الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الهروب الكبير |حذاء محافظ البنك المركزي شاهد عيان على مأساة مطار كابول

عناصر طالبان
عناصر طالبان

قبل ساعات قليلة من دخول عناصر حركة طالبان إلى العاصمة الأفغانية كابول وفرض سيطرتها عليها، عمت الفوضى أرجاء البلاد، وبدأ الجميع يتحسس خطاه مستعدا للهرب من المستقبل المجهول.

المنفذ الأخير للهرب من طالبان ومن المجهول الذي ينتظر الجميع كان عبر مطار كابول، حيث ركض سكان كابول والمدن المجاورة إلى المطار بحثا عن وسيلة تقلهم خارج البلاد تكون ملاذا آمنا لهم من المصير الغامض وما يخشونه حال تمكن طالبان من السيطرة على البلاد. 

البحث عن الملاذ الآمن لم يكن هينا أو ميسرا، فقد صاحبه فوضى عارمة وتكدس العشرات من مواطني كابول وما حولها من مدن داخل المطار، وتحول المشهد إلى عبثي ومأساوي مع تدافع المواطنين المذعورين وسقوط ضحايا كثر من بينهم.

قصة الهروب الكبير أو الزحف نحو مطار كابول كانت مأساوية، ومنها قصة هروب محافظ البنك المركزي الأفغاني أجمل أحمدي، وهو أيضا مستشار اقتصادي للرئيس الأفغاني الهارب أشرف غني.

وفي السطور التالية نلقي الضوء على قصة هروب محافظ البنك المركزي الأفغاني أجمل أحمدي

تفاصيل هروب أجمل أحمدي

لم يكن أمام أجمل أحمدي محافظ البنك المركزي الأفغاني، خيارا سوى الهروب من كابول بعد اقتراب مسلحي حركة طالبان من العاصمة، وروى أحمدي خلال تصريحات للصحافة البريطانية تفاصيل هروبه وسط الفوضى والاضطرابات.

ويروي أحمدي قائلا: «كنت في مطار كابل الدولي، حيث كانت الفوضى تضرب في كل مكان، وعند مدرج المطار، كان هناك العديد من المروحيات والطائرات تقلع من المكان، والمشهد كان مروعا».

مدرج مطار كابول

وتابع: «أذكر أن إحدى طائرات الخطوط الجوية الأفغانية "كام إير"ـ كانت مملوءة بثلاثة أضعاف قدرتها الاستيعابية، وشاهدت طائرة نقل عسكرية من دولة ثالثة ليست أفغانية ولا أميركية، وكانت الحشود تتدافع من أجل الصعود على متنها، ودفعني زملائي من أجل الصعود على متن هذه الرحلة».

وقال: «في ظل كل هذا التدافع والتوتر فقدت إحدى فردتي حذائي، ولكن نجحت في الصعود على متن الطائرة بلا أي ممتلكات، باستثناء الملابس التي أرتديها الآن، وفردة حذاء واحدة. هكذا خرجت من أفغانستان».

تفاصيل سقوط كابول

ولفت: «هذا اليوم ذهبت صباحا إلى مقر عملي كالمعتاد في البنك المركزي، رغم الأنباء المنتشرة حول اقتراب مسلحي طالبان من العاصمة الأفغانية، وكانت هناك آمال بألا تصل طالبان إلى كابول سريعا، وأن الأمر قد يستغرق عدة أيام، لكنه تبين أنه أمر في غير محله، مع تدهور الأوضاع في كابول، واقتراب طالبان كثيرا من وسط المدينة غادرت مكتبي ظهرا متجها إلى المطار، حيث تمكنت من حجز تذكرة طيران، لكن في المساء ألغيت الرحلة».

واختتم أن «الهدوء كان سيد الموقف في المطار، ولكن بمجرد انتشار خبر تنحي الرئيس أشرف غني عن منصبه وهروبه من البلاد، حلت الفوضى حينها في المطار الذي يحمل اسم الرئيس السابق حامد كرزاي، وركض المواطنون الأفغان بسرعة باتجاه مدرج المطار وحاولوا الصعود على متن الطائرات المقلعة، ولحسن الحظ صعدت على إحدى متن هذه الطائرات».