"تايمز": الجامعة العربية "متخبطة " إزاء سوريا

ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية اليوم، الثلاثاء، أن تخبط رؤى الجامعة العربية إزاء ما يحدث فى سوريا إنما يترك الرئيس بشار الاسد حرا طليقا.
وذكرت الصحيفة فى سياق تعليق أوردته على موقعها على شبكة الانترنت أنه على الرغم من أن مواقف النظام السورى المتعنتة فى مفاوضاته إزاء الازمة فى بلاده قد أعطت "اليد العليا" إلى الدول الداعمة لاتخاذ رد فعل صارم تجاه قمعه الوحشى للمتظاهرين، فإن وحدة الجامعة العربية وتكاتفها باتت تتآكل مرة اخرى.
وأشارت إلى أن قطر تسعى للدفع بوتيرة إقحام نظام الاسد فى مزيد من العزلة الدولية التى أصدمت بتخبط الجامعة العربية وانقسامات داخل المعارضة السورية، منوهة إلى أن مصدر الخلاف بشأن الأزمة السورية ينبع من قرار الجامعة العربية بإرسال بعثة من المراقبين لمراقبة الاوضاع فى سوريا فى سبيل تفادى تدخل من مجلس الامن الدولى.
وأضافت أنه بات أمام الحكومات الغربية الساعية وراء إسقاط نظام الاسد الانتظار طويلا عن ذى قبل حتى تتوجه الجامعة العربية إلى مجلس الامن.
كما وصفت "فاينانشيال تايمز" القرار بارسال بعثة المراقبين الى سوريا بأنه قرار "مغلوط" منذ البداية، لافتة إلى ان الهدف الاساسى وراء إرسال تلك البعثة يكمن فى مراقبة امتثال النظام السورى لما نصت عليه خطة السلام العربية والتى تقضى بوقف اعمال القتل وسحب قوات الجيش من المدن واطلاق سراح المعتقلين وبدء حوار مع المعارضة، الا انه يبدو ان تلك الاهداف لم تتحقق فى ظل مرافقة بعض من عناصر الامن السوري لافراد البعثة خلال جولتهم فى المدن السورية.
وذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية أن ما ورد على لسان بعض افراد البعثة الجنرال مصطفى دبى حول تلمس بوادر لتحسن الاوضاع على ارض الواقع، يتنافى مع الصور والاحصائيات التى نشرها نشطاء حقوق الانسان والتى افادت بمقتل اكثر من 300 شخص منذ وصول بعثة المراقبين فى 26 من الشهر الماضى.
ورأت أنه فى حال سمحت البعثة العربية بأن يتم تطويعها كأداة للتستر على القمع الذى ينتهجه النظام ضد المواطنين من بنى وطنه، فذلك سيضع مصداقية الجامعة على المحك.