في منزل مبني من طوب قديم متهالك قضى 4 أشقاء من محافظة الشرقية، ما يزيد عن 60 عاماً من أعمارهم بدون أي معني للحياة الكريمة فلا يتوفر لهم في الغرفة الرئيسية لهذا المنزل سوى سرير واحد وبعض خدديات وحصيرة عفا عليها الزمان ويغطيهما سقف من البوص الذي قد يحميهم من حر الصيف لكن لا يمنع نزول ماء الأمطار عليهم في الشتاء.

هذه محتويات الغرفة الأولى التي يعيش بها الآن الشقيقين حسون جمعان حسين، وجمعة جمعان حسين بعد زواج أختهما الأكبر حسنية، ووفاة أخوهما حسين منذ أشهر قليلة، أما بالنسبة للغرفة الثانية، فلا يوجد فيها سوى عدد من المسامير التي يعلقون عليها ملابسهم البسيطة، وبعض جراكن بها ماء نقي للشرب، وأمام هاتين الغرفين لا تجد سوى مطبخًا فارغة تماماً من أي أدوات مخصصة له، فلا يحتوى إلا على كانون أرضي لتسوية الطعام بدون أي سقف لها.

معاناة الأشقاء
«عايشين زي اللي عايشين، ربنا وحده اللي يعلم بينا».. بهذه الكلمات بدأت الأخت الكبرى حسنية شكواها في فيديو لموقع «صدى البلد» من عدم امتلاكها أي إثبات رسمي على هويتها منذ ولادتها حتى أن قام زوجها بعمل شهادة ميلاد لها، ثم رزقها الله بولادين قبل وفاة زوجها - رحمها الله-، وهم من يقومان على خدمتها الآن رغم بساطة حالهم.
وأضحت الأخت الأكبر أنها الوحيد التي تأخذ معاش يقدر بـ 1000 جنيه تعيش منه الأسرة بالكامل حيث أنها الوحيدة التي تملك أوراق رسمية، مشيرةً إلى أزمتهم المالية زادت بعد أن أصيبت أختها بجلطة منذ أشهر قليلة، فهي تجلس معهم دون أن تتحدث بأي كلمات بينهم، فقط تأخذ أدوية وتأكل أطعمة بسيطة، فهم يرضون بقضاء الله لهم.

ويعمل جمعة أخو الشقيقتين الوحدتين الآن في الأراضى الزراعية بأجرة يومية بسيطة تقدر بـ 50 جنيه في المتوسط، مبينًا أنها لا يمتلك أي إثبات رسمي على هويته منذ ولادته وكذلك شقيته حسون وأخيه حسين الذي توفى منذ أشهر قليلة بدون شهادة ميلاد أو شهادة وفاة تدل على أنه أتي إلى الحياة الدنيا، فقد روأ الكثير من المواقف الصعبة، آخرها: «وفاة أخيه، ومرض شقيقته المفاجىء، وسقوطه بشكل مفاجىء على الأرض أو في مصدر مائي دون أي يشعر، وكذلك عدم وجود خليفة له في الحياة حيث أنه لم يتزوج ابدًا لضيق الحال».

أحلام العائلة
وتلفت الأخت الأكبر حسنية وابنها جمعة الذي يعمل سائق باليومية أنهم سعوا كثيرًا لاستخراج شهادات ميلاد لخاليه وخالته القاطنين في قرية الفولي الصغيرة التابعة لصان الحجر بمركز الحسينية الشرقية منذ 8 أشهر، لكن الأوراق توقفت، وانشغلوا في مرض الأخت الصغيرة، مختتمين بأن أحلامهم بسيطة، وتتمثل في: «استخراج شهادات ميلاد لجمعة وحسون ليتمكنوا من الحصور على حقوق توفرها لهم الدولة كالمعاش الشهري والدعم التمويني، وتوفير علاج لأختهم المريضة، كما تحلم أختهم الكبيرة حسنية بتوفير رحلة حج لها، وتأهيل البيت للسكنة أكثر».
