محافظة أسوان عاصمة الشباب والاقتصاد والثقافة الإفريقية بالقارة السمراء والتى تمتلك العديد من المقومات الطبيعية وأيضًا البشرية من أصحاب المواهب والإبتكارات والإبداعات المتنوعة فى كافة المجالات .
يلقى " صدى البلد " الضوء على إحدي المواهب التى جسدت بروح وعزيمة الأبطال نموذجًا يحتذى به فى قهر المستحيل بإصرار ملموس أنه الشاب الأسوانى " أبو الحسن عثمان أحمد 39 سنة ، والحاصل على دبلوم المدارس الثانوية التجارية ، ومقيم سكنًا نجع الحجندية بقرية سلوا بحرى التابع لمركز كوم أمبو شمال أسوان " .
فقد إستطاع " أبو الحسن " قهر المستحيل ، فلن تمنعه ظروفه الصحية باعتباره من أصحاب ذوي القدرات الخاصة وذلك عقب تعرضه للإصابة بكسور في الساقين إثر نقص الكالسيوم في جسده وهو فى سن ال 4 سنوات ، وهو ما أدى لقصر قامته ، ولكنه بتحدي وعزيمة الأبطال حطم وقهر كل تحدي ، فرغم تفوقه الدراسي ، إلا أنه ألتحق بالتعليم الفنى ، ليتفرغ لصقل موهبته الفنية المتمثلة فى حبة وعشقه بعزف آلة " العود " ، ليصبح بحق " عاشق فن العود ".
وتحدث الشاب الأسوانى " أبو الحسن " عن موهبته التى عشقها منذ نعومة أظافره وهى موهبة العزف على العود والتى أحبها وعشقها نتيجة لحب والده للفن من الزمن الجميل أمثال أم كلثوم وفريد الأطرش ومحمد عبد الوهاب ، ولذلك فقد أحب وعشق هذه النوعية من الفن والموسيقى ، ولهذا فقد كان يشارك فى الحفلات المدرسية فى المرحلة الإبتدائية والإعدادية ، وحرص على تطوير موهبته وصقلها بشكل علمى وهادف حيث كان يتوجه إلى مركز دراو جنوب بلدته ليتعلم الفن الأصيل على أيدى معلمه محمد البرجسىالذىكان يعزف على الأرج والعود ليصقل موهبته بشكل إحترافى .
وكانت هذه دفعةقوية له للإتجاه نحو التلحين حيث تعلم القامات الموسيقية الأساسية وأصبح يعرضها بإتقان تام حيث كان يرتكن فى ذلك بالإستماع لأغانى زمن الفن الجميل كأم كلثوم وموشحات قديمة للعظماء من أمثال سيد درويش ، وبدأ يثقف نفسه رويدًا رويدا حتى تمكن فى فن العزف والتلحين ، وحقق خطوات إيجابية من خلال شراء العود والذىكان يدندن عليه .
وأضاف العازف " أبو الحسن " بأننى كنت أشارك فى المسابقات العديدة التىيتم تنظيمها بمراكز الشباب داخل مركز كوم أمبو وكنت دائمًا أحصل على المركز الأول أو الثانى ، وطورت موهبة التلحين لدى وخاصة أننى كنت أشارك بالتلحين للأغانى المختلفة فى الأنشطة المدرسية والأنشطة الصيفية ، حيث شاركت فى النادى الصيفى عام 2004 ، بجانب المشاركة فى إحياء الحفلات بالمدارس ، وبالتوازى مع ذلك عملت أيضًا مع بعض المنشدين والمداحين لإحياء الإحتفال بالمولد النبوى الشريف .
ليتطور ذلك بأنه يدير حاليًا نشاط الموسيقى داخل قصر ثقافة كلابشة وأصبح العزف على العود عمله الأساسي الذي يعول من خلاله والدته وشقيقته حيث أنه يقوم بالعزف والتلحين والتدريب لبعض الطلاب ، كما أنه شارك فى إحتفالات محافظة أسوان بعيدها القومى من خلال إلقاء بعض الأغانى الوطنية بقناة طيبة ، وشارك كذلك كعازف عود بقصر ثقافة أسوان عام 2010 ، ليحقق بعد ذلك المركز الأول على مستوى مراكز الشباب داخل محافظة أسوان ويقوم بتلحين أغانىمتنوعة حيث أنه أتقن أيضًا تلحين الأغنيات، ونفذ أغاني خاصة به أبرزها أغنية ''صلى الله على المختار'' وشارك بها في احتفالات الإنشاد الديني، و''حلوة بلادي أسوان'' في حب بلده، وأخرى ''أسوان محنيه وعروسة مصرية'' لدعم بلده عروس الجنوب المشهورة سياحيًا.
وهو يتمنى ويطمح بأن تصل ألحانه لقطاع عريض من المستمعين ، حيث أنه على خلال عمله الفني استطاع أن يصبح معروفًا بين أهالي قريته والقرى المجاورة، نظرًا لسعيه الجاد تجاه هذه الموهبة، وأنه يتمنى أن يصل إلى مرتبة القصبجى وغيره من عظماء العزف والتلحين الذين ظهروا فى جيل سيدة الغناء العربى السيدة أم كلثوم ، وعبد الوهاب وفريد الأطرش ، وفى نهاية حديثة تمنى العازف الأسوانى " أبو الحسن " لمصرنا الحبيبة كل الخير فى كافة المجالات العلمية والثقافية والفنية وغيرها لتصل إلى أعلى المراكز ويصبح أسم مصر عاليًا خفاقًا بين دول العالم المتقدم .
كما قدم أبو الحسننصيحه لجميع الشباب بالسعي وراء موهبتهم وعدم الالتفات لأي صعوبات، حيث إن كل أنسان لديه طاقه وموهبة، من الممكن لا يكتشفها إلا بعد مرور مدة طويله، أو لا يكتشفها إلا بعد مد يد العون له من أحد الأشخاص حتى يستدل على موهبته، ولكن ذوي الاحتياجات الخاصة لديهم ضِعف الموهبة الموجودة بأي شخص عادي، بالإضافة إلى ضِعف الإرادة والعزيمة والإصرار حتى يصل إلى أهدافه التي يسعى لتحقيقها.
وقدم كذلك نصيحه لأهالي الأطفال من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة قائلًا: ''نصيحة محدش يبخل على ابنه بأي حاجة إذا كان النهاردة محرجين منه بكرة لما ينجح هيفتخروا بيه وده شيء قدري، فلابد أن الشخص يدفع ابنه للأمام ولازم ينجح ده للوصول إلى أهدافه ويحققها''.