EN 
15 عاما لم يبخل فيهم محمد القوصي بوقت، أو مال أو مجهود في سبيل إسعاد الأطفال مرضى السرطان، بجهود فردية له من خلال مبادرة «حلمك يصبح حقيقة»، التي نالت شهرة واسعة مؤخرا بعد نجاحه في ترتيب موعد مفاجئ مع الفنان تامر حسني لإسعاد طفلة مصابة بمرض السرطان.
وروي محمد القوصي رحلة تطوعه بشكل فردي لإسعاد الأطفال مرضى السرطان، لـ «صدى البلد» قائلا أن البداية ترجع إلى 15 عاما من خلال الاستعانة بدائرة الأصدقاء والمعارف لمساعدة الأطفال المرضى فى تحقيق أحلامهم البسيطة التي لا تتعدى لعبة جديدة، أو ملابس أو باروكة شعر وغيرها من الأحلام التي يتعامل معها القوصي بجدية.
حلمك حقيقة
من المواقف الأولى التي لم ينساها كانت مساعدة الطفلة فاطمة كانت مصابة بسرطان في العظام، وكان حلمها في عام 2008 امتلاك هاتف بكاميرا لتلقط به الصور، "كان وقتها حاجة محصلتش"، ولكن تطوع القوصي وحول يوم حصولها على الهاتف إلى يوم لا يُنسى واستضافها في فندق شهير بعد ترحيب مالكه بالفكرة وخصص لها "ترابيزة كبيرة للغداء في التراس"، وتابع: "من المواقف التي لا تُنسى".
إيمان محمد القوصي بأهمية الأحلام وضرورة تحقيقها دفعه للاستمرار في التطوع، خاصة أنه يعتبر أن العمل العام لا يُشترط أن يكون مالا فقط ولكن أحيانا إحداث فارق يكون =كثر أهمية، مثل محو الامية أو التأثير بشكل إيجابي ومساعدة الغير في تخطي المحنة، وأضاف : "كلنا نقدر نساعد لو كل واحد اتخصص في جزء وبدأ يأثر على اللي حواليه".
التطوع بشكل فردي للأطفال جاء برغبة شخصية لعدم الانضمام إلى جمعية أو مؤسسة، "أنا كده حر أكتر أقدر أساعد بأكتر من طريقة وأغير استراتيجية العمل"، وتتم عملية مساعدة الأطفال من خلال زيارات إلى المعهد القومي للأورام في البداية باعتباره القلعة الكبيرة لمواجهة السرطان في مصر.
وبعد موافقة الإدارة، كان يقابل كل طفل ويعرف منه ما يحلم به، على سبيل الدعم النفسي، وتتنوع احلامهم البسيطة بين حضور حفل، غناء، أو باروكة شعر، أو لعبة، أو حقيبة مدرسة، أو سيارة متحركة وغيرها من الأحلام التي رغم بساطتها إلا أن تحقيقها كان ذو أهمية كبيرة في أنفسهم، وتابع :"كانوا بيثقوا فيا، إنهم يطلبوا حاجة ويلاقوها".
وبعد الحادث الذي تعرض له المعهد، انتقل القوصي لمستشفى السلام للأورام بعد التنسيق مع الإدارة والحصول على الموافقة اللازمة للاتصال المستمر بالأطفال، ومع مرور الأعوام وكثرة الأحلام اتجه القوصي إلى مواقع التواصل الإجتماعي في عام 2008.
قد التحدي
لا يعتمد القوصي على إثارة الشفقة أو التسول بأحلام الأطفال، كما يقول، ويكتفى بنشر صورة الطفل واسمه والحلم الذي يود تحقيقه فقط، و لا يعتمد على تلقى تبرعات مادية، "اللي عاوز يساعد يحقق حلم الطفل ويشتري اللي بيحلم بيه بنفس مواصفاتها".
ورغم انشغاله بحياته الشخصية إلا أن "أحلام الأبطال"، أصبحت جزءا أساسيا من نشاطه اليومي، "زي الأكل والشرب والنوم"، محافظا على تحقيقها رغم بقائه في الولايات المتحدة خمسة أعوام، "كان في ناس بتساعدني هنا".
لقاء تامر حسني
وروي القوصي كواليس ترتيبه لتحقيق حلم ندى صاحبة الـ 15 عاما في مقابلة النفان تامر حسني، قائلا أن ندى مصابة بورم سرطاني في يدها وتحب الغناء، وعلى وجه الخصوص الفنان تامر حسني، كان لقاؤه أو مشاهدته عن قرب حلم لها ظنت أنه لن يتحقق.
واستكمالا لرحلة تحقيق الأحلام، استجاب "نجم الجيل" لطلب القوصي ورحب بمساعدته في تحقيق حلم ندى، وتمت عملية التنظيم في سرية، حيث أرسل تامر كلمات أغنية للقوصى لتحفظها ندى دون إخبارها بتفاصيل أخرى.
وبعد إتمام حفظ الكلمات، استقبل تامر، القوصى وندى ووالدتها في الاستوديو الخاص به في منزله دون معرفتها بأنها قد تقابله، وأضاف: "كانت فاكره اننا رايحين ستوديو صوت في الاول عشان تتمرن فيه قبل ما تقابل نجمها المفضل، شكرا جدا للنجم الجميل و علي استضافته لينا و تحقيق الحلم في خلال أيام معدوده من طلبه".
وبينما كانت تغني التفتت لتجد أن تامر حسني يجلس أمامها ضاحكا، لم يسعها سوى الضحك الهستيري وترديد "شوفي يا ماما" و "ايه ده مش مصدقة نفسي"، ليشاركها بعد ذلك في استكمال غناء أغنية "كبرنا وعقلنا" معا.
