الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إيهاب كاسب يكتب: رسالة إلى طلاب قسم العلاقات العامة

صدى البلد

صناعة الصورة الذهنية الإيجابية وبناء الهوية للمؤسسات تُعد واحدة من أهم الصناعات التي شهدت تطورًا كبيرًا خلال السنوات الأخيرة، ومؤشر العلاقات العامة بدأ في الصعود بشكل لافت خاصة بعدما توجهت الدول والشخصيات العامة العالمية لزيادة اعتمادها على شركات العلاقات العامة والاستعانة بها لتحسين صورتها الذهنية أو لحشد وكسب الثقة والدعم لأفكارها ومشروعاتها وسياساتها تجاه القضايا المختلفة، كما أن المرشحين السياسيين باتوا يلجأون لمثل هذه الشركات لضمان نجاح مشروعهم السياسي في الحصول على ثقة وأصوات الناخبين. 

هنا تبرز أهمية الدور الذي يلعبه قسم العلاقات العامة في كليات الإعلام، كونه البيت الأول لتخريج الشباب المتخصصين في صناعة وبناء الصورة الذهنية وتحسين السمعة وتطوير العلامة التجارية، ولذلك فإن الاستعداد لتحمل هذه المسؤولية عظيم، فهؤلاء الطلاب سوف يعملون في المهنة التي نَصِفُها بالقلب النابض للمؤسسات والعقل المُفكر والمروج لها ولأنشطتها وأفكارها وخدماتها، هؤلاء هم المحافظون على هويتها والساعين لبناء وترسيخ صورة ذهنية بطريقة إيجابية عنها.

ولذا، فعلى طلاب قسم العلاقات العامة أن يكونوا مستعدين لخوض تجربة بناء أو إعادة تطوير هوية إحدى المؤسسات وتنمية روابطها وترسيخ علاقاتها مع الفئات المستهدفة داخليًا وخارجيًا وإعلاميًا، عليهم أن يكونوا جاهزين لتجاوز مجموعة التحديات التي سوف تبدأ من رحلة البحث عن فرصة تدريب داخل إحدى المؤسسات ثم فرصة عمل حقيقية وفاعلة، ورغم صعوبة هذا الأمر فالمسألة ليست مستحيلة، لكنهم في أشد الاحتياج إلى إيجاد التصور الأمثل للإعلان عن أنفسهم والتسويق لمهاراتهم ومواهبهم لدى الفئة المستهدفة من المؤسسات وحتى الأشخاص.

لعلنا جميعًا ندرك أن أحد أهم الأدوار التي يلعبها موظف العلاقات العامة في إنجاح المشروعات والمؤسسات  هو قدرته على صياغة الرسائل وصناعة الأفكار التي تساعد المؤسسات في الوصول إلى فئاتها المستهدفة ومن ثم تحقيق أهدافها، ولذلك فمن الأولى والبديهي أن يكون لدينا نحن العاملون في المجال، أولًا المعرفة الكاملة بسوق العمل الذي نرغب في الالتحاق به، فمثلًا العلاقات العامة داخل المؤسسات الحكومية تختلف عن ذاتها في الشركات الخاصة وعن المؤسسات التعليمية و مؤسسات المجتمع المدني والأحزاب السياسية والشخصيات العامة، ولذا عليك تحديد الفئة التي ترغب في العمل لصالحها حتى تستطيع تحديد المهارات والأدوات والأفكار التي يجب أن تكون مؤهل بها من أجل تعزيز فرص نجاحك مع الشخص أو المؤسسة فور حصولك على فرصة معهم للعمل أو التدريب. 

فأنتم أصحاب الأفكار، القادرون على خلق واقعكم، وفرض أفكاركم وإبداعكم و مهاراتكم ومواهبكم، عليكم ألا تخرجوا من هذه السنوات الأربع إلا و أنتم جاهزون تمامًا ومؤهلين بما يكفي للتكيف مع سوق العمل من خلال امتلاك المهارات والأدوات التي تساعدكم على تلبية احتياجاته.

ولا يفوتني هنا الإشارة إلى أن صعوبة إيجاد فرص عمل في مختلف القطاعات، لكن خبراء وموظفي العلاقات العامة تتنافس الوظائف من أجل استقطابهم للاستفادة من مواهبهم ومهاراتهم وخبراتهم المختلفة، الأمر هنا لا يتعلق بشروط ومعايير التوظيف أو ندرة الوظائف وإنما يتعلق بمدى جاهزيتهم للعمل من خلال امتلاك الأفكار والأدوات والمهارات والمواهب القادرة على مساعدة الشركات والمؤسسات وكذلك الأشخاص على تحقيق أهدافهم من خلال تطوير الهوية وتحسين الصورة الذهنية وتسويقها إعلاميًا وإعلانيًا بطرق إبداعية وخلاقة، ولذا عليكم بالبداية الآن وقبل التخرج، عليكم أن تكونوا جاهزين ومؤهلين، افعلوا ما تشاؤون حتى لا تضيع منكم الفرص.