الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ذكرى حرب لبنان 1982 .. عندما أذلت المقاومة قوات الاحتلال الإسرائيلي

شارون على مدخل لبنان
شارون على مدخل لبنان

تحل علينا اليوم 6 يونيو، الذكرى 39، لدخول قوات الاحتلال الإسرائيلي بقيادة أرئيل شارون إلى لبنان، تحت مسمى عملية "سلامة الجليل"، تلك الحرب التي جرت عام 1982 وكانت امتداد لحرب عام 1978.

غزو لبنان "عملية الصنوبر 

حرب لبنان 1982، وتسمى أيضا بغزو لبنان أو ما أطلقت عليه قوات الاحتلال اسم عملية السلام للجليل وعملية الصنوبر، هي حرب عصفت بلبنان فتحولت أراضيه إلى ساحة قتال بين منظمة التحرير الفلسطينية وسوريا وإسرائيل.

ترجع أسباب هذه الحرب إلى عدد من الأحداث التي جرت في الشرق الأوسط خلال السنين التي سبقتها، من اتفاق القاهرة الذي نظم وجود الفصائل الفلسطينية المسلحة في لبنان، إلى الحرب الأهلية اللبنانية.

بدأت المعارك في 6 يونيو 1982، عندما قررت حكومة الاحتلال الإسرائيلي شن عملية عسكرية ضد منظمة التحرير الفلسطينية بعد محاولة اغتيال سفيرها إلى المملكة المتحدة، شلومو أرجوف على يد منظمة أبو نضال.

قامت إسرائيل باحتلال جنوب لبنان بعد أن هاجمت منظمة التحرير الفلسطينية والقوات السوريّة والمليشيات المسلحة الإسلامية اللبنانية، وحاصرت منظمة التحرير وبعض وحدات الجيش السوري في بيروت الغربيّة.

انسحبت منظمة التحرير من بيروت بعد أن تعرض ذلك القسم منها إلى قصف عنيف، وكان ذلك بمعاونة المبعوث الخاص، فيليب حبيب، وتحت حماية قوات حفظ السلام الدولية.

انتهت هذه الحرب بشكلها المعترف به في عام 1985 إلا أن آثارها ومخلفاتها لم تنته حتى مايو من عام 2000، عندما انسحب جيش الاحتلال الإسرائيلي وأعوانه فعلياً من جنوب لبنان. 

 

أقسى الذكريات على قلوب اللبنانيين

قال فادي عاكوم، الكاتب الصحفي والخبير السياسي اللبناني، إن ذكرى الاجتياح الإسرائيلي للبنان في عام 1982م، من أقسى الذكريات التي من الممكن أن يتذكرها الشعب اللبناني.

وأضاف عاكوم في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن فترة الغزو الإسرائيلي كانت من أصعب الفترات التى مرت على الشعب اللبناني، ليس فقط بسبب القصف والحصار الذي حدث، ولكن أيضا بسبب اجتياح بيروت من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، قبل أن تظهر قوات المقاومة اللبنانية وتستعيد بيروت من يد الاحتلال.

وأوضح الكاتب الصحفي اللبناني، أن الأحداث بدأت في يوم 4 يونيو وليس 6 يونيو، في هذا اليوم كان هناك عمليات قصف مركزة من جانب القوات الاحتلال الجوية، وفي يوم 6 يونيو دخلت أول دبابة تابعة للاحتلال الإسرائيلي تجاه الأراضي اللبنانية، اخترقت مواقع قوات الأمم المتحدة التي كانت وما زالت متمركزة عند الخط الفاصل بين لبنان وفلسطين المحتلة.

وتابع "الأمور سارت بشكل دراماتيكي، لم يكن أحد يتوقعه، كانت التوقعات بأن هذه الضربات الجوية عبارة عن ضربات سريعة مثل ما كان يحدث، ولكن العالم تفاجأ بحجم قوات الاحتلال الإسرائيلي التي دخلت الأراضي اللبنانية، حيث قدرت قوات الاحتلال من قبل بعض الخبراء العسكريين، بأنها ضعف القوات المشاركة في حرب أكتوبر 1973 ضد مصر وسوريا مجتمعين".

ولفت "عدد قوات الاحتلال الإسرائيلي تجاوزت الـ 100 ألف جندي إسرائيلي، تضم فرق القوات الخاصة كاملة - قوات الطيران - الدبابات - الزوارق والبوارج الحربية".

وأشار "الأمور تدهورت عسكريا من جانب قوات منظمة التحرير الفلسطينية وباقي الفصائل الفلسطينية واللبنانية التي كانت منتشرة بداية من الجنوب وصولا إلى بيروت شمالا"، مردفا "لم يكن أحد يتوقع أن تكون الضربة من جانب قوات الاحتلال قاسية بهذا الشكل، لدرجة أن خطوط الدفاع التابعة للفصائل سقطت واحدة تلو الأخرى بسرعة شديدة، لدرجة وصلت معها قوات الاحتلال إلى مشارف بيروت".

الأوضاع في لبنان سيئة جدا

وأوضح خبير السياسات اللبناني، أن هذه الفترة كانت الأوضاع في لبنان سيئة جدا، حصار وجوع وقطع للمواد الغذائية، خاصة على الأهالي الذين أصروا أن يظلوا بداخل بيروت ورفضوا الخروج منها، انقطعت عنهم جميع المواد الأولية للعيش وتعرضوا للحصار ليس فقط من جانب القوات الإسرائيلية، ولكن أيضا من قبل بعض الأحزاب اللبنانية التي تعاونت مع الجيش الإسرائيلي لـ حصار بيروت واحتلالها.

ولفت "الشيء المفرح في هذا الاحتلال، بالرغم من سقوط أكثر من 30 ألف قتيل و40 ألف جريح، هو اللحمة العربية التي امتازت بها المعارك في بيروت وباقي المناطق، وكان بها السوري واللبناني والفلسطيني والمصري، كل هؤلاء وغيرهم من الجنسيات العربية التي كانت في لبنان شاركوا في الدفاع عن بيروت، وعند سقوطها شاركوا في تحريرها".

وعن أبرز العمليات التي تمت في الحرب اللبنانية وقلبت الطاولة على قوات الاحتلال الإسرائيلي، قال "عملية الويمبي التي قام بها خالد علوان أثناء جلوس اثنين من ضباط قوات الاحتلال الإسرائيلي في مقهى ويمبي، حيث أقترب منهم خالد علوان وأطلق عليهم الرصاص من مسدسه الخاص وقتلهم".

وتابع "في هذا التوقيت تصرف المواطنين بشكل عشوائي وتجمهروا في شوارع بيروت، حتى يعرقلون ملاحقة قوات الاحتلال لـ خالد علوان، ونحج الأهالي في هذا، ومن بعدها كانت هذه العملية بمثابة الدافع النفسي الكبير لكل الشباب والمواطنين الموجودين ببيروت حتى يقاوموا هذا الاحتلال".

واختتم "بدأت عمليات المقاومة ضد قوات الإسرائيلي على شكل موسع، وامتدت إلى خارج بيروت حتى صيدا وسور والنمطية وصولا إلى باقي المناطق اللبنانية المحتلة، لدرجة أنه قبل انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من بيروت، طلبوا بشكل صرح من خلال مكبرات الصوت (يا أهالى بيروت أوقفوا إطلاق النار سننسحب غدا صباحا) ما يعني أنهم انسحبوا في ذل كبير".