الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكم نشر الشائعات في الإسلام والتشكيك في إنجازات الدولة

 حكم نشر الشائعات
حكم نشر الشائعات في الإسلام

حكم نشر الشائعات ،  للكلمة قيمة كبيرة ، وأهمية عظيمة ، ولها خطورتها وتأثيرها الكبير على الفرد والمجتمع بأسره ، ويتضح أثرها من قول الله تعالى في سورة الحجرات : { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} وفي قراءة أخرى " فتثبتوا" ، فهذا ضابط أخلاقي جاء في سورة الحجرات ، حتى إنها سميت بسورة الأخلاق ؛ لما تبثّه من منظومة قيمية لصالح الإنسان والمجتمع كله ، حتى يسلم المجتمع من الآفات.

حكم نشر الشائعات قبل التأكد منها
القرآن كشف السبب فى ترويج الشائعات، وهو أن الناس يتلقون الخبر باللسان دون أن يمر على الأذن فيسمعها جيدا ويتأكد من صحتها، وحث الشرع الحنيف على عبادة التفكر وفيها إعمال العقل الميزة التي ميز الله بها الإنسان، فالتفكر من أفضل العبادات، ولذلك يجب على الجميع أن يفكروا قبل التحدث أو نقل الخبر بدون التأكد منه.

حكم الدين في الشائعات
قالت دار الإفتاء، إن من أجل نعم الله على عباده نعمة اللسان التي ميزت الإنسان عن غيره من المخلوقات، وامتن سبحانه بتلك النعمة قائلًا:  «أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ».

وأضافت الإفتاء عبر صفحتها بـ«فيسبوك»: «لكن.. البعض وللأسف حول تلك النعمة إلى نقمة، وأضحى اللسان مصدر شقاء لبعض أصحابه، وجالب التعاسة لآخرين، بسبب عدم قدرتهم على إمساكه.. كما عبر المعصوم صلى الله عليه وسلم، حينما سأله عقبة بن عامر رضي اللّه عنه عن النجاة فقال صلى الله عليه وسلم: «أمْسِكْ عَلَيْكَ لِسانَكَ وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ وَابْكِ على خَطِيئَتِكَ».

وتابعت: «ولذا فإن الكلمة في الإسلام لها خطورتها التي أولاها عناية خاصة، ذلك لأن الإنسان يدخل الإسلام بكلمة، وبكلمة يخرج منه، بكلمة تستحل الفروج، وبكلمة تحرم، بكلمة تسعد أمة، وبكلمة تشقى دول، بكلمة تراق الدماء، وبكلمة تحفظ وتصان».

ووجهت رسالة قائلة: «فاحذروا من ألسنتكم، احذروا أن تكونوا تروسا في ماكينة الشائعات التي لا تكل ولا تمل، واعلموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال: "قيل وما ردغة الخبال يا رسول الله: قال: "عصارة أهل النار»... نعوذ بالله أن نكون وإياكم منهم.

خطر الشائعات ضد الدولة
قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، إن مروج الشائعات بغرض التشكيك في أعمال وإنجازات أصحاب السواعد المصرية هو آثم لأنه يعلم أنه يكذب، والكذب جريمة ومن أكبر الذنوب وهو يهدي للفجور؛ فالشائعة قد تكون أخطر من القنبلة وأشد من السلاح المدمر؛ فعلى الإنسان الواعي ألا يشارك في نشر الشائعات إلا بعد التثبت من المعلومة، وبعد توافقها مع فقه المآلات، فليس كل صحيح وثابت ينشر؛ فهناك اعتبارات تقتضيها المصلحة العامة.

سبب ترويج الشائعات
السبب فى ترويج الشائعات، هو أن الناس ينقلونها بألسنتهم ولا يفكرون فيما يرددون، فهم عطلوا العقل، ولم يراقبوا الله سبحانه وتعالى أيضًا فى تصرفاتهم.

أنواع الشائعات
من أبرز وسائل أهلِ الباطل في صراعهم مع أهل الحق : صناعة الشائعات ، وترويجها بين الناس ، والشائعة أنواع ، إما أن تكون خبرًا مختلقًا لا أساس له وهو أضعف أنواع الشائعة وهو الكذب البواح ، وإما أن تكون الشائعة إثارة لخبر فيه جانب من الصحة ، أو إضافة معلومة كاذبة لخبر معظمه صحيح ، أو تفسيرًا خاطئًا لخبر صادق ، فالشائعة يصنعها الخبثاء ، ويصدقها الأغبياء ، ويستفيد منها الأذكياء فيخضعونها للدراسة والبحث ، وباستقراء تاريخ الأنبياء والرسل (عليهم السلام) نجد أنه قد ألصقت بهم الشائعات للصد عن دعوة الله (عز وجل) ، ومع بداية العصر الإسلامي هناك شائعات تعرض لها الرسول (صلى الله عليه وسلم)  وكذلك صحابته الكرام (رضي الله عنهم)كادت تعصف بمكانة المسلمين في هذا الوقت ، ومنها الشائعة التي أطلقت يوم أُحد ، حين أشاع المشركون مقتل النبي (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) رغبةً منهم في تفريق المسلمين من حوله ، وإضعاف قوتهم ، وبث الخوف والذعر في صفوف المسلمين ، فاضطربت صفوف المسلمين وضعفت قواهم النفسية ، وفرَّ بعضهم ، وألقى بعضهم السلاح ، وثبُت بعضهم مع النبي (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) .

حكم نشر الشائعات على مواقع التواصل الإجتماعي
الخبر الخاطئ قد يحدث أزمات بين الناس ، فلا بد إذن من التحري والتدقيق والتفكير في كل ما يُنقل أو يُسمع أو يُقرأ أو يُنشر ، لا سيما عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، وقد سأل سيدُنا معاذ (رضي الله عنه) رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ؟ فَقَالَ: " ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ ، وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ أَوْ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ " ، فليس كل ما يسمع يقال ، وعلى الإنسان أن يتحرى الدقة في كل كلمة ، قبل ترويجها ونقلها ومشاركتها

كما أن هناك مشكلة بالنسبة لمستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي ، فهناك نقل ومشاركة للأخبار دون تروّ أو تثبت من صحة الخبر فقط لمجرد النقل والشير ومسابقة الغير في سرعة نشره ، وهذا أمر ممقوت في الإسلام لأنه يكون سببًا في الإضرار بالآخرين دون أن يدري ، ومن ثم فيجب التثبت من الأخبار قبل نشرها أو مشاركتها.