غرب البلاد، باستثناء أجزاء من شمال دارفور، في حين يحتفظ الجيش السوداني بالسيطرة على غالبية الولايات الأخرى، بما فيها العاصمة الخرطوم.
اقرأ أيضًا:
وتعود جذور الصراع، الذي اندلع في أبريل 2023، إلى خلافات عميقة بين الجيش وقوات الدعم السريع بشأن عملية دمج الأخيرة في المؤسسة العسكرية، وهو نزاع سرعان ما تحول إلى حرب شاملة أودت بحياة عشرات الآلاف، وتسببت في نزوح ما يقارب 13 مليون شخص، إلى جانب اندلاع أزمة إنسانية وُصفت بأنها من الأسوأ عالمياً، شملت تفشي المجاعة في عدد من المناطق.
وذكرت «واس» أن اللقاء تناول «مستجدات الأحداث الراهنة في السودان وتداعياتها، والجهود المبذولة لتحقيق الأمن والاستقرار»، دون الخوض في تفاصيل إضافية. وحضر الاجتماع عدد من كبار المسؤولين السعوديين، من بينهم وزير الدفاع الأمير خالد بن سلمان، ووزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار الأمن الوطني مساعد بن محمد العيبان، إضافة إلى وزير المالية محمد الجدعان، والسفير السعودي لدى السودان علي حسن جعفر.
وتأتي هذه التحركات في إطار الدور الذي تضطلع به المملكة العربية السعودية على صعيد الوساطة والدبلوماسية الإقليمية، إذ سبق أن قادت، بالشراكة مع الولايات المتحدة، جهوداً لوقف إطلاق النار بين طرفي النزاع، إلا أن تلك المساعي لم تنجح حتى الآن في وضع حد للحرب.
وفي سياق متصل، كان البرهان قد أعرب، في نوفمبر الماضي، عن تقديره لولي العهد السعودي، مشيداً بدوره في نقل صورة دقيقة عن واقع الأزمة السودانية خلال لقاء جمعه بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب أثناء زيارة محمد بن سلمان إلى واشنطن. واعتبر البرهان آنذاك أن هذا الدور أسهم في توضيح أبعاد الصراع وتعقيداته على الساحة الدولية.
وأكد رئيس مجلس السيادة السوداني دعمه للمبادرات التي يقودها ولي العهد السعودي من أجل إحلال السلام، مشيراً إلى استعداده للتعاطي معها بما يفضي إلى إنهاء الحرب بطريقة «تلبي تطلعات السودانيين كافة».
وعلى الصعيد الدولي، زادت التصريحات الأمريكية الأخيرة من حدة التوقعات بإمكانية حدوث اختراق سياسي، بعدما أعلن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن الرئيس دونالد ترامب قرر تولي ملف إنهاء الحرب في السودان بشكل مباشر، وهو ما فتح الباب أمام ترقب حذر لمستقبل المساعي الدبلوماسية الهادفة إلى وقف النزاع ووضع البلاد على مسار الاستقرار.

