الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

شيركو حبيب يكتب: ثورات تخدم الأوطان والشعوب

صدى البلد

 

 

كثير من سطور التاريخ ستتحدث عن الثورات المعاصرة بمزيد من الحذر، خاصة إذا ما كانت دفعات خارجية وراء ظهورها، أو أن تقوم بلا هدف واضح ومحدد فى خدمة الأوطان.

تلك سمة لما سميت مثلا بثورات الربيع العربي والتى ظهرت بلا هدف ولم تدفع بلدانا كسوريا وليبيا واليمن إلا نحو مزيد من الفوضى، وقد كانت مصر وشعبها من الحكمة بحيث أدارت مؤسساتها المرحلة بذكاء شديد حتى صححت مسارها فى 30 يونيو 2013 ، وكذا مرت الأمور فى تونس محاولة تجاوز الأزمات تباعا حسب طبيعة طبقاتها الاجتماعية وفئاتها الفكرية والسياسية.

ولو عدنا لأكثر من نصف قرن مضى لوجدنا ثورات التحرر من الاستعمار وطنية الطابع تعاونية التحرك بين قواها وشعوب بلدانها، هكذا كانت فى مصر يوليو 1952 والتى تجاوب الشعب مع مبادئها الستة وبدأ مرحلة البناء، وهكذا كانت التحررية فى الجزائر مكتسبة تعاطف ودعم الشعوب الحرة فى كل مكان.

وفى العراق يحكى التاريخ عن ثورة وطنية الطابع تواكب ذكراها هذه الأيام، فيمكن أن نقرر بعد نكسة عام 1975 واتفاقية السادس من آذار بين النظام العراقي آنذاك وشاه إيران، والتي بسبها توقفت الثورة الكردية لفترة وجيزة وظن البعض أن الشعب الكردي قد انتهى ولم يبق منه أحد في العراق، وأن الحركة الكردية والحزب الديمقراطي الكردستاني أصبحا فى خبر كان.

هؤلاء لم يلتفتوا إلى استمرار ثورة أيلول (سبتمبر) والتى سميت بهذا الاسم لانطلاقتها في 11 سبتمبر (أيلول) عام 1961 لغاية مارس 1975، وتوقفت نتيجة لهذه الاتفاقية بين هذين الطرفين بمباركة أمريكية، لكن في 26 من الشهر الخامس من العام 1976 انطلقت شرارة ثورة جديدة بحماس وثقة أكبر بقيادة الأب الروحي للشعب الكردي مصطفى البارزاني، كامتداد لثورة أيلول، حيث سميت بثورة (گولان) وألحقت بها الكثير من أبناء الشعب الكردي والعراقي بمختلف انتماءاتهم القومية والدينية، وأصبحت هذه الثورة شرارة جديدة لآمال العراقيين فى الخلاص من حكم ديكتاتوري.

كانت لهذه الثورة دور هام في بناء عراق ديمقراطي فيدرالي تعددي ومؤسسات ديمقراطية وتشريعية وحكومة الإقليم.

اليوم؛ في الذكرى 45 لهذه الثورة التي حققت وأنجزت الكثير من أجل الشعب العراقي عامة والشعب الكردستاني خاصة، نقول إنها كانت لها الدور الكبير لتوحيد القوى العراقية بتأثير من الخالد إدريس البارزاني والزعيم مسعود بارزاني، وكانت لهذه القوى الدور الأكبر في تحرير العراق، وكان ولايزال دور الزعيم الكردي مسعود بارزاني ذا أثر إيجابي كبير في العيش المشترك والمساواة بين كافة مكونات العراقي على أسس الدستور.

لقد كانت لثورة أيلول وكولان وقيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني الدور البارز والأهم في بناء مجتمع مدني مبني على العدالة و التآخي وبناء المؤسسات المدنية على أسس الديمقراطية و تأمين العيش الكريم و الحرية لكافة مواطني العراق و الإقليم مستندا على نهج الخالد مصطفى بارزاني، وأن ما نراه اليوم رغم وجود بعض النواقص، من إعمار وتقدم وعلاقات على المستوى الإقليمي و العالمي خير دليل على نهج ونضال الحزب الديمقراطي الكردستاني.

وكان للشعب الكردستاني الدور الأساسي والبناء في تمرير الدستور العراقي عام 2005 لكي يصبح نهجا للجميع للعمل به من أجل عراق ديمقراطي فيدرالي تعددي.

في الذكرى ال 45 لثورة كولان ننحني إجلالا وإكبارا لمن قدموا حياتهم من أجل الديمقراطية، ولتكن هذه الذكرى مشجعة على بناء دولة المواطنة لكل العراقيين وأن يكون الدستور حكما في حل الخلافات لكي ينعم الشعب العراقي ويعيش في هناء ورخاء، فهكذا تكون الثورات الحقيقية فى خدمة الشعوب والحريات والديمقراطية، لا فى محاولة الهدم والتخريب.