EN 
أربع حوائط وضحكتان ولقمة هنية تجمعهما منذ ٢٥ عامًا، كان منزلهما تملأ ارجاءه السعادة والمحبة، بمنطقة القيصرية بمحافظة سوهاج، ولم يكن الرجل الخمسيني يتوقع أن تتحول تلك الحياة السعيدة إلى تعاسة ويأس وبؤس.
رجل في بداية العقد السادس من العُمر يُدعى عرفة خلف، كان يعمل بإحدى الشركات، تأخذ الأيام وقته كاملًا ثم يأتي دوره في الحياة الشقية، ليشقى في كبره، حيث انكسرت قدماه وجلس طريح الفِراش ثلاثة أشهر، فيتفاجأ بأن إدارة الشركة أبكرت معاشه، لكن لم تكن تلك الصدمة الكبرى له هي الوحيدة.
"مراتي سابتني واخدت الأولاد وانا بكمل الباقي من عمري لوحدي"، بهذه الكلمات بدأ "خلف" حديثه مع "صدى البلد"، وبعينين يملأهما الحزن مُتحدثتان بدموع كادت أن تنهمر على وجهه الذي تملأه الشيبة وتظهر عليه الطيبة بوضوح، على ما مضى من عمره فيما أفناه بتربية أبنائه الذين تركوه ليكملوا حياتهم مع والدتهم.
وأضاف أن أم أولاده تعمل لدى مديرية الصحة بمحافظة سوهاج، وتركته عقب خروجه على المعاش مبكرًا، وأخذت تُقاضيه حتى حكمت لها المحكمة بنفقة قدرها ٢٢٠٠ جنيه، رغم أن معاشه لا يتجاوز نصف هذا المبلغ، فأخذ يعمل ذا الــ٥٣ عامًا بائعا للبالونات الملونة بشوارع مدينة سوهاج؛ كي يدبر المبلغ المطلوب حتى لا يُسجن في كبره.
وبكل رضاء بأمر الله اختتم حديثه قائلًا:"انا مش عاوز حاجه خلاص النفقة قربت تقل البنت الكبيرة هتتجوز والراجل اللي علمته تعليم عالي قرب يتخرج والحمدلله مستورة ربنا ناصرني عليهم وربنا ما يكرمهم بعيال زيهم ترضى لهم اللي رضوه عليا".
