من ترزي بمحو الإمية إلي الدكتوراة .. حكاية أكبر خريج بالفيوم

دفعته الظروف الأسرية القاسية التى واجهها فى بداية حياته لترك دراسته، والاعتماد على نفسه وتحمل المسؤلية في السابعة من عمرة ، فالتحق الطفل الصغير «إبراهيم» بأحد محال تفصيل الملابس «ترزى» للعمل كـ«صبى» ، ليقرر في إحدى اللحظات أن يغير واقعه ويحصل على البكالوريوس والدكتوراه فى الإعلام، بعد حصوله على شهادة محو الأمية في عمر الـ 52.

رحلة كفاح طويلة عاشها إبراهيم سيد الشاهد، ابن قرية «معصرة صاوى» بمركز طامية بالفيوم ، والبالغ من العمر 52 عاما الآن، إذ بدأ مشواره الصعب بالعمل فى مهنة الترزى حتى بلغ 23 عامًا وحينها تزوج وبعد زواجه بثلاثة أعوام بدأ رحلته العلمية حتي استطاع ان يحصل علي  الدكتوراة في الاعلام .

لدي الرجل الخمسيني 6 أبناء، 3 منهم يعملون مدرسين أحدهم للغة الإنجليزية، وآخر للفرنسية، ومعلم للدراسات الاجتماعية، وأثنان أطباء أحدهما للأسنان وآخر بيطري، والأصغر طالب في المرحلة الثانوية.

ويروي ابراهيم سيد الشاهد  قصته لصدي البلد قائلا : نشأت في ظروف أسرية  صعبة جعلتي لم استطيع استكمال تعليمي والتوجه للعمل بالخياطة  في سن مبكر، وفي يوم من الأيام  سخر مني أحد زبائني لعدم تمكني من القراءة والكتابة، فقررت تغيير حياتي ومحاولتي للتعلم رغم كبر سني.

وحصلت على المركز الأول على مستوى مركز طامية الشهادة الابتدائية ، وفي الإعدادية حصلت علي المركز التاني ، ولكن لعدم توافر القدرات المالية ، فشلت فى الدراسة الثانوية، فقررت دراسة دبلوم الثانوى التجارى،  وكنت من بين الثلاثة الأوائل على الجمهورية، موضحا : دور أولاده في رحلتة للتعلم "كنت أذاكر مع ابنتى أسماء وفاطمة في المرحلة الثانوية  وكانوا بيذاكروا لى الإنجليزي لأنى ماكنتش باخد دروس".

ثم حصلت  على دبلوم الدراسات العليا فى الإعلام من جامعة الزقازيق ثم حصلت فى عام 2014 على الماجستير فى التخصص نفسه من جامعة عين شمس وذلك عن دراسة قدمتها تحت عنوان «دور البرامج الدينية فى الفضائيات فى تشكيل اتجاهات طلاب الجامعات نحو الأحزاب ذات المرجعية الدينية».

وتقدم إبراهيم بطلب للحصول على وظيفة باعتباره من حملة الماجستير، فجاء تعيينه فى قطاع المحليات عام 2015، حيث جرى إلحاقه بوظيفة مسئول التنمية البشرية بمجلس مدينة سنورس فى عام 2016، وفى ذلك الوقت كان يعمل على الحصول على درجة الدكتوراه فى الإعلام التى نالها بالفعل فى العام 2019.

 وتابع : “أتمنى أن تتاح لي فرصة التدريس فى الجامعة وفى الكليات التى بها أقسام للإعلام والعلاقات العامة”.

يذكر أن إبراهيم حصل علي تكريما من جامعة الفيوم، بحضور عدد من الوزراء والشخصيات البارزة في المحافظة، تقديرا لما مر بية من ظروف صعب  في سبيل تعلمة في سن كبير.