الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

دراسة تحدد الأشخاص الأكثر عرضة لمرض الزهايمر وكيف يصابون به

أرشيفية
أرشيفية

هل سبق وأن نسيت أشياء لم يمض على وقوعها إلا فترة وجيزة، مثل نسيان مكان المفاتيح أو المكان الذي أوقفت فيه سيارتك، أو لعلك أحيانًا تجد صعوبة في تذكر اسم جارك الجديد؟ هذا بالضبط ما يحدث للمرة مع تقدمه في العمر، ولكن السؤال الأهم لدى الباحثين هنا، أين ينتهي النسيان الحميد ويبدأ مرض النسيان الحقيقي أو كما يعرف بـ "الزهايمر"؟

تعد أحد الأشياء الرئيسية التي تحافظ على العقل بشكل صحي وسليم في أي عمر، هو وجود حاجز دموي صحي داخل الدماغ، وهو جهاز يعمل كحاجز بين الأوعية الدموية التي تمر عبر المخ.

ونشرت مجلة "Nature Aging" النتائج التي توصل إليها باحثون بعد مراجعتهم أكثر من 150 مقالة للنظر في ما يحدث للحاجز الدموي داخل الدماغ مع تقدم الإنسان في العمر، إذ تبين أن هناك تسربا يحدث في الحاجز الدموي مع تقدم المرء في العمر، وهذا التسرب يتسبب في فقدان خلايا تسمى "Pericytes" وهي خلايا متعددة الوظائف.

ويقول ويليام بانكس، الباحث في علم الشيخوخة في كلية الطب بجامعة واشنطن الأمريكية: "اتضح لي أن المعروف عن تغير الحاجز الدموي في الدماغ مع التقدم في العمر قليل جدًا، وغالبًا ما يكون من الصعب التمييز بين الشيخوخة الطبيعية ومرض النسيان المبكر".

وتم اكتشاف الحاجز الدموي في دماغ الإنسان لأول مرة في أواخر القرن التاسع عشر، وتوصل الباحثون إلى أنه يمنع التسرب غير المنظم لبعض خلايا الدم إلى الدماغ.

ويعد الدماغ عضوًا حساسًا بشكل خاص، ولا يمكنه تحمل التعرض المباشر للعديد من المواد الموجودة في الدم، ومع الوقت أدرك العلماء أن الحاجز الدموي في الدماغ يسمح أيضًا بمرور العديد من المواد إلى الدماغ بطريقة منظمة لسد الاحتياجات الغذائية للدماغ، كما أنه يقوم أيضًا بضخ السموم خارج الدماغ، وبالتالي فإن أي خلل بالحاجز الدموي يتسبب في أمراض مثل التصلب المتعدد، والسكري، ومرض الزهايمر.

ولمعرفة كيف يسبب الخلل في الحاجز الدموي أمراضًا مثل الزهايمر، فإننا بحاجة إلى فهم كيف يتغير الحاجز نفسه مع التقدم في العمر.

توضح الدراسات أن الأفراد المتقدمين في السن الأصحاء لديهم تسرب صغير جدًا في الحاجز الدموي الدماغي، ويرتبط هذا التسرب ببعض مقاييس النسيان الحميد للشيخوخة، والتي يعتبرها معظم العلماء أمرًا طبيعيًا. ولكن هل يمكن أن يكون هذا التسرب وصعوبات التذكر هي المراحل الأولى من مرض الزهايمر؟

عندما يحمل الشخص بروتين "Apolipoprotine E" - وهو نوع فرعي من البروتينات المسببة لمرض الزهايمر - يحدث لدى الشخص الحامل لهذا البروتين تسارع في معظم التغييرات المرتبطة بالحاجز الدموي، وينتج عن تسارع تلك التغييرات تسرب في الحاجز وبالتالي يبدأ الشخص في نسيان الكثير من الأشياء وتبدأ لديه المراحل الأولى من مرض الزهايمر.