الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د. عبدالله أبوخضرة يكتب: عبقرية القيادة السياسية وشبكة الترع

صدى البلد

تسعى الدولة لتوفير المياه من عدة مصادر متنوعة  ولذلك كلف الرئيس عبدالفتاح السيسي الحكومة بضرورة الانتهاء من مشروع تبطين الترع والمصارف خلال عامين فقط، ويعد تبطين الترع مشروعا قوميا جديدا ينقل مصر نقلة حضارية كبيرة في مجال المحافظة على مياه الري وترشيد الاستهلاك والمحافظة على جودة المنتجات الزراعية، فالمشروع يساعد على نمو الاقتصاد فى محافظات مصر بشكل خاص وجميع أرجاء الدولة بشكل عام، حيث إن مشروع تأهيل وتبطين الترع يستهدف حل جزء من مشاكل نقص المياه وتقليل شكاوى المزارعين من خلال توصيل المياه إلى نهايات الترع بالكمية والنوعية والتوقيت المناسب مما يحقق العدالة في التوزيع بالإضافة لكونه من المشروعات كثيفة العمالة التي توفر فرص عمل وتساهم في القضاء على البطالة.

هناك العديد من طرق التبطين، منها الدبش على الناشف والخراسنة وهو يعتبر الأطول عمرا لجودته، حيث أنه يوجد ترحيب كبير من عدد من المزارعين بالمشروع حيث أنه ساهم فى توفير المياه بعدما كانت تجف الأراضي, أن تبطين الترع يجرى من خلال وضع ألواح أسمنتية على جدران الترع والقاع، بدلا من الطمي الموجود حاليا لأنه يتملأ بالثقوب التي تتسرب من خلالها المياه أما الترع الصغيرة فستتحول إلى مواسير.

أن أطوال الترع في مصر تبلغ 33 ألف كيلو، والترع المتعبة تصل إلى 7000 كيلو كما انه يتم العمل الآن في 14 محافظة، وتبدأ من أسوان حتى الإسكندرية حيث أن الفترة الماضية تم الانتهاء من 190 كيلو في الترع بمحافظات الشرقية وبني سويف وأسوان و العمل الآن جارٍ في 14 محافظة بطول 870 كيلو حيث أن هناك اعتمادات مالية لتأهيل وتبطين 3250 كيلو ترع بتكلفة 9 مليارات جنيه، خصوصًا أن تبطين الترع يعظم الاستفادة من المياه، مما سيسهل من حركة المياة.

إن المشروع يستهدف الترع المتعبة ذات القطاعات الصغيرة، التي يحتوى عرضها 3 أو 4 أمتار، وسيتم خلالها تبطين ما يقرب من 20 ألف كم في أقرب وقت ممكن، حيث أن هذا يأتي ضمن خطط الحكومة لترشيد عملية استهلاك المياه، التي ستعود بشكل إيجابي على الاقتصاد المصري ككل، كما أننا نمتلك نحو 30 ألف كيلو متر ترع من أسوان وحتى الدلتا، والتي أنشأها محمد علي من نحو 200 سنة، وبالتالي كلها ترع طينية لا يوجد بها تبطين وتتعرض للفقد.

كما أن وزارة الري كثفت من استعداداتها لتنفيذ تكليفات الرئيس عبدالفتاح السيسي بتبطين الترع في الوادي والدلتا، ويعتبر هذا التكليف على رأس أولويات الوزارة خلال الفترة المقبلة.

إن المقدر من الفاقد من الترع نحو 19 مليار متر مكعب، والمعدل العالمي لفقد المياه يتراوح من 25% إلى 35 %تبدأ من السد العالي وحتى نهاية الأرض الزراعية في شمال الدلتا، ونحتاج إلى ترشيد استهلاك المياه إما بالري بالتنقيط أو كما يحدث من إعادة استهلاك مياه الصرف الزراعي، وأهمية التبطين توفير كميات كبيرة من المياه، والمساعدة على مواجهة الزيادة السكانية، وأيضا المساعدة في مواجهة أي نقص مؤقت أو دائم نتيجة سدود المنابع، بالإضافة إلى التغلب على تغيرات المناخ، وتوفير مياه نهر النيل العذبة عالية الجودة.

وتكمن أهمية التبطين في 
- توفير حوالي 5 مليارات متر مكعب من المياه التي يتم هدرها وفقدها في الشبكة المائية على طول مجرى النيل.   
- تقليل البخر ومنع التسرب والرشح أسفل القاع والجسور. 
- معالجة الانهيارات والاستبحار وإزالة العوائق من حشائش وخلافه.
- سرعة وصول المياه إلى النهايات فى بداية أدوار العمالة مما يزيد من الإنتاجية وتحسين الاقتصاد.
- توفير مياة للمناطق المتعبة 
- توفير نفقات الصيانة الدورية للترع .
- ترشيد مياه نهر النيل وتقليل الفاقد منها.
- يرفع كفاءة الري في الحقول من 50% إلى 75 % من الري من خلال الترع التقليدية غير المبطنة
- إنه من المشروعات التي تحتاج إلى عمالة كثيفة وهو ما يحقق أهداف الدولة في القضاء على البطالة.

كما أن مشروع  تبطين الترع حافظ على الكثير من  الطرق الداخلية في القرى والنجوع  المجاورة لهذه الترع وذلك من خلال تثبيت الجسور التي تحمي الطرق الداخلية من الانهيار نتيجة لعوامل الاستبحار الأمر الذي أدى لتقليل تكاليف الصيانة المتكررة اللازمة لصيانة الطرق المتهالكة بسبب أعمال التطهير الجائر والاستبحار لهذه الترع.

وفي الختام المياه في الزمن القادم ستكون أغلى من البترول والذهب، لأن العالم بصدد الدخول على عصر ندرة المياه كما أن المشروع القومي لتأهيل وتبطين الترع يعد بمثابة نقلة حضارية تسعى إليها الحكومة في قرى ونجوع مصر، لتطوير شبكة الترع والمصارف فيها ونقلها إلى شكل حضاري يساعد على تحسين البيئة، والحد من التلوث مما ينتج عنه مردود اقتصادي واجتماعي ملموس في تلك المناطق حيث انه من الاهميه تبطين الترع والمصارف التي تتفرع من نهر النيل، والذي يهدف إلى تقليل الفاقد من المياه ووصولها إلى نهايات الترع التي كانت تعانى من ضعف المياه، وحل مشاكل المزارعين بالقرى والنجوع.