الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

«لغز» مستحقات المصريين لدى العراق


في مقال سابق شبهت مشكلة مستحقات المصريين لدى العراق بالقضية الفلسطينية لوجود الكثير من أوجه التشابه، فالنزاع الفلسطيني الإسرائيلي مضى عليه الآن ثلاثة وسبعون عاما دون حل، ومستحقات المصريين لدى العراق من حوالات صفراء ومعاشات مضى عليها الآن واحد وثلاثون عاما دون دفع! كما أن طبيعة المفاوضات الطويلة المضنية التي دارت بين الدولتين بهذا الخصوص على مدى عقود لم تفض إلى حل لأنها لم تكن أصلا بنية الحل، ناهيك عن الجانب الإنساني المسكوت عنه تماما ولا وزن له عند الجانب المتحكم.


ثم تأتي الصدمة الكبرى عندما يعلم المواطن المصري أن حكومته استوردت من العراق خلال العام الماضي فقط  نفطا خاما ومشتقات بترولية بقيمة 9.4 مليار دولار (وفقا للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء)، ويتساءل هذا المواطن المظلوم: كيف يحدث ذلك دون استقطاع مستحقات المصريين الفقراء من هذه المليارات؟ 
أحد المسئولين صارحني ذات مرة وقال لي أننا نشتري النفط من شركة سومو التي تبيع النفط العراقي منذ سنوات ولا يمكننا خصم أي ديون من ثمن هذا النفط الذي تبيعه لنا.. وكأنه يريد أن يقول لي إن شركة سومو شيء والحكومة العراقية شيء آخر وأن عوائدها لا تعود أبدا إلى الحكومة العراقية! أذهلني كلامه ولازلت مذهولا منه حتى كتابة هذه السطور.


والعراق من جانبه في أريحية من أمره، منشغل بأموره الداخلية ولا يضع في حسبانه شيئا اسمه حقوق إنسان أو فوائد تأخير تكفلها القوانين المحلية والدولية، ولا يهمه أمر مواطن قدم له خدمات إنسانية جليلة وهو في عنفوان شبابه، ليتخلى عنه الآن في شيخوخته ومرضه! 
ويبدو أن المشكلة "مرصودة" أو "منحوسة" كما تقول العوام.. فحتى انعقاد اللجنة المصرية العراقية المشتركة في أكتوبر الماضي بعد انتظار دام لأكثر من ثلاثين عاما لم يرشح عنه شيء بهذا الخصوص وقد مر على انعقادها خمسة أشهر، والقمة الثلاثية المرتقبة نهاية هذا الشهر بين زعماء الدول الثلاث مصر والأردن والعراق قد تأجلت بسبب كوارث حلت بمصرنا الحبيبة في اليومين الماضيين كجنوح السفينة في مدخل قناة السويس وتصادم قطارين في سوهاج، ويخشى المواطن المظلوم المحبط ألا تضعه هذه القمة في حسبانها أيضا وتنشغل بأمور أكبر وأهم منه عند انعقادها، مع علمي بالحرص الشديد للسيد الرئيس السيسي على تلبية أي نداء من أي مواطن مظلوم يقابله أو يشتكى له من خلال وسائل الإعلام فيوجه بحل مشكلته فورا، وأتمنى أن تصل هذه المشكلة إلى علم سيادته ويعلم أن الغالبية العظمى من أصحاب المستحقات لدى العراق من حوالات ومعاشات قد ماتوا مظلومين، ومن بقي منهم على قيد الحياة يصارع أمراض الشيخوخة ويخشى أن يلحق بهم ويموت مظلوما أيضا، وعندي ثقة أن سيادته لن يقبل بوضع كهذا. 
   

  

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط