خالد الشناوي يكتب: سهام العشق

ما بين حجاج يصرخ:إني لأرى رؤوسا قد أينعت وحان وقت قطافها؛و حلاج ينادي في الآفاق:
نعم أشرقت شمس من أحب بليل!
وما بين قيس وقد جن بحب العامرية حتى أضحى سائرا في الأرض هائما على وجهه معلنا حب(ليلى)فلا يكاد يفيق إلا حين يمر على أذنيه اسمها .
يمضي تاريخ البشر؛وتتوالى الأمم والشعوب؛ويظل الحب هو الحبكما كان قديمافي قلوب العاشقين بلا تحريف أو تبديل؛مهما تغيرت الأزمنة والأماكن ومهما اختلفت البيئات والظروف المحيطة .
نعم يظل الحب وحده هو رسول القلوب الطاهرة؛تلك القلوب التي لا تعرف غير الحب دثارا لها في رحلة الحياة .
من منا لم تترجل به الخطوات نحو الحب الطاهر وعالمه؟
ومن منا لم يدق قلبهولو  مرة واحدة في العمر كلهلانسان أسر قلبه بلا تفكير أو دراية؟
الحب هو لحظة ينسى فيها الإنسان نفسه فلا يرى إلا وجه من يحب في كل الأشخاص والصور .
فيرى جمال محبوبه فوق كل جمال؛فلا تراه يلتفت إلى الأشكال مهما تباينت لأنه أصيب بحالة من الاشباع القلبي فلا ينشغل بغير هيامه وتتيمه .
الحب الحقيقي هو أن تقدم لمن تحب دعوة إلى الحياة حين يفقد شهيّة الحياة، وتقدم له دعوة للحلم حين يفقد المعنى الجميل للحلم، وتقدم له دعوة اللجوء إلى قلبك حين تغلق القلوب في وجوهه، ثم لا تنتظر المقابل.
الحب قوّة، ومعين على تحمل وطأة الواقع على القلوب.
الحب هو المغفرة التي لا نهاية لها، والعطاء الذي يصبح عادةً”. 
“الحب شيء أبدي قد يتغير ظاهرهُ ولكن لا يتغيّر جوهره”. 
“الحب هو الاجابة الوحيدة العاقلة والمُرضية لسبب الوجود البشري”. 
“الحب هو رؤية السعادة في الشخص الآخر واعتباره أكثر أهمية من أي شيء آخر”.
أن تصنع البشرية آلاف الأعمال الإبداعية في محاولة للتعبير عن شعور واحد هو الحب فهذا يعني أننا أمام حالة أقل ما يمكن وصفها به أنها معجزة، ولم لا يكون الحب معجزة ؟ الحب الحقيقي يأتي مرة واحدة في حياتك ويجعلك إنسانا أفضل وأجمل ، وإن لم تتغير للأفضل بسببه فتأكد أن مشاعرك كانت واهية.
هناك الكثير من الأوصاف التي وصم بها شعور الحب عبر مئات السنوات فهو الأعمى الذي يجعلك لا ترى سوى الجميل فيمن تحبه .
وهو رحلة للقلب يتعرف فيها الإنسان على طبيعته.
وهو الضعف والقوة والأمن و الخوف حين تترك من تحب تصبح تائها وإن وجدته كأنك وجدت الدنيا.
الحب يعني سلام مطلق مع من حولك فمن عشق بصدق لا تعرف الكراهية الى قلبه سبيلا 
وعلى كل؛؛
من أحب فعشق فكتم فمات .. مات شهيدا .
وقديما قيل: 
إذا لم تعشق فاعتلف تبنا فأنت حمار .
حبك الأول.. ليس هو ذلك «الحب الطفولى» الذى يداعبك لأول مرة.. يدغدغك لأول وهلة.. لكنه ذلك الذى يجتاحك وقد أوشكت قواك على الاكتمال.. ومداركك على التمام.. وعقلك على الرجاحة.. وفكرك على النضج.. وقد اقتربت مشاعرك من التشكل على نار هادئة؛ فيحيل القوة إلى وداعة.. والإدراك إلى تيه.. والنضج إلى جنون.. والنار الهادئة إلى بركان. تسكر.. لكن بلا خمر.. يقتلك الظمأ والماء بين يديك.. فلا يرويك إلا القرب (فى بعادكم موت وفى قربكم حياة).