رانيا يحيى في ضيافة «صدى البلد»|الاغتصاب الزوجي ليس ظاهرة|كل منزل به مطلقة

سيدة من طراز مختلف، جمعت بين الفن والثقافة باعتبارها أستاذة فى أكاديمية الفنون، وبين الدفاع عن حقوق المرأة من خلال وجودها كعضوة في المجلس القومي للمرأة، لها العديد من المواقف المشرفة في تاريخها، إنها الدكتورة رانيا يحيى.

حلت «يحيى»، ضيفة على موقع «صدى البلد» الإخباري، تم تكريمها وتحدثت عن عدة أمور تشغل بال كثير من السيدات.

ماذا عن مؤتمر التعاون الإسلامي الذي استضافته مصر مؤخرا؟

مصر تسلمت هذا المؤتمر الهام وأصبح في يد مصر لمدة عامين قادمين وهذا يؤكد على الدور الريادي الذي يعود مرة أخرى لمصر وعلى الدعم من القيادة السياسية لملف المرأة.

هل تطور ملف المرأة فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي؟

لقد قفز ملف المرأة قفزات غير مسبوقة، وكان يستحيل تمكينها، وأن تحصل على هذا القدر من الحقوق بدون دعم القيادة السياسية متمثلة في شخص الرئيس السيسي، الذي يحرص في جميع المناسبات التي تخص المرأة أو العامة على توجيه كلمات للمرأة المصرية، ويبرز اعتزازه بها وبالدور الذي قامت به في مكافحة الإرهاب والملفات الشائكة التي مررنا بها وكانت شريك أصيل في عملية التنمية والنهوض.

لماذا تأثرت المرأة أكثر من الرجل بجائحة الكورونا؟

لأنها تعمل داخل البيت وخارجه ،وهى عمود البيت لأنها حريصة أكثر على الزوج والأولاد ولديها الرغبة فى الحماية والاحتضان للأسرة ككل ولديها استعداد على مجابهة المخاطر سواء داخل الأسرة أو فى المجتمع،  وظهر ذلك فى عام 2011 عندما وصلت الجماعة الإرهابية الإخوان لسلطة الحكم فنزلت المرأة فى 30 يونية وتصدرت الصفوف ودافعت بضراوة وتلقت كل التهديد والوعيد لاستعادة الوطن والسلام المجتمعى الذى يعود بالتأثير الإيجابي عليها وعلى أسرتها.

يقدم المجلس القومي الكثير للمرأة المصرية ما هو دوره في المجتمع؟

القومي للمرأة هي الجهة المنوطة بالحفاظ على المرأة المصرية ومقدراتها وحقوقها فى كل المجالات التي تتعلق بالفتيات من 18 عام فيما فوق، والمجلس منذ إنشائه عام 2000 يعمل لصالح المرأة المصرية وحدثت الكثير من الإنجازات فى الفترات السابقة لكن فى الخمس سنوات الأخيرة حدث بهم طفرة على مستوى التمكين الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والحماية الثقافية والتشريعية وهم باختصار محاور النهوض بالمرأة التي أعلنها الرئيس السيسي في عام المرأة في 2017، وهي سابقة من نوعها بتخصيص عام للمرأة وتتوافق كل مؤسسات الدولة باعتبار المرأة شريك أساسي فى المجتمع وبذلك حدث حراك حقيقي وخطط وأسس ترسخت منذ هذا العام.

ما أبرز المساعدات التي يقدمها للمرأة المعنفة؟

المجلس يقدم توعية ودعم قانوني ونفسي واجتماعي لأي سيدة معنفة ولدينا مكاتب الشكاوى وخط ساخن لتلقى الشكاوى من 9 صباحا إلى 9 مساءا رقمه 15115.

ومكاتب الشكاوى منتشرة في 27 محافظة تستقبل الشكاوى، وتقوم أيضا بدور كبير فى التوعية من خلال المبادرات والحملات التي  يطلقها المجلس ونتشارك بها جميعا سواء الأعضاء المعينين من سيادة الرئيس أو رؤساء الفروع أو الأعضاء فى الفروع نعمل كخلية نحل لصالح المرأة.

كيف استطاع المجلس تقديم الدعم القانونى والمشاركة فى تعديل بعض التشريعات؟

وقد استطاع المجلس أن يقدم دعم قانونى فى عدد من الملفات وتغليظ عدد من العقوبات  منها تغليظ عقوبة التحرش وتغليظ عقوبة ختان الإناث وصدر قانون القومى للمرأة وقانون لذوي الإعاقة خرجت عدة قوانين تدعم دور المرأة فى هذا المجتمع.

هل يساعد المجلس المرأة اقتصاديا واجتماعيا ؟

يساعد المجلس فى التمكين الاقتصادى من خلال برامج الشمول المالي وتوفير بطاقات الرقم القومي بالمجان وشهادات أمان التي تم توزيعها على عدد كبير من السيدات، ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر للسيدات في القرى والنجوع، وهناك اهتمام من الرئيس بالمرأة والأسرة وانتقال الأسر المصرية من العشوائيات لمدن كريمة تليق بالمواطن المصرى وشاهدنا عدد من المبادرات الصحية التي أطلقها الرئيس مثل نور حياة ومبادرة فيروس سي والكشف المبكر على سرطان الثدى ومبادرة علاج الأطفال المصابين بضمور العضلات وهذا فى المقام الأول لصالح المرأة والأسرة المصرية.

هل تحسنت أوضاع المرأة المصرية سياسيا في عهد الرئيس؟

لقد حدثت الكثير من الطفرات في ملف التمكين السياسي آخرها قرار الرئيس بدخول المرأة للنيابة العامة ومجلس الدولة واتاحت الفرصة للسيدات فى هاتين المنصتين نقلة كنا ننشدها والرئيس أسعد الملايين الذين لهم الحق والخبرة أن يزاولوا هذه المهن فى المواقع التى يرغبون بها، وفي الحكومة هناك 25% من مجلس الوزراء سيدات، وهناك 28% من السيدات فى البرلمان وهي سابقة من نوعها في البرلمان المصري الذي بدأ بسيدتين، ولدينا 14% من السيدات في مجلس الشيوخ ومستشارة الرئيس للأمن القومي وهي السفيرة  فايزة أبو النجا مما يدل على الحكمة لتولي المرأة هذا المنصب شديد الحساسية.

كيف يتم رصد مشاكل النساء فى المجلس القومى للمرأة؟ 

من خلال اللقاءات المفتوحة ومن الحملات مثل طرق الأبواب التي بدأت عام 2016، وصلنا لملايين السيدات كما نستطيع من خلال هذه الحملات إرسال الرسائل التي نريد أن نجعلها تصل إليهم، ونتواصل مع الجهات المعنية الخاصة بالمشكلات ونعمل على حلها بالتنسيق مع المسئولين ويكون هناك حالة من الشفافية بيننا وبين الجميع.

من الأذرع الحقيقية للمجلس التي تنفذ المبادرات؟

الرائدات الريفيات هم الأذرع الحقيقية للمجلس ومعهم الراهبات والواعظات الذين يكونوا من نفس بيئة النساء فتكون الثقافة والفكر وطريقة الحديث واحدة فتصل الرسائل أسهل، وهذا برز من خلال حملة "معا لخدمة الوطن" التي أطلقها المجلس وكان السبب في إطلاقها ارتباط بعض المشكلات بالدين لأن هناك من يعتقد بعض العادات والتقاليد على إنها واقع وجزء من الدين لذلك على رجال الدين أن يوصلوا الصورة الصحيحة لأصل الدين مثل مشكلة ختان الإناث.

المرأة هي من تصر على ختان فتياتها في المحافظات ما السر في ذلك؟

قناعتها أن ذلك ما يحافظ على البنت وهي عادات خاطئة راسخة في ذهنها وتنظر لها من ناحية العفة، واللجنة الوطنية لـ ختان الإناث بالتعاون بين المجلس القومي للمرأة والمجلس القومي للطفولة والأمومة هدفها توعية الأمهات بأن ما يحدث مع بناتهن بعيد كل البعد عن الطب، لأنها ليست موجودة في كلية الطب، ولا توجد في الدين بل هي عادة وموروث خاطئ دخيل على مجتمعنا وأصبحت عرف سائد.

ما خطورة ختان الإناث على الفتاة؟

بالختان تتعرض الفتاة لأبشع أشكال العنف الذي يمكن أن تتعرض له، وهذا يفقدها الثقة في الأهل الذين يقومون باصطحابها لعمل العملية وتفقدها الثقة بالنفس، وقد يودي بحياتها إذا حدث نزيف ولذلك تم تغليظ عقوبة ختان الإناث بأن من يصطحب الفتاة لهذه الجريمة يعاقب بالسجن ووصل إلى 15 عاما وإذا توفت تصل للمؤبد.

نحن نعمل على واد براءة الأطفال بختان الإناث وبالزواج المبكر الذي يحرمهن من حقوقهن ويحرمهن من وثيقة زواجهن ويضر أطفالهن فيما بعد، علينا أن ننتبه لكل الأمور التي تندرج تحت مظلة العنف ضد المرأة.

بعض الرجال ينظرون للعنف ضد المرأة على إنه رجولة كيف ترين ذلك؟

العنف ضد المرأة مرفوض لأن الرجل الذي يقوم بالعنف لديه مشكلة في رجولته، الرجل الحقيقي من يحتضن من يطبطب من يحتوى ولا يتعامل معها بشكل يسئ لها.

الاغتصاب الزوجي شكل من أشكال العنف المسكوت عنه كيف ترين هذه الأزمة؟

قضية الاغتصاب الزوجي فجرها مسلسل لعبة نيوتن، المجلس القومي للمرأة لا يستقبل شكاوى من هذا النوع "الاغتصاب الزوجي".

أحيانا يأتي لنا نساء تعرضن للعنف، وأرى أن المرأة التي تتعرض لشكل من أشكال الاغتصاب الزوجي هي معنفة، ولا تذكر ذلك باعتبار أن الأمر خطير؛ لأن لديها الأكبر من ذلك وهو الإيذاء النفسي والجسدي.

الاغتصاب الزوجي ليس ظاهرة وليست موجودة بكثرة وصعب إثباتها ليكون هناك عقاب لها لأنها علاقة أساسها المودة والرحمة وشديدة الخصوصية وشائكة .

إدعاءات الشباب على السوشيال ميديا آخرهم فتاة الفستان ما رأيك؟

تطلب الفتاة  من المجلس التدخل  لطلب المساعدة وبالفعل نتدخل ونساعدها في الوصول لجهات التحقيق مثل ما حدث فى حالة فتاة الفستان بجامعة طنطا، تواصلنا مع مقررة الفرع في طنطا صفاء مرعي، استعموا لشكوى الفتاة وقامت بعدها بتحرير محضر ونحن غير مسئولين عن صحة أقوالها فهذا تقرره النيابة .

ما هي أكثر المشكلات التي تعاني منها المرأة فى مصر؟

مشكلات العنف والأحوال الشخصية وأتمنى ان يخرج القانون بشكل يليق بـ الأسرة المصرية مثل ما قال الرئيس أنه لن يوقع على قانون غير منصف للمرأة لأنه دائم الاهتمام ببناء الإنسان والطفل وقانون الأحوال الشخصية  منذ أكثر من 100 سنة لم يتغير رغم محاولة تعديله إلا أنه لا يواكب هذا التطور والأوضاع الحالية.

المطلقة في مصر هل تعاني من نظرة المجتمع؟

تغيرت نظرة المجتمع للمطلقة لأن كل منزل في مصر به حالة طلاق وهذا مؤسف؛ لأن الأسر أصبحت مفككة ونتمنى استعادة الترابط والتراحم داخل الأسرة والرجل يعرف مسئولياته، وأنه هو القوام وأنه يجب أن يحترم المرأة ويقدرها وكذلك على المرأة أن تبادله الاحترام والتقدير ونغير من أخلاقياتنا وسلوكياتنا على جميع المستويات ونعود للقيم والمبادئ التي كانت تميز المجتمع وتراجعت.