شائعات "الفيس" سبب الاحتقان.. القصة الكاملة لأزمة منطقة نادي الصيد بالإسكندرية

شائعات على صفحات الفيس بوك سببًا في احتقان الأهالي
محافظ الإسكندرية: لن يضار أحد من سكان منطقة نادي الصيد
توفير أكثر من 6 آلاف وحدة سكنية لنقل الاسراليها
1000 محل وورشة لأصحاب المحلات بالمنطقة

كانت العشوائيات المنتشرة في ربوع مصرنا الحبيبة خطرًا داهمًا يهدد جمالها وتماسك وحدتها، بيد أن الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، شرعت فور توليه المسئولية، في إعادة تخطيط تلك العشوائيات، لتوفير حياة كريمة لملايين المواطنين الذين كانوا يعيشون في مناطق عشوائية خطرة وغير آمنة.

وأصبح الحلم حقيقة وواقعًا في عهد الرئيس السيسي، فبعد وضع حجر الأساس لمدينة الأسمرات في العاصمة القاهرة، توجه الرئيس بكل عزم صوب مدينة الإسكندرية، العاصمة الثانية، وعروس البحر الأبيض المتوسط، ليتم وضع حجر الأساس لمدينة بشائر الخير، لتوفير حياة أمنة لألاف من مواطني الثغر، كجزء من المشروعات العملاقة التي يتم تنفيذها في جميع أنحاء مصر.

وعقب إنجاز بشائر الخير بمراحلها الثلاثة، أطلقت الحكومة خطة لتطوير جميع المناطق غير المخططة بالمحافظة الساحلية، شملت عددا من المناطق من بينها منطقة نادي الصيد بمساحة 51 فدانًا، وسط الإسكندرية، حيث أطلق اللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية المشروع بتكلفة تقدر بـ 115 مليون جنية ومدة تنفيذ 12 شهرًا؛ تنفيذا للبروتوكول الذي تم توقيعه ديسمبر 2019، مع صندوق تطوير العشوائيات.

ولكن خلال الشتاء، تعرضت المحافظة لأمطار غزيرة فاقت الطاقة الاستيعابية لشبكة الصرف الصحي، وتعرضت منطقة نادي الصيد للغرق إثر هطول الأمطار الغزيرة والمتواصلة، ما تسبب في قطع الكهرباء عن المنطقة بأكملها.

ودخلت المياه المختلطة من الأمطار والمجاري إلى مداخل العقارات الموجودة داخل المنطقة، ليبدأ المحافظ جولة تفقدية بالمنطقة والاستماع لشكاوى الأهالي والعمل على حل الأزمة، ووعد بسريعة حلها.

وعلى الفور، نقل المحافظ لرئيس الوزراء دكتور مصطفى مدبولي، معاناة الأهالي الشديدة بتلك المنطقة في فصل الشتاء، إذ ترتفع مياه الأمطار داخل المنازل لأكثر من 1 متر لأنها منطقة عشوائية، فوجه رئيس الوزراء على الفور بنقل القاطنين بهذه المنطقة لمساكن "بشائر الخير" في إطار أهمية توفير حياة كريمة لهم، وبالفعل تم توفير أكثر من 6 آلاف وحدة سكنية لنقل نحو 6 آلاف أسرة وتوفير 1000 محل وورشة.

وبدأ حي وسط في حصر عدد العقارات والشقق بالمنطقة، وبلغ عدد الأسر تقريبا 6300 أسرة، ولكن البعض بدأ في إثارة الشائعات، بأنه سيتم نقل المواطنين إلى منطقة عبدالقادر، في غرب المحافظة، والتي تبعد عنهم كثيرًا، أو أن البعض لن يجد مسكنًا لائقًا، مما أثار حفيظة أهالي المنطقة.

وعقب انتشار هذه الأقاويل المغلوطة بين أهالينا البسطاء، تجمع عدد من سكان المنطقة بالأمس عقب صلاة الجمعة اعتراضًا على تلك الشائعات، والتي انتشرت عبر صفحات الفيس بوك المجهولة وسط دعوات تحريضية من البعض، الذين حاولوا نشر تلك الشائعات التي لم يكن لها أي أساس من الصحة، وهو ما زاد من حالة الاحتقان.

ونفى محافظ الإسكندرية اللواء محمد الشريف هذه الشائعات جملة وتفصيلاً، وأوضح الشريف أنه لن يضار أحد بهذا النقل، وفقًا للتوجيهات الصادرة من مجلس الوزراء في هذا الشأن.

وعن أسباب حالة الغضب التي شهدتها منطقة نادي الصيد، قال المحافظ أن بعض أصحاب المصالح المغرضة في استمرار العشوائيات أشاعوا أنه سيتم نقلهم لأماكن بعيدة عن محل سكنهم الحالي، وأنه لن يتم توفير سكن بديل للبعض، وهذا أمر غير صحيح، إذ سيتم النقل لبشائر الخير "3" و "5"، والتي تبعد عن محل سكنهم بحوالي 2 إلى 3 كيلو متر فقط، مؤكداً أنه لن يتم نقل أي أسرة من وحدتها السكنية إلا إلى وحدة سكنية أفضل.

وأشار إلى أنه تم توفير أكثر من 6 آلاف وحدة سكنية لنقل نحو 6 آلاف أسرة وتوفير 1000 محل وورشة.

وكان لهذه التصريحات أثرًا إيجابيًا على الأهالي، حيث أصدر عدد من الشباب بيانا عبر الفيس بوك، ناشدوا الأهالي عدم الاستجابة لأي دعوات تحريضية من شأنها إثارة البلبلة أو حالة من عدم الاستقرار، حتى يمنحوا الفرصة لمحافظ الإسكندرية والمسئولين بحل الأمر بالكامل.

من جانبه، أكد محافظ الإسكندرية أن الدولة تولي اهتماما غير عادي لأهالينا البسطاء، وهو ما تم ترجمته على أرض الواقع من خلال الاهتمام بتطوير المناطق العشوائية بالمحافظة، وبناء أماكن حضرية لنقل قاطني تلك المناطق، وخير دليل على ذلك المشروع القومي مشروع "بشاير الخير" بجميع مراحله والذي كان هدفه الأساسي هو رعاية ودعم المواطنين البسطاء.