الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قيادي فلسطيني: جيش الاحتلال ينفذ عدوانا بربريا همجيا ضد قطاع غزة

قطاع غزة
قطاع غزة

قال القيادي والمفكر والمؤرخ الفلسطيني، الدكتور محمد أبو سمره، رئيس تيار الاستقلال الفلسطيني، إنَّ ما يدور في القدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك، وحي الشيخ جرَّاح بالقدس المحتلة منذ مطلع شهر رمضان المبارك، وما يشهده قطاع غزة هو عدوان صهيوني متواصل ضد الأرض والجغرافيا والإنسان والشعب والوجود الفلسطيني، وضد المقدسات الإسلامية في القدس المحتلة وكل فلسطين، وضد أملاك وحقوق ومساكن وأراضي الفلسطينيين.

 

وأوضح «أبو سمره» في تصريح لـ«صدى البلد»، أن هذا العدوان الصهيوني المتواصل والمستمر يهدف إلى تغيير التركيبة الديمغرافية وتغيير الهوية الحضارية والتاريخية لمدينة القدس المحتلة، وطرد جميع الفلسطينيين منها، في أخطر عملية «ترانسفير» وتطهير عرقي وتمييز عنصري واستيطان إحلالي يشهدها العالم في عصرنا الحالي، وذلك في سياق المخطط الصهيوني الاستيطاني التهويدي الإجرامي الذي تنفذه حكومة الاحتلال لاستكمال عملية تهويد مدينة القدس المحتلة وضواحيها وقراها، وفرض التقسيم الزماني والمكاني على المسجد الأقصى المبارك، تمهيداً لهدمه وتحويله لاحقاً إلى كنيس يهودي، وإقامة مكانه «الهيكل المزعوم والمكذوب».


وأشار القيادي الفلسطيني، إلى أن سلطات الاحتلال تسعى لفرض الأمر الواقع في القدس المحتلة، عبر الاستيطان الإحلالي والتهويد والتطهير العرقي والتمييز العنصري لتغيير التركيبة الديمغرافية وتزييف الهوية والوجه والشكل الحضاري والتاريخي العربي والإسلامي للمدينة المقدسة، ولايمكننا أبداً التهاون في أي حقٍ من الحقوق الفلسطينية التاريخية والدينية في المدنية المقدسة، ولا التسليم والقبول بما يحاول الاحتلال فرضه من أمرٍ واقع في القدس المحتلة، أو ما يريد الاحتلال ترسيخه باعتبار المدينة المقدسية بشطريها الشرقي والغربي عاصمته الأبدية الموحدة، وهذا الأمر لايمكن لأي فلسطيني وطني وحر أن يقبل به أبداً.

 

وتابع: فالقدس الغربية تم احتلالها عام 1948، بينما تم احتلال القدس الشرقية عام 1967، وطالبت كافة قرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية - ذات الشأن - الكيان الصهيوني بالانسحاب منها، وأصدرت الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي عام 1947، قرارهما الشهير رقم 181 (قرار التقسيم)، الذي وضعت بموجبه القدس الموحدة تحت الوصاية الدولية ووصاية الأمم المتحدة، إلى حين التوصل إلى حلٍ عادلٍ للقضية الفلسطينية.

 

وأكمل: ولكنَّ الاحتلال الصهيوني كما هي عادته فإنه يضرب بكافة قرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية عرض الحائط، ويعتمد على الدعم والتواطؤ الأميركي والغربي من أجل تنفيذ كافة مخططاته العدوانية والاستيطانية والتهويدية ضد الشعب الفلسطيني المظلوم وحقوقه المشروعه، واستكماله عمليات تهويد مدينة القدس المحتلة بالكامل بشقيها الغربي والشرقي والبلدة القديمة، بل وتهويد المسجد الأقصى المبارك ومحاولة فرض التقسيم الزماني والمكاني عليه، تمهيداً لاحقاً لهدمه وتدميره، وتشييد مكانه الهيكل المزعوم، وتهويد كافة المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة، ثم طرد وتهجير جميع الفلسطينيين من القدس المحتلة.

 

ونبه على أنه لايمكن للشعب الفلسطيني البطل وقيادته التاريخية والشرعية وكافة فصائله وقواه الوطنية والإسلامية، أن يسمح للاحتلال بتحديد مصير ومستقبل القدس المحتلة، فهي عاصمة دولتنا الفلسطينية، وهي جوهر الصراع الكوني ومركزيته مع الاحتلال الصهيوني، ومن خلال تحديد مصير القدس، سيتحدد مصير ومستقبل شعبنا وقضيتنا وأمتنا العربية والإسلامية، موضحًا: «ولهذا فإنَّ تعزيز صمود ورباط أهلنا في القدس المحتلة، ودعم هبتهم الجماهيرية ونضالهم ومقاومتهم الشعبية، يجب أن يكون على رأس أولويات القيادة الفلسطينية وكافة القوى والفصائل والمؤسسات الفلسطينية، وأيضاً على رأس أولويات أشقائنا واخوتنا العرب والمسلمين».


وعلق الدكتور محمد أبوسمره، على اقتحام جيش الاحتلال، يوم الإثنين الأسود 10مايو 2021، بأعدادٍ كبيرة من جنوده المجرمين القَتَلَة لباحات وساحات ومصليَّات ومرافق المسجد الأقصى المبارك، والبلدة القديمة وحي الشيخ جرَّاح بالقدس المحتلة مستخدماً أقصى درجات القوة الغاشمة المُفرطة والإرهاب والتوحش وقنابل الصوت وقنابل الغاز السام والقنابل الدخانية والرصاص بمختلف أنواعه، ضد المُصلِّين والمرابطين الفلسطينيين العزَّل من نساءٍ وفتياتٍ وأطفال وشيوخ وشبان، قائلاً: «لهو جريمة حرب، وإرهاب دولة منظم، وجريمة ضد الإنسانية. وكان ذلك العدوان الصهيوني البربري العنصري ضد المرابطين العُزَّل داخل المسجد الأقصى المبارك، بمثابة مجزرة مُنَّظَّمَة وعن سابق قصد وتخطيط وإصرار».

 

وأردف: حيث زاد عدد المصابين والجرحى عن أكثر من ستمائة جريح ومصاب، أُدخل أكثر من أربعمائة جريح منهم إلى المستشفيات لحاجتهم لتلقى العلاج بسبب الاصابات الخطرة التي تسبب لهم فيها جنود العدو المجرمين، ومن بينهم عشرات الحالات الخطرة، مازالوا يمكثون في أقسام الرعاية المكثفة بالمستشفيات، حيث فقد بعضهم عيونهم، وأصيب آخرون باصابات خطيرة للغاية في الرأس والعنق والعمود الفقري، وأصيب بعضهم بالشلل الجزئي، بينما أصيب آخرون بالشلل الرباعي. 


وأكدَّ رئيس تيار الاستقلال الفلسطيني، أنّ المجزرة الوحشية التي ارتكبها جيش العدو الصهيوني المجرم، ضد المصلين والمرابطين العزَّل في باحات وساحات ومصليَّات المسجد الأقصى المبارك، وكذلك ما ارتكبه ويرتكبه جيش العدو من عدوانٍ ضد الفلسطينيين المدنيين الأبرياء العزَّل في البلدة القديمة بالقدس المحتلة، وفي حي الشيخ جرَّاح، وفي مختلف أحياء وضواحي القدس المحتلة وداخل المسجد الأقصى المبارك، ومحاولة حكومة العدو طرد أهالي الشيخ جرَّاح من بيوتهم ومساكنهم وأملاكهم، وما يقوم به جيش العدو المجرم من عدوانٍ بربريٍ همجيٍ ضد قطاع غزة المحاصر المنكوب، والذي أدى حتى هذه اللحظة إلى ارتقاء 250 شهيداً فلسطينياً أكثر من نصفهم من من الأطفال والنساء.

 

واستطرد: «وهدم مئات المنازل والمساجد والمؤسسات والمصانع عشرات العمارات والأبراج السكنية وتدمير البنية التحتية يستدعي محاكمة رئيس حكومته ووزير الحرب الصهيوني ورئيس أركان وقادة جيش العدو وكافة المسؤولين الصهاينة أمام المحكمة الجنائية الدولية، كمجرمي حرب، ارتكبوا أبشع جرائم الحرب، وأكثر الجرائم بشاعةً وتوحشاً ضد الإنسانية، وكذلك كقادة لإرهاب الدولة المُّنظم ضد الشعب الفلسطيني الأعزل المظلوم والمضطهد في الضفة والقطاع والقدس المحتلة وكافة الأراضي الفلسطينية المحتلة».


وناشد القيادي والمفكر الفلسطيني، القيادتين المصرية والأردنية، والقادة العرب بضرورة الإسراع بالتدخل لوقف العدوان الصهيوني ضد المقدسات الإسلامية وضد الشعب الفلسطيني، وقال: «أتوجه بالمناشدة والنداء إلى القيادة المصرية خصوصاً، وإلى القيادة الأردنية وجميع القادة والمسؤولين العرب عموماً، لضرورة سرعة التحرك وبذل قصارى جهودهم لوقف العدوان الصهيوني المتواصل ضد المسجد الأقصى المبارك وجميع المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس المحتلة، وضد جميع أحياء وضواحي ومرافق مدينة القدس المحتلة، وخاصة البلدة القديمة وحي الشيخ جرَّاح، وكذلك وقف ولجم العدوان الصهيوني الوحشي الجوي والمدفعي الشامل الذي يتعرض له قطاع غزة». 


وواصل: نحن نعرف أنَّ الشقيقة الكبرى مصر والأردن الشقيق، ومنذ اللحظات الأولى للاعتداءات الصهيونية ضد القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية وحي الشيخ جرَّاح والمسجد الأقصى المبارك، وضد قطاع غزة، بذلا ومازالا يبذلان قُصارى جهودهما وضغوطهما لوضع حدٍ للعربدة والجرائم والاعتداءات الصهيونية، وقامتا باتصالات واسعة عربية وإقليمية وأوربية ودولية.

 

ونوه بأننا نعوُّل كثيراً على الموقف والتدخل والدور المصري، في وقف العدوان والتوحش والتغوُّل الصهيوني المتواصل ضد الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع والقدس المحتلة والداخل الفلسطيني المحتل، وضد المقدسات الإسلامية والمسيحية، وخاصة المسجد الأقصى المبارك، فمصر هي الدولة العربية والإقليمية المركزية، وهي الطرف الأكثر تأثيراً وحضوراً في الملف الفلسطيني، وفي ملف الصراع العربي/ الإسرائيلي، وهي التي تقود الديبلوماسية العربية من أجل توحيد الموقف العربي دعماً للموقف والحقوق والمطالب الفلسطينية المشروعة، وإننا وبشكلٍ دائم في أمس الحاجة لتدخل ودعم ومساعدة الشقيقة الكبرى مصر لنا، هي وجميع أشقائنا العرب والمسلمين.

 

ولفت إلى أن القدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك وقطاع غزة والضفة الغربية في خطرٍ حقيقي، وما يتعرض له الشعب الفلسطيني المظلوم الآن من عدوان متواصل، هو مجزرة صهيونية وحرب إبادة حقيقية، وعملية تطهير عرقي منهجي تستهدف جميع الفلسطينيين، وتستهدف الوجود والبقاء والصمود والرباط الفلسطيني التاريخي فوق أرض فلسطين، مما يستدعي موقفاً عربياً وإسلامياً واحداً وموحدأً دعماً لفلسطين وقيادتها وشعبها المظلوم الأعزل في معركة الدفاع عن مقدساتها ومساجدها وحرماتها وحقوقها التاريخية المشروعة، ولمواجهة كافة المخططات الصهيونية العدوانية التي تستهدف استئصال الوجود الفلسطيني التاريخي على أرض فلسطين، عبر الاستيطان والتهويد ومصادرة الأراضي والأملاك والحقوق الفلسطينية، خاصة أنَّ الشرعية الدولية والمحكمة الجنائية الدولية اعتبرت الإستيطان والتهويد جريمة حرب ضد الإنسانية.

 


وأكد أنَّ الشقيقة الكبرى مصر، ورئيسها الشجاع وقيادتها الحكيمة وحكومتها الرشيدة، وكافة لأجهزتها ومؤسساتها السيادية، هي الداعم والسند الرئيس للقضية الفلسطينية وللقيادة والحكومة الفلسطينية، ولكافة الحقوق الفلسطينية الثابتة التاريخية والشرعية، وللشعب الفلسطيني الصامد والمرابط، ومصر الشقيقة الكبرى تتقدم طليعة المدافعين عن القدس المحتلة وكافة المقدسات الإسلامية والمسيحية والحقوق والمطالب الفلسطينية المشروعة والتاريخية، فمصر على الدوام تعتبر القضية الفلسطينية قضيتها الأولى، وكانت ومازالت تقف إلى جانبنا، ونستمد منها عوامل الصمود والصبر والاصرار والعناد والقوة والثبات.