الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كيف نواجه الفوضى الإعلامية؟ ندوة «الإعلام الجديد وصناعة الفوضى» بمكتبة مصر

صدى البلد

أكد الإعلامي أيمن عدلي، خلال ندوة "الإعلام الجديد وصناعة الفوضى" بصالون الإعلام بمكتبة مصر العامة بالجيزة، أن قضية الوعي هي التحدي الحقيقي الآن أمام الدولة المصرية التى تواجه الكثير من الشائعات والأكاذيب عبر الإعلام الجديد الذي أصبح هو من يوجه الرأي العام، خاصة أن امتلاك المواطنين حسابات عبر السوشيال ميديا بكثرة أصبح يتطلب وعيًا وثقافة مستمرة في طل استخدامه في تشويه الرموز الوطنية ومحاولات بث الفتنة بين المواطنين.


وأكد الدكتور سامى عبد العزيز، أستاذ الإعلام والعميد الأسبق لكلية الإعلام، أن الصراحة والمكاشفة بالحقائق هي أفضل الطرق لمجابهة الأكاذيب والشائعات التى تروجها وسائل التواصل الاجتماعى، ومخططات الهدم ونشر الفوضى التى تمارس ضد الدولة، مشيرا إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسى أول من أكد هذا المعنى عندما صارح الشعب المصرى بالوضع الاقتصادى للدولة، وقال إنه لن يخدع الناس ولن يبيع الوهم وإنه سوف تتخذ قرارات اقتصادية صعبة لكنها لصالح الوطن، ورغم صعوبة الإصلاح الاقتصادى وتعجب العالم من إقدام الرئيس على هذه الخطوة الجريئة، إلا أن الشعب تقبلها وساند الرئيس فى تنفيذها لأنه وجد مصارحة وصدقا، فلم يستمع للأكاذيب التى تم ترويجها.


وقال عبد العزيز إن استهداف الدولة بأساليب نشر الأكاذيب واستخدام الوسائل الإعلامية الجديدة لخلق فجوة بين المواطن والدولة لن تتوقف لأن من يديرون هذه المؤامرة سيواصلون فى كل الأحوال وعلينا ألا نراهن على توقفهم عن هذا، وإنما علينا أن نراهن على أنفسنا وقوة مواجهتنا وقدرتنا على التصدى لهم بإستراتيجيات واضحة وعمل على الأرض مثل ما يحدث الآن من إنجازات كفيلة بأن ترد على كل المؤامرات.


وشدد على دور الأسرة وقادة الرأى والنخبة فى نشر الوعى بخطورة ما تتعرض له الدولة من مخططات وما تروجه وسائل التواصل وتوعية الأجيال الجديدة بمخاطر الاستسلام التام لهذه الوسائل الإعلامية الجديدة دون الانتباه لما تهدف إليه. 


من جانبه، قال الدكتور ياسر عبد العزيز إن وسائل الإعلام الجديدة اخترقت كل البيوت وأصبحت متداخلة فى كل المجالات ولم يعد فى الإمكان منعها أو حجبها لأن هذا مستحيل، ولكن الممكن أن توجد قوانين رادعة تحمى الخصوصية التى تنتهكها تلك الوسائل وكذلك تحمى الأمن القومى للدولة.


وأكد أن ما حدث مع ترامب وقرار "تويتر" بحجب تغريداته بدعوى أنه يحرض على الفوضى أمر غاية فى الخطورة لأنه هذا معناه أنه ترك للقائمين على هذه الوسائل صلاحية تحديد الجريمة والعقاب عليها، وهذا لا يجوز لأن من يملك هذا هى سلطات الدولة وفقا لقانونها ودستورها، أما تسليم الأمر للمسئولين عن الوسائل الإعلامية الجديدة فهذا فى حد ذاته وسيلة للسيطرة وفرض الوصاية والتحكم فى الدول.


وأضاف عبد العزيز أنه بهذا المفهوم لم يعد الرجل الأقوى فى العالم هو رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، وإنما أقوى رجل فى العالم هو المتحكم فى فيس بوك وتويتر لأنه امتلك أن يعاقب رئيس أكبر دولة فى العالم.


وأوضح أن الخطورة الحقيقية أننا جميعا نستخدم وسائل الإعلام الجديدة دون أن ندرى ولا نعرف أنها تستخدم المواطن كسلعة للتجارة وأيضا للحصول على المعلومات وهذا لن تتم مواجهته إلا بالوعى.


الكاتب الصحفى أحمد أيوب لفت إلى خطورة ما تمثله وسائل الإعلام الجديد على صناعة جيل بهوية وتقاليد مختلفة عن الهوية الثقافية للمجتمع المصرى، وقال إن ما يحدث على وسائل التواصل والترويج لنماذج على أنها قدوة والتبرير لتصرفات وأفعال على أنها عادية، وكذلك تضخيم أحداث بهدف هدم بعض الثوابت والتقليل من أهمية أحداث أخرى، وتقديم نجوم وهميين، كل هذا جزء مما نتعرض له بهدف طمس الهوية والقضاء على ثوابت تربينا عليها وقيم كانت مستقرة فى مجتمعنا، وكذلك محاولات توجية عقول الشباب إلى ما يفقدهم الانتماء للوطن عبر قصص وهمية وادعاءات وأكاذيب لا أساس لها من الصحة على أرض الواقع.


الأخطر كما قال أيوب أن السوشيال ميديا أصبحت وسيلة لفتح ملفات وترويجها على أنها واقع لمنح جهات خارجية المبرر للتدخل فى الشأن المصرى مثل ما يحدث من نشر أكاذيب عن وجود معتقلين ووجود تجاوزات فى ملف حقوق الإنسان، وكلنا نعرف من وراء هذا ومن يروج له وأهدافه.


ولفت أيوب إلى ضرورة إدراك أن الإعلام التقليدى ما زال هو السلاح الأقوى فى مواجهة أكاذيب السوشيال ميديا والوسائل الجديدة، وإن كانت هناك بعض المشاكل فى الإعلام التقليدى، صحافة وتليفزيون، يمكن حلها واستعادة قدرته مرة أخرى على التأثير والتعبير عن رسالة الدولة الوطنية لأنه ما زال الإعلام الذى يقدم المعلومات الصحيحة والموثقة والقادر على تقديم النماذج الوطنية والترويج لفكرة الدولة الوطنية وما يحدث على الأرض من إنجازات.


السفير رضا الطايفى أكد أن المناقشة المستمرة والإصرار على تنمية الوعى بما يتم تنفيذه من أجندات عبر الإعلام الجديد أمر غاية فى الأهمية لأن الدولة الوطنية تواجه حربا شرسة لا نعرف من يديرها ولا من يمولها لكننا نرى نتائجها فى الواقع من خلال ما يحدث حولنا وما يجرى تنفيذه ضدنا، ولذلك من الضرورى تكثيف النقاش حول هذا الملف ووضع استراتيجات شاملة لمواجهته.


اللواء محمد الغبارى نبه إلى خطورة تجاهل دور الأسرة فى المواجهة عبر التوعية الدائمة للأبناء والإصرار على التمسك بالقيم المصرية واستعادة الهوية ورفض الاستسلام لما يتعرضون له من زرع ثقافات مغايرة فى عقولهم تبعدهم عن ثقافة وتقاليد وطنهم.