قال محمود الهباش، قاضي قضاة فلسطين ومستشار الرئيس الفلسطيني، إن أهالي قطاع غزة يعيشون مأساة إنسانية متواصلة، حيث إن أكثر من مليون إنسان بلا مأوى، خاصة في فصل الشتاء، مشيرًا إلى أن عشرات ومئات الأطفال يعيشون بلا أحذية أو ملابس كافية أو طعام، كما استشهد عشرات الأطفال الرضع بسبب نقص حليب الأطفال والغذاء والدواء، فضلًا عن وفاة العديد من المرضى داخل المستشفيات نتيجة نقص الأدوية.
وأضاف الهباش، في تصريح خاص لـ«صدى البلد»، على هامش فعاليات الندوة الدولية الثانية لدار الإفتاء المصرية، بعنوان: الفتوى وقضايا الواقع الإنساني: نحو اجتهاد رشيد يواكب التحديات المعاصرة»، أن إسرائيل تفرض حصارًا كاملًا على قطاع غزة، وتمنع مرور الغذاء والمياه والدواء والوقود، مؤكدًا أنه لا توجد كهرباء في القطاع ولا أي من مقومات الحياة، ورغم ذلك يواصل الشعب الفلسطيني صموده ويتمسك بالبقاء على أرضه والحفاظ على وجوده.
وأشار إلى أن المطلوب من المجتمع الدولي هو الانتصار للإنسانية بعيدًا عن الحسابات السياسية، من أجل أطفال ونساء وشيوخ غزة.
في سياق متصل.. أكد الدكتور محمود صدقي الهباش، قاضي قضاة فلسطين ومستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية، أن موضوع الندوة بالغ الأهمية في ظل عالم يموج بالأزمات والقضايا المختلفة التي تحتاج إلى معالجة حكيمة تعيد بالإنسانية إلى بر الأمان.
وأشار قاضي قضاة فلسطين، خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية بالندوة الدولية الثانية التي تنظمها دار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، تحت عنوان: "الفتوى وقضايا الواقع الإنساني: نحو اجتهاد رشيد يواكب التحديات المعاصرة"، إلى أن في مقدمة القضايا الملحة التي تهم المسلمين جميعًا هي القضية الفلسطينية، التي ينتمي إليها شعب مرابط متشبث بأرضه المقدسة وحقوقه المشروعة في مواجهة الظلم والعدوان مهما بلغت التضحيات.
وشدد مستشار الرئيس الفلسطيني ، أن الشعب الفلسطيني صابر وصامد وباقٍ ما دام الزعتر والزيتون، ولن يتخلى عن أرضه، مؤكدًا أن وحدة الموقف الوطني تمثل حجر الزاوية في مواجهة الاحتلال.
وأوضح قاضي قضاة فلسطين، أن النصوص الدينية المتعلقة بفلسطين وبيت المقدس حاضرة بقوة في الوعي الإسلامي، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم في بيان أشراط الساعة، والتي من ضمنها وفاة النبي صلى الله عليه وسلم التي كانت القاصمة الكبرى، ثم إخبار النبي صلى الله عليه وسلم أن من العلامات أيضًا فتح بيت المقدس وما يحمله من دلالات عميقة على مكانته في استعادة توازن الأمة وهُويتها.
ولفت الهباش، إلى أن فتح بيت المقدس يعد بوابة لانتصارات الأمة الكبرى، وأن فلسطين ستبقى رغم ما تتعرض له من حرب إبادة.
وشدد الهباش، على أن محاولات الاحتلال لانتزاع ملكية المسجد الأقصى والمقدسات لن تنجح؛ لأن شعب فلسطين باقٍ وأرض فلسطين باقية ما دام في الأمة علماء يذكِّرون الناس، ووعي يُبنى، وخطاب ديني يرسخ الحق ويؤكد وعد الله وبشارة رسوله بأن طائفة من الأمة ستظل ظاهرة على الحق في بيت المقدس وأكنافه حتى قيام الساعة.
واختتم قاضي قضاة فلسطين كلمته بالتأكيد على أن القدس ستبقى وطنًا حرًّا مستقلًّا مهما طال الاحتلال، ومهما اشتدت المحن، وأن الحق لا يسقط بالتقادم ولا تهزمه القوة، وأن فيها الملتقى في عزة وكرامة بإذن الله.