الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الفيضانات إشارة تحذير.. لماذا سقطت أوروبا ضحية لـ تغير المناخ؟

فيضانات أوروبا
فيضانات أوروبا

تشهد أوروبا موجة من الطقس السيء، غير مسبوقة في أثرها وعدد ضحاياها، أدت إلى انقطاع الكهرباء والاتصالات، وسقوط ضحايا بالعشرات علاوة على المفقودين.

وخلفت الفيضانات في ألمانيا وبلجيكا أكثر من 150 قتيلا ومئات المفقودين حتى الآن، حيث ألقى كبار المسؤولين باللوم على تغير المناخ.

كتل هوائية عالقة

وأوضح جان جوزيل عالم المناخ ونائب الرئيس السابق لهيئة المناخ التابعة للأمم المتحدة لوكالة فرانس برس أن "الكتل الهوائية المحملة بنسبة كبيرة من الماء، بقيت في مكانها في الأجواء أربعة أيام بسبب درجات الحرارة المنخفضة". وكانت النتيجة: هطول أمطار غزيرة، بين 14 و15 يوليو، وصل منسوبها إلى ما بين 100 و150 مليمترا أو ما يعادل شهرين من الأمطار، بحسب المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.

ورغم أن المنطقة معتادة على هطول أمطار غزيرة؛ إلا أن هذه التساقطات كانت "استثنائية من حيث كمية المياه التي تدفقت وشدتها"، وذلك وفقا لـ"كاي شروتر" عالم الموارد المائية في جامعة بوتسدام.

ويحتدم النقاش حول هذه المسألة، فقد ربط سياسيون أوروبيون بين هذه العواصف الشديدة، وبين تغير المناخ.

ووفقًا لإذاعة "دويتشه فيله" الألمانية، أدى هطول الأمطار الغزيرة بشكل مفاجئ إلى تضخم العديد من الأنهار الصغيرة وروافد أنهار لا تملك القدرة على احتواء هذه النسبة الهائلة من المياه والتي لم تكن محمية ببنوك مرتفعة بما فيه الكفاية.

وقال رئيس حكومة ولاية شمال الراين، ويستفاليا أرمين لاشيت، الجمعة، إن "نهر الراين معتاد على الفيضانات، أما المشكلة الأكبر فهي في الأنهار الصغيرة وروافد الأنهر".

فيضانات أوروبا

وتتهم بعض وسائل الإعلام وخبراء ألمان، السلطات، بأنها لم تصدر إنذارات في وقت مبكر بما في الكفاية للسكان.

وقالت هانا كلوك أستاذة الموارد المائية في جامعة ريدينج في المملكة المتحدة، إن "خبراء الأرصاد أصدروا تحذيرات، لكن لم تؤخذ على محمل الجد والاستعدادات لم تكن كافية". بالإضافة إلى ذلك، هناك نقص في الوعي بهذه الأخطار بين السكان الذين يعيشون في المناطق المعرضة للفيضانات.

وقال أرمين شوستر رئيس الهيئة الحكومية الألمانية المختصة بالكوارث الطبيعية، لصحيفة "بيلد" اليومية "بعض الضحايا قللوا من أهمية الخطر ولم يحترموا قاعدتين أساسيتين أثناء هطول الأمطار الغزيرة. الأولى: تجنب الأقبية التي تدخل فيها المياه. والثانية، قطع الكهرباء على الفور". وقد عثر على عشرات القتلى في أقبية منازلهم.

الانبعاثات الكربونية تسمم الكوكب

وحذر خبراء، من أن الأمطار الغزيرة التي تسببت بفيضانات اجتاحت عدداً من الدول الأوروبية، تسلط الضوء على الحاجة إلى الحد من الانبعاثات الكربونية والتأقلم مع الأوضاع الناتجة عن ذلك.

وذكرت وكالة "أسوشيتد برس"، أنه على الرغم من خطط الاتحاد الأوروبي لإنفاق المليارات لاحتواء ظاهرة تغير المناخ؛ تسبب الهطول الغزير للأمطار في حالة من الصدمة بين السياسيين وخبراء الأرصاد، إذ أودى بحياة أكثر من 150 شخصاً هذا الأسبوع في التلال الخضراء في أوروبا الغربية.

ويقول علماء المناخ، إن الصلة بين التقلب الشديد في الأحوال الجوية والاحتباس الحراري لا لبس فيها، وأن الحاجة الملحة إلى اتخاذ إجراءات حيال تغير المناخ لا يمكن إنكارها.

فيضانات أوروبا

وبحسب الوكالة، لا يمكن للعلماء حتى الآن القطع على وجه اليقين ما إذا كان تغير المناخ قد تسبب في تلك الفيضانات، لكنهم يجزمون أنه يؤدي بالتأكيد لتفاقم الطقس القاسي الذي ظهر في شكل ارتفاع شديد في درجات الحرارة، وتسبب بحرائق في غابات غربي الولايات المتحدة وكندا وصولا إلى سيبيريا فضلا عن فيضانات أوروبا.

وقال ويم تيري، الأستاذ في جامعة بروكسل: "هناك صلة واضحة بين هطول الأمطار الشديدة وتغير المناخ".

ثمن فادح لكل درجة حرارة زائدة

كما ذكر شتيفان رامستورف، أستاذ فيزياء المحيطات في "جامعة بوتسدام" الألمانية، أن تسجيلات درجات الحرارة الأخيرة التي تم رصدها في الولايات المتحدة وكندا "كان بعضها شديداً للغاية لدرجة أنها ستكون مستحيلة فعلياً من دون تأثير الاحتباس الحراري".

فيضانات أوروبا

ويشير علماء المناخ إلى شيئين محددين ساهما في كارثة هذا الأسبوع، أولهما أنه مع كل ارتفاع في درجة الحرارة بمقدار 1 درجة مئوية (1.8 درجة فهرنهايت)، يمكن أن يمتص الهواء رطوبة أعلى بنسبة 7%، ويمكنه الاحتفاظ بالمياه لفترة أطول، مما يؤدي إلى الجفاف، ولكنه يؤدي أيضاً إلى زيادة هطول الأمطار الكثيفة والغزيرة بمجرد إطلاقه.

وأوضحوا أن العامل الثاني، هو ميل العواصف إلى التواجد فوق مكان واحد لفترة أطول بكثير من المعتاد، وبالتالي إلقاء كميات متزايدة من الأمطار على رقعة أصغر من العالم. ويقول العلماء إن الاحتباس الحراري يعد عاملاً مساهماً في ذلك.