قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

خالد عامر يكتب : لماذا تبقى مصر خارج مرمى نيران إسرائيل

خالد عامر
خالد عامر

عملية ضرب إسرائيل لقطر وثّقت ضعف العرب وقوة مصر، وتفتح أبوابًا واسعة من الجدل والتساؤلات حول المستقبل العربي. فعلى العرب استيعاب ما جرى، فلو كان الوطن العربي موحدًا كما طالب الرئيس السيسي قبل سنوات ما اعتدت إسرائيل على دول العرب كل دولة على حدة؛ سواء سوريا، لبنان، العراق، اليمن، وقطر التي استهدفت مرتين من طرفي الصراع مرة من إيران والهدف كان قاعدة العديد ولم تنجح إيران وتم إسقاط المسيرات! ومرة من اسرائيل والهدف كان وفد حماس ونجحت إسرائيل وبعد قطر بساعات إمتدت يد إسرائيل الى تونس وغدا تمتد يد إسرائيل إلى باقي الدول كلهم في مرمى نيران إسرائيل.. إلا مصر.

فبرغم كل التحديات التي تحيط بنا تظل مصر صمام الأمان في قلب المنطقة التي تعاني انقسامات كبيرة بفضل قواتها المسلحة ودوام الاستعدادات القتالية للجيش المصري في مواجهة أي مخاطر.

لتبقى مصر في موقع مختلف تمامًا، فلن تسمح القاهرة بانتهاك أراضيها أو استهداف أي طرف داخل حدودها، وهو ما أكدته التجارب مرارًا عبر قدرتها على تأمين حدودها وفرض سيادتها المطلقة على أجوائها ومياهها. فالقرار المصري يظل قرارًا مستقلاً نابعًا من حسابات الأمن القومي المصري، وليس مرهونًا بإملاءات خارجية.

رغم أن المخاطر تحيط بالمنطقة من كل جانب؛ صراعات مسلحة وحروب مشتعلة في الشرق الأوسط وتحديدًا على كل الحدود المصرية وضغوط اقتصادية وسياسية متصاعدة، لكن تبقى مصر نموذجًا للأمن والاستقرار. فوسط هذا المحيط المضطرب ما زالت جمهورية مصر العربية قادرة على حماية أراضيها ومن عليها، وتقديم رسالة ردع واضحة لأي طرف قد يفكر في المساس بسيادتها.

فمصر الدولة الوحيدة في المنطقة التي لا تحتضن قواعد عسكرية أجنبية لدول أخرى.

وفي المقابل، الدول التي سمحت بإنشاء قواعد عسكرية أجنبية على أراضيها لم تحمها هذه القواعد. فالضربة الإسرائيلية التي طالت قطر لم تكن مجرد حدث عابر، بل صفعة مدوية تطرح العديد من الأسئلة المعقدة وتكشف نوايا طالما جرى إخفاؤها خلف ستارة التحالفات. فالحدث الصادم يتمثل في استهداف الأراضي القطرية، وهو أمر غير مقبول، وتطور يطرح تساؤلات كثيرة حول طبيعة المرحلة المقبلة في الخليج والمنطقة العربية بشكل عام.

فأول ما يتبادر إلى الأذهان: كيف وصلت الطائرات الإسرائيلية إلى قلب الدوحة؟ وإذا كان الأمر كذلك، فأين كانت أنظمة الدفاع الجوية القطرية التي طالما رُوّج لها على أنها الأكثر تطورًا في المنطقة؟ ثم يزداد الغموض أكثر عندما نضع في الحسبان وجود قاعدة العديد: أين كانت أنظمة الدفاع لأكبر قاعدة أمريكية في الشرق الأوسط التي يُفترض أنها تغطي أجواء الخليج بالكامل؟ أم أن الضربة خرجت بالفعل من داخل القاعدة نفسها؟

التي من المفترض أنها "العين التي لا تنام" لحماية الأجواء القطرية بصفة خاصة والخليجية بصفة عامة. فهل مرت الطائرات من فوقها دون أن تتحرك؟ أم أن القاعدة نفسها كانت نقطة الانطلاق؟

هذه التساؤلات ليست مجرد فضول، بل تمثل أساسًا لفهم طبيعة التحالفات والضغوط المتشابكة في المنطقة. فالمشهد يكشف هشاشة المنظومات والتحالفات الأمنية ويضع علامات استفهام حول حقيقة الاستقلالية السياسية والعسكرية لبعض الدول.

فالحديث يعيدنا إلى ضرورة أن يستوعب العرب ما جرى، وأن يقفوا خلف مصر فيما تراه القيادة المصرية وأجهزتها. مصر دولة قوية تمتلك جيشًا قوامه خير أجناد الأرض، وأمريكا تعلم هذا جيدًا، بدليل مناورات النجم الساطع المقامة حاليًا مع الولايات المتحدة الأمريكية. قوة الجيش المصري دائمًا في الحسبان ومحط اهتمام لكل دول العالم. حفظ الله مصر، وحفظ الله الجيش.