الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إيمان البكري تكتب: زمن عزّ فيه الشرف

صدى البلد

سقوط الاقنعة مخذل وكاشف وصادم ، يجعلك تعيد حسابات وتصحح مفاهيم تم تصديرها للمشهد ، لتصنف دولا وتميز شعوبا وتُغيب حقائق.   


فى المانيا الاتحادية اكبر اقتصاد فى اوروبا والاقتصاد الرابع على مستوى العالم  ، تقدم ثلاثة نواب بالبرلمان الالمانى البوندستاج عن الحزب المسيحي الديموقراطي المحافظ، الذي تنتمي إليه المستشارة أنجيلا  ميركل  تقدموا  باستقالتهم اثر اتهامات لهم بالفساد فى فضيحة عرفت اعلاميا (بفضيحة الكمامات الواقيه) وطالعتنا الصحف الالمانيه بالتحقيق  فى تهم فساد وتربح من وراء عقود تجاريه قام بها هؤلاء النواب  بشكل مباشر او غير مباشر وملاحقة قضائيه لقضايا  الفساد .


بينما تم فتح تحقيق للنائب يورج نوسلاين الشهر الماضي بشبهة الفساد عقب اتهامات بأنه تلقى نحو 600 ألف يورو للترويج لصفقه الكمامات .


وعلى خلفية  اتهامات تتعلق بتوريد كمامات في الربيع الماضي وكلت وزارة الصحة الألمانية عشرات المحامين ودفعت لهم  30 مليون يورو ووجهت اتهامات لوزير الصحة الالمانى بالفشل وبتبديد الإيرادات الضريبية.


وفى سياق منفصل  واستمرارا لفضائح وسقطات كورونا ، أعلنت السلطات الأسترالية  الجمعه الماضيه أنها "تشعر بخيبة أمل وإحباط" لأن الاتحاد الأوروبي منع إرسال 250 ألف جرعة من  لقاح استرازينيكا  إلى أستراليا.


فيما أعلنت ايطاليا الاسبوع  الماضى أنّها منعت تصدير رُبع مليون جرعة من لقاح أسترازينيكا المضادّ لكوفيد-19 الاتحاد الأوروبي وكان من المفترض أن تُرسَل إلى أستراليا الا ان ايطاليا أوقفت الشحنه ليستمر كشف الاقنعه وجنوح الدول المتقدمه عن الالتزام بالاعراف  الدولية.


هذه الجائحة اطاحت بمسئولين  وكشفت عوارا لا أخلاقى فى قضايا فساد ورشوه من جانب المسئولين وتعامل بمنطق  (الانا ) بين الدول بعضها مع بعض ، وسقطت ورقة التوت عن عورات كثير من الدول التى كانت تصنف نفسها دول العالم الاول . 
 

جائحة كورونا تسببت فى انهيار اقتصاديات واعلان افلاس عديد من شركات الطيران وانهيار تجار التجزئة واغلاق محال وفنادق وشركات فيما ظهر قناصة الازمات لينتهزوا السقطات ويحققوا ثروات من وراء الارتباك الاقتصادى الذى خلفته الجائحه فازداد الفقراء فقرا وازداد الاغنياء ثراء  وارتبكت المعادلات . 
  
 
وعلى الضفة الاخرى  من العالم ،  دولة تمر بنفس ظروف الجائحه ، وشعب يتعرض لنفس الضغوط العالميه من توقف حركات السياحه والنقل وترنح اقتصاديات ، ولكن بكل صمود وهدوء يستمر البناء والعمل ولا يتوقف ماراثون البناء والتطوير والتنميه ، ففى مصر أتابع  بفخر افتتاح المشاريع وانسيابية الحياه واستمرار حركة البيع والشراء ،  وتنامى الاقتصاد رغم توقف حركة السياحه والسفر ورغم كل التحديات، والتعامل بالثوابت الاخلاقيه والانسانيه فى الازمة،  ليس فقط على مستوى الافراد والشعوب ، ولكن ايضا على المستوى الدولى وتقديم الدعم للدول الاخرى وتعزيز التعاون مع دول العالم ، ومحاولة تخطى الازمة بأقل قدر من الخسائر وبأكبر قدر من الشرف  والنزاهة والتحضر والعمل الدؤوب.
 

وبكل قناعة فأنا أرى ان التقييم الحقيقى للدول و الشعوب  لا يكون فى الظروف  الاعتيادية بل يكون فى الاوقات الاستثنائية وفى  كيفية تعاطيهم مع الازمات ، ولأننا بلد يمتلك ما يكفيه من التحضر  والعزيمه ومررنا بأوقات عصيبه تغلبنا عليها باقتدار ،  فنحن نمضى بالرغم من التحديات وبالرغم من التجاوزات والارتباك الذى يحدث فى العالم  ، نمضى فى طريقنا  بشرف فى زمن عز فيه الشرف.