الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من «نظرة عين».. فوق جواد «الشريف»!

 

الفارق بين فنان وآخر .. فى جدية الاختيار .. ودرجة الخيال .. ومن يرغب فى بناء سمعته والحفاظ على رصيده لدى الجمهور يتشبث بهذين الجناحين الكفيلين بحمايته من السقوط والتورط فى أعمال تسحب من شعبيته ومكانته!.
وأجبرنا النجم الجاد يوسف الشريف على متابعة إنتاجه منذ وأن ظهر جواده فى السباق الرمضانى، لحسن انتقائه للورق المكتوب وتعاونه المستمر مع المخرج النشيط أحمد جلال، والتصاق أفكاره بقضايا وملفات تشغل العالم بأسره وتضع خطوطا حمراء تحت أسرار ومعلومات تحرك حكومات وأنظمة وتقرر مصير شعوب .. وأحيانا تهدد البشرية كلها!.
وفى تجربته الأخيرة “كوفيد - ٢٥”، وثب فريق العمل ٥ أعوام من الزمن بعد أن انتصر على فيروس كورونا الضئيل، ليباغته فيروس آخر أشد فتكا ودمارا لأجهزة الإنسان الفسيولوجية والعصبية .. والفيروس هذه المرة يخترق وظائف المخ ويفترس خلاياه، وينفذ إلى المصابين من “نظرة عين” وتقف العدسة الزجاجية فقط حائلا دون انتقاله أو انتشاره .. وداخل هذه الحلقة تصاعدت أحداث ١٥ حلقة مثيرة تستمد قوتها من الصراع بين عقل العلماء وضمير الأطباء، وبين نفوس امتلأت بالطمع وأصابها فيروس “جشع المال” والمتاجرة بصحة وحياة الملايين من أجل صفقات “المليارات المحرمة” والتى يجنيها سماسرة الموت من حرب الأمصال الملوثة!.
إيقاع متدفق بالمفاجآت والأفكار مُطعَّما بمشاعر إنسانية خدمتها عناصر إخراجية مرسومة بإتقان وحرفية،  لتكشف هذه المشاعر ما تحت الجلد من وباء يقتل قيماً وأخلاقيات ومبادئ على نحو أشد خطورة وألما ووحشية من ذلك المجهول الذى يطارد العالم، ولامناص من محاربة ما بداخلنا من أمراض قبل الالتفات إلى العدو الخارجى .. وتشبعت هذه الحقيقة القاسية بأداء صادق وعلى درجة رفيعة من الوعى والفهم لمجموعة الممثلين فى العمل على رأسهم “الشريف” المؤمن بمشروعه الفنى القائم على التحريض دائما لتغيير الواقع وتحريك الخيال والثورة ضد سلوكيات ومفاهيم ملتوية .. وتباً لتلك المفاهيم عندما يرفع شعارها رؤوس العلم ومؤسسات “أطواق النجاة” .. بل ومن يحكمون العالم أنفسهم!.
- .. ومن فوق جواد “الشريف” علينا بـ “نظرة عين” إلى مستقبلنا ومصائرنا وضمائرنا لكيلا تفترسنا هذه النظرة يوما ما .. وما خفى كان أعظم .. وأخطر!.
 

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط